وفد كونغولي في الخرطوم بشأن سد النهضة
سلّم مبعوث من رئيس الكونغو الديمقراطية، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، فليكس تشيسكيدي، رسالة منه إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، تتعلق بملف سد النهضة، وكيفية التوصل إلى حل ودي بشأنه.
واستقبل البرهان، اليوم الخميس، نتوبا لوابا، مبعوث الرئيس الكونغولي، الذي وصل إلى السودان، رفقة عدد من الخبراء، والتقى عدداً من المسئولين السودانيين.
وذكر لوابا، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، أن بلاده تسعى إلى اعتماد الحوار البناء حول سد النهضة، والذي يكسب فيه الجميع وينعمون بنفس الحقوق.
من جهته، أبلغ البرهان المبعوث الكونغولي، تقدير السودان حرص الرئيس فليكس تشيسكيدي على الاطلاع على آخر التطورات في ملف سد النهضة، مؤكداً دعم السودان للمبادرة التي طرحتها جمهورية الكونغو بشأن التوصل إلى حل دبلوماسي للملف.
وفي وقت سابق، اليوم الخميس، أبلغ السودان وفداً من جمهورية الكونغو الديمقراطية بإصراره على مقترحه الخاص بتوسيع وساطة مفاوضات سد النهضة وتحويلها لوساطة رباعية بقيادة الاتحاد الأفريقي، على أن تضم كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
جاء ذلك في اجتماع لوفد التفاوض السوداني، برئاسة وزير الري ياسر عباس، مع وفد خبراء كونغوليين وصلوا للخرطوم لمعرفة آخر التطورات في مسار التفاوض والتباحث في ملف سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعد أسابيع من انتقال رئاسة الاتحاد الأفريقي من جنوب أفريقيا إلى الكونغو الديمقراطية.
وأوضح بيان من وزارة الري والموارد المائية السودانية، اطلع عليه "العربي الجديد"، أن "المقترح السوداني الخاص بتوسيع مظلة الوساطة يهدف للإسهام والمشاركة من الأطراف الجديدة في لعب دور فعال كوسطاء للدفع بالمفاوضات والمباحثات إلى الحلول التوافقية بين السودان ومصر وإثيوبيا، خاصة بعد جمود المفاوضات، التى استمرت طويلاً".
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انسحب الوفد السوداني من جولات التفاوض، احتجاجاً على عدم جدوى المنهج التفاوضي، مطالباً بإعطاء دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، للمساهمة في اقتراح حلول للقضايا الخلافية في جانبيها الفني والقانوني.
وطبقاً للبيان، فإنّ وزير الري والموارد المائية ياسر عباس أكد خلال الاجتماع رغبة وحرص السودان على التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث، وجعل سد النهضة الإثيوبي بوابة للتعاون والتكامل في ما بينها، وبداية لتنسيق وتعاون إقليمي لتحقيق المصالح المشتركة بين جميع دول حوض النيل لفائدة شعوب المنطقة.
وأشار البيان إلى أن السودان شدد خلال الاجتماع على أن إصرار إثيوبيا على المضي قدماً في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو/ تموز المقبل، بشكل أحادي، دون التوصل إلى اتفاقية قانونية ملزمة بين الدول الثلاث في القضايا الفنية والقانونية، يمثل خطراً على السدود السودانية في الروصيرص وسنار، ويهدد حياة وسلامة 20 مليون سوداني يعيشون أسفل سد الروصيرص.
وأمس، الأربعاء، أكدت مصر تأييدها للمقترح السوداني الخاص بتوسيع الوساطة لتطوير العملية التفاوضية، ولم يُعرف بشكل واضح موقف إثيوبيا من المقترح حتى الآن.
