اقترح الوسطاء هدنة قصيرة مع تعثر المحادثات في القاهرة
الاقتراح يهدف لكسب الوقت وإثبات جدية الطرفين بالالتزام بهدنة أطول
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأربعاء، إنّ الوسطاء في صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، اقترحوا هدنة قصيرة لعدة أيام في غزة، كخطوة لبناء الثقة والتوصل لاتفاق أطول.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد اقترحت الولايات المتحدة ومصر وقطر هدنة إنسانية قصيرة تستمر لبضعة أيام مع تعثر المفاوضات في القاهرة، وفي ظل تمسك حماس وإسرائيل بالمحادثات، إذ يأمل الوسطاء أن تؤدي الهدنة القصيرة إلى كسب المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق، وإلى إثبات جدية كل طرف بشأن التوصل إلى هدنة إنسانية أطول.
وفي وقت تضغط الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى اتفاق قبيل حلول شهر رمضان (11 مارس/ آذار)، رجّح مسؤولون إسرائيليون صعوبة التوصّل إلى اتفاق في هذا الموعد.
ويوم أمس، غادر وفد حركة حماس القاهرة، بعد مشاركته على مدار ثلاثة أيام في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، على أن يعود إلى العاصمة المصرية يوم غد الخميس، فيما من المقرر أن يصل اليوم الأربعاء وفد إسرائيلي لتسليم موقف تل أبيب بشأن ما قدمته حركة حماس، وفق ما قاله مصدر مصري لـ"العربي الجديد".
وأوضح مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أن الإدارة الأميركية تضغط من أجل التوصل إلى هدنة تبدأ مع شهر رمضان، كاشفاً عن أن القاهرة تسلمت الموقف النهائي من حركة حماس وجرى التشاور بشأنه على مدار يومين في ظل وجود الوفد القطري، وجرى التباحث بين المسؤولين المصريين والقطريين ومسؤولين أمنيين أميركيين مساء الاثنين، في وقت أكد ممثلو الإدارة الأميركية، أن هناك مساعي تقوم بها واشنطن لدى الحكومة الإسرائيلية للقبول بحلول وسط بشأن النقاط الخلافية.
وأمس الثلاثاء، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، هو في أيدي حركة حماس الآن. وقال بايدن إنه يعود لـ"حماس" أن توافق على عرض الهدنة لستة أسابيع، مشدداً على أن "الإسرائيليين يتعاونون، وعرض (وقف إطلاق النار) عقلاني. سنعلم ما ستؤول إليه الأمور خلال يومين. لكننا نحتاج إلى وقف لإطلاق النار".
في المقابل، قالت حركة حماس في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، إنها أبدت المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ الاحتلال ما زال يتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق وخاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار.
وشددت "حماس" على أنها ستواصل التفاوض "عبر الإخوة الوسطاء للوصول إلى اتفاق يحقق مطالب شعبنا ومصالحه".
ونقل موقع "والاه" العبري، مساء أمس الثلاثاء، عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين، لم يسمّهما، القول إنّ أعضاء طاقم المفاوضات الإسرائيلي سيطلبون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأعضاء الكابينت توسيع التفويض الممنوح لهم، في محاولة للخروج من الجمود بملف المحادثات المتعلقة بالصفقة مع حركة حماس حول غزة.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب)، يوم غد الخميس، جلسة للتباحث في المفاوضات العالقة بشأن صفقة محتملة مع حركة حماس تفضي إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.
وفيما يأمل الوسطاء إقناع إسرائيل بالموافقة على هدنة إنسانية من شأنها أن تسمح بزيادة تدفق المساعدات، مع شح المواد الغذائية والإمدادات في غزة وشمالها، قال مسؤول إسرائيلي مطلع لـ"وول ستريت جورنال" إن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس انتقدت خلال اجتماعها مع الوزير بني غانتس يوم الاثنين طريقة تعامل إسرائيل مع الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة.
وبحسب ما قاله المسؤول لـ"وول ستريت جورنال"، فإن "هناك الكثير من الانتقادات وانعدام الثقة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد عدم الالتزام بالضمانات السابقة التي قدمها للإدارة".
وبشأن العملية العسكرية في رفح المكتظة بالنازحين، أكد المسؤول أنّ غانتس شدد للمسؤولين الأميركيين خلال اجتماعات يوم الاثنين على ضرورة شن عملية عسكرية في رفح لتجنب إعادة "حماس" تنظيم صفوفها قائلاً إنّ "إنهاء الحرب دون نزع سلاح حماس في رفح يشبه إرسال رجال الإطفاء لإخماد 80٪ من الحريق".
وتطالب حركة حماس خلال المفاوضات التي يجريها الوسطاء بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة والسماح لآلاف الفلسطينيين بالعود إلى منازلهم أو ما تبقى منها في مناطق شمالي القطاع، والالتزام بوقف إطلاق النار بشكل دائم عقب التوصل إلى اتفاق مدة ستة أسابيع يسمح بإطلاق سراح المحتجزين وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية، فيما ترفض إسرائيل طلب عودة السكان إلى الشمال بزعم احتمالية إعادة "حماس" تنظيم قدراتها.