هذه أسباب "الإخفاق" الأميركي في أفغانستان

هذه أسباب "الإخفاق" الأميركي في أفغانستان

30 يوليو 2021
الأكاذيب وغرور الجنرالات والاستراتيجيات القصيرة والأهداف غير الواقعية أبرز الأسباب(Getty)
+ الخط -

مع اقتراب انسحاب آخر القوات الأجنبية من أفغانستان يبدو الخبراء حاسمين في استنتاجاتهم حول أسباب "الإخفاق" الأميركي بعد عشرين عاماً من القتال، مشيرين إلى الأكاذيب وغرور الجنرالات والاستراتيجيات قصيرة المدى والأهداف غير الواقعية.

ورأى المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان جون سوبكو في رسالة انفعالية عن أسباب الوضع "القاتم" في البلاد أنه كان لدى الولايات المتحدة "الغرور للاعتقاد بأننا نستطيع أن نأخذ هذا البلد الذي كان في حالة خراب في 2001 ونجعله نرويج صغيرة".

وأضاف سوبكو المكلف منذ 2012 من قبل الكونغرس مراقبة استخدام الأموال الأميركية في هذه الحرب "وصلنا إلى أفغانستان بفكرة تشكيل حكومة مركزية قوية وكان ذلك خطأ". وأعرب عن أسفه، لأن الخبراء كانوا يعرفون أن هذا البلد ليس مناسباً لبنية حكومية من هذا النوع لكن "لم يستمع إليهم أحد".

وأضاف أن الجنرالات المتعاقبين في أفغانستان وضعوا أهدافاً قصيرة المدى ليتمكنوا من إعلان نجاحهم عند مغادرتهم بعد عامين أو ثلاثة أعوام، بينما كان يجب تخصيص وقت لجهود إعادة الإعمار مع الاهتمام بالتحديات اللوجستية التي يشكلها هذا البلد الذي يحصل ثلاثون بالمائة فقط من سكانه على الكهرباء طوال اليوم.

واتهم المفتش العام الجنرالات بإخفاء حجم المشاكل.

وقال سوبكو "في كل مرة كنا نذهب فيها إلى هذا البلد، كان العسكريون يغيرون أهدافهم لتسهيل إعلان نجاح". وأضاف "عندما لم يعودوا قادرين على فعل ذلك، فرضوا السرية الدفاعية على الأهداف".

وتابع أنهم "يعرفون إلى أي حد كان الجيش الأفغاني سيئاً"، موضحاً أن الذين يستطيعون الاطلاع على الوثائق الخاضعة للسرية الدفاعية يعرفون ذلك أيضاً "لكن المواطن الأميركي العادي ودافع الضرائب العادي والمسؤول المنتخب العادي والدبلوماسي العادي لا يستطيعون أن يعرفوا".

غزاة

من جانبه، قال كارتر مالكاسيان المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي نشر مؤخراً كتاباً عن تاريخ الحرب في أفغانستان "لا شك إطلاقاً في أننا خسرنا الحرب".

ورأى هذا الخبير الذي نصح رئيس الأركان السابق جوزف دانفورد أن "طالبان" برهنت على إرادتها في محاربة "الغزاة"، بينما بدا أن الجيش الأفغاني "مباع" للأجانب.

وكتب مالكاسيان في كتابه أن "مجرد وجود أميركيين في أفغانستان ينتهك فكرة هوية أفغانية تستند إلى كرامة وطنية وتاريخ طويل من محاربة الغزاة والتزام ديني بالدفاع عن الوطن".

وأضاف "كنا نعتقد أن بعض الأمور كانت ممكنة في أفغانستان: هزيمة طالبان أو السماح للحكومة الأفغانية بأن تستقل (...) لكن الأمر لم يكن كذلك".

وتابع أن عناصر "الشرطة والجنود لم يرغبوا في المجازفة بحياتهم من أجل حكومة فاسدة تميل إلى إهمالهم".

"غضب" الأفغان

يشير تقرير حديث لـ"هيومن رايتس ووتش" إلى أن عدم الاهتمام بشكل كافٍ بالضحايا المدنيين لغارات جوية أو الانتهاكات التي يرتكبها أمراء حرب متحالفون مع الغرب، أثار غضب الشعب الأفغاني.

ورأت منظمة المنظمة غير الحكومية أن "ميل الولايات المتحدة إلى إعطاء الأولوية للمكاسب العسكرية في أمد قصير، بدلاً من بناء مؤسسات ديموقراطية حقيقية أو حماية حقوق الإنسان، وجّه ضربة قاضية للمهمة الأميركية وكل جهود إعادة الإعمار بعد 2001".

وتابعت أن "استياء السكان وانعدام ثقتهم في الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية سمحا لطالبان بتحقيق مكاسب".

ورأى جون سوبكو أن الولايات المتحدة تصرفت في أفغانستان كما فعلت في العراق وكما فعلت في فيتنام.

وقال "لا تصدق الجنرالات أو السفراء أو مسؤولي الإدارة الذين يقولون: لن نفعل ذلك بعد الآن"، مشيراً إلى أن "هذا بالضبط ما قلناه بعد فيتنام: لن نفعل ذلك مرة أخرى، والمفاجأة أننا فعلنا ذلك في العراق وفعلنا ذلك في أفغانستان".

وتابع "سنفعل ذلك مرة أخرى".

(فرانس برس)

المساهمون