10 قتلى جراء إطلاق النار بمركز تسوق في بوفالو بولاية نيويورك

10 قتلى جراء إطلاق النار بمركز تسوق في بوفالو بولاية نيويورك الأميركية.. و"إف بي آي" يحقق في "جريمة كراهية"

14 مايو 2022
يجري التحقيق في حادثة إطلاق النار باعتبارها "جريمة كراهية" (Getty)
+ الخط -

أقدم مسلح أبيض يبلغ من العمر 18 عاماً، يوم السبت، على قتل عشرة أشخاص بالرصاص، وأصاب ثلاثة آخرين في متجر بقالة في حيّ بوفالو للسود في نيويورك، قبل أن يستسلم للشرطة، فيما قالت السلطات إنه سيجري التحقيق في الحادث باعتباره جريمة كراهية وعملاً من أعمال "التطرف العنيف بدوافع عنصرية".

وقالت السلطات إن الجاني الذي كان مسلحاً ببندقية هجومية، ويبدو أنه تصرف بمفرده جاء إلى بوفالو من مقاطعة في نيويورك "على بعد ساعات" لاستهداف المتجر في هجوم بثّه على الإنترنت. وقال مسؤولون إن 11 من بين 13 شخصاً أصيبوا بالرصاص من السود، وإن الاثنين الآخرين من البيض.

وقالت الشرطة إن المسلح كان مدججاً بالسلاح، وكان يرتدي سترة واقية من الرصاص.

وقال جوزف غراماجليا، قائد شرطة بوفالو إنّ "عشرة أشخاص قُتلوا" وأصيب ثلاثة آخرون. وهناك أحد عشر شخصاً من ذوي البشرة السوداء من بين الضحايا، بينما الاثنان الآخران من البِيض، في هذا الحيّ الذي تقطنه غالبيّة من الأميركيّين من أصول أفريقيّة في بوفالو.

ووفقاً لغراماجليا، فقد أطلق الشاب المشتبه في أنّه منفّذ العمليّة، النار في البداية على أربعة أشخاص في ساحة لركن السيّارات في سوبرماركت "تُوبْس"، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم، قبل دخوله إلى السوبرماركت حيث أطلقَ عليه حارس أمني، هو شرطيّ متقاعد، النار. لكنّ الشاب المحميّ بسترته الواقية من الرصاص لم يُصب، وأطلق النار على الحارس.

وقال مفوض شرطة بوفالو، جوزيف غراماجليا في إفادة صحافية، إنه عندما واجه المسلح رجال الشرطة في المتجر وضع مسدساً على رقبته، لكنهم تحدثوا معه وأقنعوه بإلقاء السلاح والاستسلام.

وقال غراماجليا إن المسلح تبادل إطلاق النار في البداية مع رجل شرطة سابق يعمل حارس أمن بالمتجر، لكن المسلح كان محمياً بسترته الواقية من الرصاص.

وكان هذا الحارس أحد العشرة الذين لقوا حتفهم بالرصاص في الحادث. وقالت السلطات إن ثلاثة آخرين أصيبوا، لكن من المتوقع أن ينجوا.

وكانت صحيفة "ذا بوفالو نيوز" قد نقلت عن مسؤولين في الشرطة أنه قُتل عشرة أشخاص عندما فتح مسلح النار في متجر بقالة في بوفالو في ولاية نيويورك الأميركية.

وعثر على خمس جثث في موقف سيّارات، إضافة إلى جثث أخرى داخل المتجر.

ونقلت الصحيفة في وقت سابق، عن مسؤول في الشرطة كان في موقع الحادث، وعن مصدر مقرب من وكالات إنفاذ القانون، أنّ "عشرة أشخاص قتلوا برصاص مسلح يرتدي درعاً واقية ويحمل بندقية قوية، بينما أصيب ثلاثة آخرون، اثنان منهم في حالة حرجة".

وأضاف المصدر في الشرطة للصحيفة أنّ مطلق النار كان يضع "خوذة عسكريّة" وبحوزته كاميرا.

وقالت الصحيفة إنّ الشرطة تُحقّق في ما إذا كان مطلق النار قد بثّ الهجوم على الهواء، كما زُعم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول في الشرطة للصحيفة: "الأمر أشبه بالدخول لمشاهدة فيلم رعب، لكنّ كلّ شيء حقيقي. إنّه أشبه بيوم القيامة".

وقال عمدة بوفالو، بايرون براون، في مؤتمر صحافي، إنّ هناك "عدة ضحايا" جراء إطلاق النار في مركز التسوق، والمشتبه فيه أُلقي القبض عليه.

ووصف براون ما حصل بأنه "أسوأ كابوس"، موضحاً أنّ المشتبه فيه سافر لساعات عدة من خارج بوفالو، بهدف الوصول إلى حيّ تقطنه غالبية من السود.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، قد أعلن أنه يحقق في حادثة إطلاق النار، باعتبارها "جريمة كراهية". وقال ستيفن بيلونجيا، العميل الخاص المسؤول عن مكتب بوفالو الميداني التابع لمكتب "إف بي آي"، في مؤتمر صحافي: "نحقق في هذا الحادث باعتباره جريمة كراهية وقضية تطرف عنيف بدوافع عنصرية".

وكان قسم شرطة مدينة بوفالو الأميركية، قد قال على "تويتر"، بعيد الحادث، إنّ العديد من الأشخاص أُصيبوا بالرصاص، من دون أن يحدد عددهم، أو مدى خطورة إصاباتهم. 

وكتبت حاكمة الولاية كاثي هوشول، على حسابها في "تويتر"، أنها "تراقب من كثب حادث إطلاق النار في مركز تجاري في بوفالو"، مسقط رأسها. وقالت إنّ مسؤولي الولاية عرضوا على السلطات المحلية تقديم المساعدة. 

والشهر الماضي فتح "قنّاص" النار في حيّ راقٍ بواشنطن، ما أدّى إلى إصابة أربعة أشخاص قبل أن ينتحر.

جريمة مدفوعة بالكراهية

ووصف جون غارسيا، شريف مقاطعة إرييه، الهجوم بأنّه "جريمة مدفوعة بالكراهية" وبأنّها "عنصريّة" ارتكبها "الشرّ المتجسّد".

وتُشير عبارة "جرائم الكراهية" تقليدياً في الولايات المتحدة إلى فعل موَجّه ضدّ شخص بسبب عناصر في هويته، مثل العرق أو الدين أو الجنسيّة أو التوجّه الجنسي أو إعاقة محدّدة. ونظراً إلى كونها جريمة فدراليّة، فإنّ جرائم الكراهية تؤدي تلقائياً إلى عقوبات أشد.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان مطلق النار يواجه عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي، أجاب الممثل المحلي للنيابة العامة بأنّ "كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة".

وكان منفّذ العمليّة الذي حمل كاميرا قد باشر بثّ جريمته على منصّة "تويتش" التي عبّرت عن "صدمتها"، واعدةً بـ"عدم التسامح مطلقاً مع أيّ شكل من أشكال العنف".

وقالت الشبكة الاجتماعيّة إنّ المحتوى حُذِف بعد "دقيقتين" من بدء بثّه، وإنّه جرى "تعليق حساب المهاجم نهائياً"، مشيرة إلى أنّ "كلّ الحسابات التي يُحتمل أن تُعيد نشر هذا المحتوى تخضع للرقابة".

وتحدّثت وسائل إعلام أميركيّة أيضاً عن "بيان" ذي طبيعة عنصريّة نُشر على الإنترنت، كما هو الحال غالباً في الجرائم التي يرتكبها متعصّبون للعرق الأبيض. وكشفت صحيفة "بوفالو نيوز" أنّ كلمة هجوميّة وعنصريّة يُحظّر في الولايات المتحدة استخدامها لوصف السود، كُتِبت بالأبيض على فوّهة السلاح.

وقالت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوكل، على "تويتر" إنها "عمليّة قتل مروّعة على يد شخص متعصّب للعرق الأبيض"

من جهته، ندّد رئيس بلديّة بوفالو، بايرون براون، وهو أميركي من أصل أفريقي، بإقدام منفّذ العمليّة على السفر لساعات عدّة من أجل ارتكاب جريمته في حيّ في بوفالو تقطنه غالبيّة من السود.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون