200 يوم على حراك السويداء.. دور بارز للنساء

200 يوم على حراك السويداء.. دور بارز للنساء

03 مارس 2024
لعبت النساء دوراً بارزاً في الحفاظ على استمرارية الحراك (العربي الجديد)
+ الخط -

دخل حراك محافظة السويداء جنوبيّ سورية يومه المائتين، بخلاف الرهانات التي سعى لها النظام السوري لوأده منذ الأيام الأولى، ليسجل معه أطول سلسلة احتجاجات سلمية جرت في المنطقة، على الرغم من الحوادث الأمنية، وسقوط شهيد برصاص الأمن.

ولم يخبُ الحراك يوماً، وإن قلّ عدد المتوافدين إلى الساحة، حيث لا يزال يحظى بتأييد القاعدة الشعبية الأوسع في المحافظة.

الحراك الذي انطلقت شرارته الأولى في 16 أغسطس/ آب 2023، والذي بدأ بمطالب معيشية، وسرعان ما ارتفع سقفه لإسقاط النظام، لا يزال محافظاً على استمراريته، ومتجدداً بالفعاليات التي تنبثق منه.

ويجمع المتابعون للملف السوري على أنه لا يمكن إنكار أن أبرز ما يميز الحراك في السويداء من غيره من المحافظات السورية، منذ انطلاق أول صيحة نادت بالحرية، الدور الذي لعبته نساء المحافظة في هذا الحراك، حيث كان لنسوة السويداء محطات يعود لهنّ الفضل فيها في استمرار الحراك، وهو الدور الذي سعى النظام جاهداً للقضاء عليه من خلال التعرض للنساء عبر التشهير، وإطلاق الشائعات الكاذبة عنهن، وتهديدهن أحياناً، الأمر الذي يشير إلى أن النظام أدرك خطر دورهن عليه في استمرار الحراك المناهض له منذ انطلاقته.

وكانت السويداء قد شهدت تصعيداً شعبياً وأمنياً خلال الأيام القليلة الماضية، بدأ بتظاهرات جابت الشوارع، مروراً بالمؤسسات الخدماتية التابعة للنظام السوري، ومقارّ حزب البعث، وأدت يوم الأربعاء الماضي 28 فبراير/ شباط الماضي، إلى حصول صدام مباشر مع الأجهزة الأمنية، نتج منه تحوّل في نهج السلطة، ومقتل أحد المتظاهرين وجرح آخر.

وفي السياق، تقول رهام فرحات لـ"العربي الجديد": "لن تُرهبنا بنادقهم، فقد وقفنا نساءً ورجالاً عُزّلاً في وجه النيران، وتشهد كل الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي أننا واجهنا حَمَلة البنادق دون خوف أو تراجع، فلم يبقَ ما نخاف عليه، لقد استباح النظام الحاكم وأجهزته كل شيء في هذا الوطن".

وتضيف: "نحن اليوم نقف في ساحة الكرامة بعد مائتي يوم على انتفاضتنا، لنقول للعالم نحن هنا باقون، لن نملذ الانتظار، ولن نتخلى عن نضالنا السلمي حتى إسقاط هذه الطغمة الحاكمة، وتحقيق الحرية والعدالة لكل السوريين. لن ننجرّ لعسكرة الانتفاضة، ولن نتخلى عن سلميتنا. سنواجه رصاصهم بصدورنا، وكل يوم يمضي وقوفاً، نقترب أكثر من الخلاص ومن الحرية".

مشاركة نسائية غير مسبوقة

أكثر من نصف عام مرّت على انتفاضة السويداء، تميزت بمشاركة غير مسبوقة لسيدات وشابات محافظة السويداء، حتى أصبحن أيقونة وواجهة حضارية تتقدم صورهن معظم المواقع الإعلامية وشاشات التلفزة، لتعطي الصورة الحقيقية والمشرقة للشعب السوري، وبات حضورهن الدائم في ساحات الكرامة، وفي مقدمة كل تظاهرة، واعتصام، ومحفل اجتماعي وسياسي، ذا رمزية وطابع لن يغفله التاريخ.

وهنا، يقول علي حرب، وهو ناشط مدني شارك في احتجاجات عدة في مناطق مختلفة من سورية منذ انطلاقة الثورة، لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ فجر الثورة السورية، كان للنساء السوريات دورهن الذي لا يمكن تجاوزه، ولكن الحضور في حراك السويداء ما زال مميزاً ولافتاً ونوعياً".

ويضيف: "لن أنسى "لقمة الخبز العربي" التي وزعنها في بداية الحراك، والتي عنت لي الكثير من معاني الحب والولاء للأرض الأم. لا يمكن أن تغيب كلمات الأغنيات التي غنينها في مناهضة الظلم والاستبداد، وعجنّها بألحان التراث".

ويتابع: "مائتا يوم ولا زالت إخواتنا وأمهاتنا يعجنّ لنا من قمح الحرية خبزاً نقتات عليه في أيام أعجفها استبداد الحاكم وجبروته، فنعم الخبز والخابزات، وبئس الحاكم الذي يجوع ويقتل ويذل شعبه لأجل السلطة".