حرب ترامب والإعلام الأميركي: لا بد من منتصر

حرب ترامب والإعلام الأميركي: لا بد من منتصر

03 سبتمبر 2018
تبنى ترامب نهجاً صدامياً مع الإعلام الليبرالي (جابين بوتسفورد/Getty)
+ الخط -

على شاشة محطة "سي إن إن"، قال الصحافي المخضرم كارل بيرنشتين، الأربعاء 29 أغسطس/آب الماضي، "حان الوقت لندرك جميعاً أننا نشهد حالياً من إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ما هو أسوأ من فضيحة ووترغيت". ثم وجّه بيرنشتين رسالة إلى ترامب قال فيها "لقد قضيت عمري كصحافي في مهمة محاولة الوصول إلى الحقائق خلال حكم إدارات، جمهورية وديمقراطية، ولن يردعني أي تهديد عن الالتزام بهذه المهمة الضرورية لضمان حرية الصحافة وحرية التعبير".

وجاءت رسالة بيرنشتين رداً على تغريدة لترامب قال فيها إن "محطة سي إن إن تنهار من الداخل، بعدما تم الكشف عن الكثير من الأكاذيب والتلفيقات، واستمرار رفضهم الاعتراف بهذه الأخطاء. المنحط كارل بيرنشتين، رجل يعيش في الماضي، ويفكر كشخص غبي وأحمق، ويختلق قصة وراء أخرى، ما جعله أضحوكة في كل أميركا... أخبار مفبركة". ويعد بيرنشتين، أحد عمالقة الصحافة الأميركية التاريخيين، إذ كشف في عام 1972، بمشاركة زميله بوب وودورد، على صفحات "واشنطن بوست"، عن تفاصيل عملية تجسس البيت الأبيض على مقر اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، والتي أدت إلى كشف كواليس فضيحة "ووترغيت"، واضطر الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، على إثرها، إلى تقديم استقالته.

وفي نفس يوم ظهور بيرنشتين التلفزيوني مهاجماً ترامب، وعلى جبهة جديدة، هدد ترامب في تغريدة له شركة "غوغل" بسبب ما يؤمن به من تحكّمها في الأخبار المتعلقة به على محركاتها البحثية، بما يُظهر فقط الأخبار السيئة عنه، من خلال وسائل الإعلام التي يرى أنها تتخذ مواقف معادية له. ثم غرد ترامب مجدداً، متهماً "غوغل" بـ"حجبها وغيرها أصوات المحافظين، وتخفي معلومات وأخباراً طيبة. إنهم يتحكمون فيما نستطيع رؤيته وما لا نستطيع. إنه موقف خطير جداً، سنسيطر على الأمر". وجاءت هذه التهديدات قبل أيام من جلسة يرد فيها مديرو شركات "فيسبوك" و"غوغل" و"تويتر" على أسئلة واتهامات أعضاء الكونغرس حول ضعف دفاعاتها ضد التوغل الروسي في الانتخابات الأخيرة باستغلال ثغرات في نظم منصات تلك الشركات. ويكشف ذلك السجال عن عمق الصراع الجاري بين فئة كبيرة من الإعلام الأميركي التقليدي الليبرالي النخبوي، والإعلام الجديد من جهة، وبين ترامب من جهة أخرى، وهو الصراع الذي لا يبدو أن له أي نهاية قريبة، ولا يعرف منتصراً أو خاسراً بعد.

هل أوصل الإعلام ترامب للبيت الأبيض؟

دونالد ترامب ليس رئيساً تقليدياً، بل هو رجل أعمال انخرط لسنوات في برامج تلفزيون الواقع، وحقق نجاحات كبيرة. واستغل ترامب، منذ بدء سباق الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري لاختيار مرشح رئاسي منتصف 2015، الإعلام بصورة فعالة. كما أنه استغل الفجوة الواسعة بين قاعدة الناخبين اليمينية المحافظة من جانب، وبين الإعلام الليبرالي من جانب آخر، والذي تأتي في مقدمته محطات "سي إن إن" و"أن بي سي" و"سي بي أس"، وصحف مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"بوسطن غلوب". ويشير مدير تحرير "موقع 538" الإخباري الذي يركز على الانتخابات في أميركا، نات سيلفر، في تغريدة، إلى أن غياب الثقة بين أنصار ترامب في قواعده الانتخابية ووسائل الإعلام يعود تاريخياً إلى جهود العشرات من السياسيين والنشطاء والإعلاميين الجمهوريين ممن هاجموا ويهاجمون ما يطلقون عليه إعلاماً ليبرالياً منذ سنوات طويلة. وطبقاً لرؤية سيلفر، فإن ترامب سرّع من وتيرة وعمق الانفصال والعداء بين القواعد الجمهورية ووسائل الإعلام الرئيسية التقليدية. وتشاهد هذه الفئة من الناخبين محطات تلفزيونية مثل "فوكس" الإخبارية، ونجمهم حليف وصديق الرئيس، شون هانيتي، الذي يتابع تغريداته، أكثر من 3.7 ملايين شخص، ويستمعون على الأثير لبرامج راش ليمبو أو آيد شولتز، اللذين تبث برامجهما المحافظة في أكثر من 700 محطة راديو محلية. كما أن هذه الفئة لا تقرأ الصحف عادة.



وتبنى ترامب نهجاً صدامياً مع الإعلام الليبرالي، مستغلاً هذه الخلفية الداعمة له. والذي سهل من هدفه ردود فعل وسائل الإعلام على ما خرج منه أثناء الحملة الانتخابية من خطاب غير لائق أخلاقياً بصبغة فاشية وعنصرية واضحة، سواء تعلق الأمر بالمهاجرين أو المكسيكيين أو المسلمين، أو حتى حيال رموز أميركية معاصرة، كجون ماكين وعائلتي كلينتون وبوش. ونجوم هذا النوع من الإعلام يتبنون نفس سياسات ترامب، وربما يكون هو من اتبع خطهم السياسي. ولراش ليمبو على سبيل المثال آراء عديدة تطابق آراء ترامب، فيما يتعلق بالموقف من الهجرة واللاجئين والمسلمين والتغير المناخي.

معارك منذ اليوم الأول في الحكم

بدأ ترامب يوم رئاسته الأول في 21 يناير/كانون الثاني 2017 بهجوم حاد على وسائل الإعلام الأميركية، على خلفية خلاف حول تقديرات أعداد من حضر ومن شاهد حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. وخلال المؤتمر الصحافي الأول للمتحدث باسم البيت الأبيض حينذاك، هاجم شون سبيسر وسائل الإعلام، لمقارنتها بين صور الحشود خلال مراسم تنصيب ترامب، والرئيس السابق باراك أوباما، زاعماً أن تنصيب ترامب شهد حضوراً أكبر من تنصيب أوباما، وذلك على العكس مما كشفته صور المقارنة بين الحشدين، والذي لجأت إليه غالبية وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية. وخلال الحملة الانتخابية، وكعرف دأبت عليه غالبية الصحف في تبني هيئتها التحريرية موقفا من المرشحين للرئاسة، عبرت 90 في المائة من الصحف عن دعمها لاختيار هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، في حين عبر فقط 10 في المائة منهم عن تفضيلهم ترامب. وسيطرت أخبار وتصريحات ترامب على وسائل الإعلام منذ ظهوره السياسي وعزمه الترشح للرئاسة في نهاية 2015، ومنذ ذلك الوقت لعب الإعلام دوراً طاغياً في التأثير على شخصية وهوية ومواقف دونالد ترامب. وتخيل الكثيرون أن خلافات ترامب مع الإعلام ستنتهي بوصوله للبيت الأبيض، إلا أنه يبدو أنها كانت البداية فقط، إذ غرد أهم محاميه والعمدة الأسبق لمدينة نيويورك، رودي جولياني، أن "الإعلام فوجئ بانتصار ترامب على عكس كل توقعاتهم، من هنا يحاول الإعلام بشتى الطرق الإيقاع بترامب وإفشال رئاسته".

إلا أن المعركة الأكثر أهمية والتي لم تتوقف بعد، فتعلقت بالتحقيقات الجارية حول التدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلت ترامب للبيت الأبيض. ولم يعترف ترامب بعد، بصورة لا تحمل أي معانٍ أخرى، بحدوث تدخل روسي في الانتخابات بهدف مساعدته على الفوز بها. وفي الوقت الذي يحبذ فيه ترامب أن يركز الإعلام على ما يعتبره إنجازات اقتصادية وسياسية، وأن يبتعد عن انتقاد سياساته ويقلل من التغطية الدقيقة لتفاصيل التحقيقات في التدخل الروسي، فإن الإعلام لا يتوقف عن الخوض في أدق التفاصيل المتعلقة بعملية التحقيقات بإدارة ترامب وسجلها. ولا يتوقف ترامب عن وصف وسائل الإعلام بأنها "عدو الشعب الأميركي"، وأنها "غير أمينة"، وأنها تنشر "أخباراً كاذبة"، وأنها "تضر بالديمقراطية"، وأنها تنشر "نظريات مؤامرة وتتغاضى عن الكراهية".

وفي الثالث من أغسطس الماضي، ظهر كبار مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية داخل قاعة المركز الصحافي في البيت الأبيض، للحديث حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وللتحذير من التدخل الروسي في انتخابات الكونغرس، في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقال مدير الاستخبارات الوطنية، دان كوتس، "تركيزنا اليوم بكل بساطة هو أن نُطلع الشعب الأميركي أن هناك تهديداً حقيقياً واقعاً، ونحن نقوم بكل ما في وسعنا كي تكون انتخاباتنا شرعية ومؤمّنة، كي يثق فيها وفي نتائجها الشعب الأميركي". وبدا الأمر غريباً، فعلى الرغم من استمرار ترامب في التقليل من شأن التدخل الروسي في الانتخابات المقبلة، ووصفه المتكرر للتحقيق الذي يجريه روبرت مولر، والذي يصفه بأنه بحث عن سراب، يبقى الإعلام مصمماً على الغوص في تفاصيل هذه التحقيقات التي توفر مادة شيقة يومياً، لكشف خبايا وتفاصيل قضية شديدة الأهمية لملايين الأميركيين. وقال ترامب، في تغريدة، في مايو/أيار الماضي، "تكرهني وسائل الإعلام التي تنشر الأخبار المزيفة لوصفي لها بأنها عدو الشعب، فقط لأنهم يعلمون أنها الحقيقة. أنا أقدم خدمة كبيرة للمواطنين الأميركيين بتوضيحي الأمور على حقيقتها". وأضاف أن وسائل الإعلام "تتسبب عمداً في انقسام كبير وفقدان الثقة بين المواطنين. (وسائل الإعلام الكاذبة) يمكن أن تسبب حرباً. هم خطرون جداً ومرضى".

لمن ثقة الأميركيين ... الإعلام أم ترامب؟

وأشار استطلاع للرأي، أجرته مؤسسة "بيو" في مارس/آذار الماضي، على عينة من 4734 مواطناً أميركياً، إلى وجود قلق كبير من تبعات انتشار أخبار كاذبة ومضللة على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه، وفي الوقت ذاته، رفضت الغالبية العظمى منهم فرض أي قيود حكومية من شأنها تقييد حرية الحصول على المعلومات أو نشرها. وفضّل 58 في المائة ممن استطلعت آراؤهم حماية حرية النشر وحرية الوصول للمعلومات والأخبار، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، حتى مع احتواء وسائل الإعلام التقليدية والجديدة على ما يمكن تصنيفه كأخبار كاذبة. وفضّل 39 في المائة أن يتم تقليص هذه الحريات، حتى لو عن طريق التدخل الحكومي المباشر. وفي نفس الاستطلاع، عبّر 75 في المائة من الجمهوريين عن يقينهم أن ترامب يقول الحقيقة، مقارنة بـ5 في المائة فقط من الديمقراطيين، و29 في المائة بين المستقلين. وعبر 16 في المائة من الجمهوريين عن ثقتهم في أخبار وسائل الإعلام، مقارنة بـ86 في المائة بين الجمهوريين و58 في المائة بين المستقلين. وبصورة عامة، يثق 34 في المائة من الأميركيين فيما يقوله ترامب، مقابل 54 في المائة يثقون فيما تنقله وسائل الإعلام. وعبّر 12 في المائة عن عدم تأكدهم من الرد. ويظهر هذا الاستطلاع عدم اكتراث ترامب بالجمهور القارئ لـ"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" أو للجمهور المشاهد لقناة "سي إن إن"، وأنه يهتم فقط بقواعده الانتخابية التي لا تثق في الإعلام الليبرالي، حتى من قبل ظهور ترامب السياسي.

بين المخاطر والأضرار

ويشير التقرير السنوي للعام 2017 ــ 2018 لمؤسسة "فريدوم هاوس"، ومقرها واشنطن وتُعنى بشؤون الحريات خصوصاً الإعلامية منها، إلى أن "استخدام ترامب لغة التهديد والتحريض ضد وسائل الإعلام، بما فيها وصفه لهم بأنهم أعداء الشعب الأميركي وتكرار ذلك، يؤثر سلباً على ثقة المواطنين في مصداقية الإعلام والحقائق التي يعرضها". وأشار التقرير إلى أن ترامب يرفض المعايير الأخلاقية التي حافظ عليها الرؤساء الأميركيون فيما يتعلق بالترويج لأعماله الخاصة، وتعيين زوج ابنته مستشاراً له داخل البيت الأبيض، ورفضه الكشف عن سجلاته الضريبية. ووصلت حدة الصراع بين البيت الأبيض والإعلام الأميركي إلى أن تصدر منظمة الأمم المتحدة، ممثلة في المنسق العام لحرية التعبير، ديفي كايا، بياناً، في 3 أغسطس الماضي، اعتبر فيه "أن هجوم ترامب على وسائل الإعلام يناقض تعهد بلاده باحترام حرية الصحافة والقوانين الدولية لحقوق الإنسان. نحن قلقون خصوصاً على احتمال زيادة المخاطر التي قد يتعرض لها الصحافيون والتي قد تستهدف أمنهم الشخصي. إن هذا الهجوم على الإعلام مخطط له بعناية، ويستهدف التشكيك في مصداقية الأخبار ويزيد من عدم الثقة في التقارير الموثقة".

وأشار استطلاع للرأي، أجرته جامعة كوينيباك منتصف أغسطس، إلى تزايد نسبة الجمهوريين ممن يرون الإعلام عدواً، لتصل إلى 51 في المائة بين الجمهوريين، في حين لا يراه كذلك 36 في المائة منهم. وشهدت مدينة أنابوليس بولاية ميريلاند، في 28 يونيو/حزيران الماضي، هجوماً بسلاح ناري قام به جارود راموس، وهو أحد الأشخاص الغاضبين على الإعلام، كما أظهرت صفحاته على وسائط "السوشيال ميديا"، كما سبق له رفع دعوى تشهير ضد صحيفة في عام 2012. وأظهرت هذه الحادثة المخاطر المتزايدة على الصحافيين داخل الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع "كوينيباك" أن 44 في المائة من الأميركيين قلقون من أن تؤدي انتقادات وهجوم ترامب على الإعلام إلى عنف ضد الصحافيين أثناء ممارستهم عملهم، في حين عبّر 52 في المائة عن عدم قلقهم تجاه هذا الشأن. وخلال العام الماضي، شهدت الولايات المتحدة ثلاث حالات قبض على صحافيين أثناء تغطياتهم فعاليات مختلفة، وتمت مصادرة أجهزة أربعة صحافيين آخرين، كما واجه 33 صحافياً اعتداءات مختلفة، واستدعت سلطات الشرطة والقضاء 14 صحافياً للمثول أمامها، طبقاً للجنة حماية الصحافيين.

في النهاية، نجح ترامب في استغلال حالة الاستقطاب السياسي غير المسبوقة التي تشهدها الولايات المتحدة لشن هجوم لا يتوقف على وسائل الإعلام التي لا تشاهدها قاعدته الانتخابية الصلبة، التي لها وسائل الإعلام الخاصة بها من صحف وتلفزيونات ومواقع يمينية محافظة. وسقط الإعلام، عمداً أو جهلاً، في فخ ترامب. نعم زادت الاشتراكات والإعلانات في "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وغيرها، إلا أن مصداقية وحيادية الإعلام تتلاشي مع مرور الوقت والتعود على نهج مهاجمة شخص وسلوكيات ترامب والابتعاد عن تقييم سياساته بموضوعية. وبادرت في الأسبوع الأول من أغسطس صحيفة "بوسطن غلوب" إلى تنظيم حملة ضد نهج ترامب المعادي للإعلام تحت عنوان "لسنا أعداء أحد"، وانضمت إليها أكثر من 200 صحيفة. وخرجت الافتتاحيات في تلك الصحف لتقول "لدينا اليوم في الولايات المتحدة رئيس خلق شعاراً يقول إن وسائل الإعلام التي لا تدعم بشكل صارخ سياسات الإدارة الأميركية الحالية هي عدوة الشعب". ومن جانبها، تقوم صحيفة "واشنطن بوست"، المملوكة لمالك موقع "أمازون"، جيف بيزوس، الذي يعد كذلك أغنى شخص في العالم، وتجمعه بترامب عداوات كثيرة، بتوثيق ما تعتبره أكاذيب ترامب. وتم تجميع 4229 كذبة صدرت على لسان ترامب أو نشرها من خلال تغريداته على موقع "تويتر". وفي الوقت الذي يُعرف عن ترامب شغفه بمشاهدة التلفزيون، إذ نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً جاء فيه أن الرئيس يقضي يومياً من 4 إلى 8 ساعات أمام التلفزيون، لا يتوقف ترامب عن الهجوم على الصحف والمحطات التي تتناول شؤونه وقضية التحقيقات الروسية بتفاصيلها الدقيقة.

لا خطر على حرية الإعلام الأميركي، فتنظيمه يعود للتعديل الأول للدستور الأميركي الذي حظر على الكونغرس تمرير أية قوانين من شأنها الانتقاص من حرية التعبير أو حرية الصحافة. وتم اعتماد التعديل الأول للدستور كواحد من عشرة تعديلات تشكل وثيقة الحقوق في 15 ديسمبر/كانون الأول من عام 1791. وقبل ذلك بأربعة أعوام، كتب توماس جيفرسون لصديق له قائلا "إن كان القرار يعود لي في الاختيار بين حكومة بلا صحافة، أو في صحافة بلا حكومة، سأختار بلا تردد صحافة بلا حكومة". من هنا الصعوبة في تقييد حرية الإعلام الأميركي، ومن الصعوبة تغيير سلوكيات ترامب، فنحن أمام حرب تتسع يومياً بلا منتصر ومن دون خاسر، باستثناء الديمقراطية الأميركية ذاتها.

المساهمون