وزير الدفاع التركي: لن نخضع للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا

وزير الدفاع التركي: لن نخضع للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا

22 مارس 2022
أنقرة تواصل لقاءاتها مع الجانبين الروسي والأوكراني (عارف أكدوغان/ الأناضول)
+ الخط -

كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الثلاثاء، أن تركيا لن تخضع للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وأنها فقط تتحرك بما يتناسب مع العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة.

وأوضح أكار، في كلمة خلال لقائه مع عدد من ضباط البحرية التركية بولاية قوجة إيلي التركية، أن أنقرة تواصل لقاءاتها مع الجانبين الروسي والأوكراني لإحلال وقف إطلاق نار دائم.

وحول العقوبات المفروضة على روسيا وموقف تركيا منها قال أكار "من غير الوارد بأي شكل أن تنضم تركيا إلى العقوبات المفروضة، بل تتحرك تركيا بما ينسجم مع العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة".

كلام أكار يظهر بأن أي التزام من أنقرة بالعقوبات المفروضة على موسكو منوط بقرارات صادرة من مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة، في موقف غير منسجم مع الدول الأوروبية وأميركا التي فرضت عقوبات مكثفة على موسكو منذ بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وقال أكار أيضاً "في منطقة كييف توجد طائرتان تابعتان لتركيا، وتتواصل المشاورات مع روسيا وأوكرانيا من أجل إجلاء الطائرتين من المنطقة، وإن تركيا تتابع عمليات الإجلاء للمدنيين من مدينة ماريوبل التي يتم متابعة التطورات فيها عن كثب، وإن عمليات الإجلاء قد تتم في الساعات والأيام المقبلة".

وتابع: "روسيا وأوكرانيا جارتان لنا من البحر، ولدينا علاقات مع الدولتين، ويجب أن تتوقف هذه الحرب في أسرع وقت ممكن ويحل الأمن والسلام في المنطقة، تركيا قامت بما يلزم من أجل تهدئة الوضع بين الطرفين"، مبيناً أن "مساعي تركيا من أجل إجلاء المدنيين من مناطق الاشتباكات مستمرة".

أميركا ترفض التعليق على طلبها نقل "إس 400" التركية إلى أوكرانيا

وفي نفس السياق، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إعطاء جواب حول سؤال تلقاه فيما يتعلق بالمزاعم المرتبطة بطلب واشنطن من تركيا تسليم صواريخ "إس 400" الروسية إلى أوكرانيا مقابل إتمام صفقة مقاتلات "إف 35" الأميركية المتطورة.

وكانت أزمة شراء تركيا الصواريخ الروسية قد فجّرت خلافاً مع أميركا جعل واشنطن تفرض عقوبات على أنقرة وتخرجها من برامج إنتاج المقاتلات المتطورة، بالإضافة إلى عدم تسليمها المقاتلات التي دفعت ثمنها والبالغ ملياراً و400 مليون دولار.

ونقلت وسائل إعلام أميركية ووكالات في الأيام السابقة أن أميركا قدّمت عرضها لتركيا لعملية التبادل، ولكن أنقرة لم تعلق على هذه التسريبات، إذ إن موافقة على هذا النوع من التعاون مع أميركا سيجعلها بمواجهة مباشرة مع روسيا وهو أمر تخشاه أنقرة ولا تتمناه في ظل سياستها المحايدة في الحرب الروسية الأوكرانية.

وتلقى برايس سؤالاً حول التسريبات الإعلامية، ليجيب "لن أتحدث في الموضوع الذي سألت عنه"، مبيناً بالقول "نشكر تركيا على التزامها بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وتقديم المساعدات لها في وقت حاجتها، وكما أوضحت سابقاً فإن الحليف التركي هو في صميم الجهود الدبلوماسية المبذولة".

وأضاف "سنحترم كل تفصيل يتعلق بالمساعدات التركية لأوكرانيا، والحليف في الناتو قدم بحدود مهمة مساعدات أمنية وإنسانية واقتصادية ومالية"، مبرراً العقوبات على تركيا بسبب الصواريخ بقوله "هناك قانون كاتسا الذي تم تطبيقه في فرض العقوبات على تركيا فمنظومة الصواريخ خطرة".

وتقود تركيا جهوداً دبلوماسية لإيقاف الحرب الروسية على أوكرانيا، وعرض أفكار لوقف إطلاق النار، انطلاقاً من موقف واضح للرئيس أردوغان بأن تركيا لن تتخلى لا عن روسيا ولا عن أوكرانيا، ولم تنضم إلى قافلة الدول التي فرضت عقوبات على موسكو، كما انتقد أردوغان فرض عقوبات على قطاعات الفن والرياضة الروسية.

وجمعت تركيا وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمترو كوليبا في مدينة أنطاليا، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، في لقاء ثلاثي مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في العاشر من الشهر الجاري، ورغم عدم الخروج بنتيجة إيجابية، إلا أن تركيا تواصل الجهود واللقاءات مع الطرفين على أرفع مستوى.