"نيويورك تايمز": مناقشات أميركية إسرائيلية لإنشاء "مناطق عدم اشتباك" جنوب غزة

01 ديسمبر 2023
خلال قصف إسرائيلي على مدينة رفح اليوم (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)
+ الخط -

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، عن جهود أميركية لتجنب تكرار الفظائع التي شنتها إسرائيل في شمال قطاع غزة، مع استئناف الحرب وإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته توسيع عملياته في جنوب القطاع المكتظ بالسكان.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، فإن مناقشات جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، لتجنب تهجير الفلسطينيين ولتقليل عدد الضحايا المدنيين، وركزت على إنشاء ما يسمى "مناطق عدم الاشتباك"، لإيواء سكان غزة في الجنوب، مع التزام إسرائيل بعدم القيام بأي عملية جوية أو برية في هذه المناطق.

وقالت الصحيفة إن هذه المناطق ستكون في مرافق تابعة للأمم المتحدة ومناطق مجاورة لها، ويجري فيها تسليم المساعدات الإنسانية دون عوائق، فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن عمليات جيش الاحتلال في الجنوب ستكون أكثر دقة.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت الأربعاء عن مسؤولين أميركيين قولهما، إن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بتقليص منطقة القتال وتوضيح الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون بحثا عن الأمان في جنوب قطاع غزة لمنع تكرار ما حدث في الشمال.

وتأتي هذه الجهود الأميركية في ظل تصاعد الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب دعمها الصارخ لإسرائيل، ومع الارتفاع غير المسبوق في عدد الضحايا المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.

إلى ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، الجمعة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن إسرائيل ستقيم منطقة عازلة عميقة في أراضي قطاع غزة، مشيرة إلى رفض الولايات المتحدة والدول العربية أي خطة إسرائيلية من شأنها تقليص الأراضي الفلسطينية في غزة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ"نيويورك تايمز"، إن إسرائيل تتقبل الطلبات الأميركية لتعديل خططها في جنوب القطاع، وتدرس تقييد عملياتها في مناطق معينة في قطاع غزة لحماية المدنيين، لتجنب تهجير عدد كبير من السكان إلى "منطقة آمنة" محددة، إلا أن الصحيفة تشير إلى سرعة ظهور النوايا الإسرائيلية عندما قصفت طائرات إسرائيلية اليوم الجمعة خانيونس أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة.

ورغم الحديث عن ضرورة حماية المدنيين، أكد المسؤول الأميركي أنه لن تكون هناك أي منطقة محظورة على النشاط العسكري الإسرائيلي تماما، خاصة إن كان هناك أحد قادة حماس موجودا فيها، فيما زعم مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن قيادة حركة حماس توجد في جنوب قطاع غزة، وأن المحتجزين الإسرائيليين المتبقين يوجدون كذلك هناك.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحدث منذ بدء عدوانها على قطاع غزة عن فكرة إنشاء منطقة إنسانية في بلدة المواصي جنوب القطاع، لكن يبدو أنها باتت تتراجع عن ذلك رغم تأكيد مسؤولين إسرائيليين يوم الأربعاء الماضي أن إسرائيل لا تزال تخطط لاستخدام المواصي كـ"منطقة آمنة".

وتعارض الأمم المتحدة فكرة "المناطق الآمنة"، وسبق أن عبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن رفضها اقتراح إسرائيل إنشاء "منطقة آمنة" في منطقة المواصي، فيما عبرت منظمة الصحة العالمية عن معارضتها الشديدة لفكرة إقامة "منطقة آمنة" جنوبي قطاع غزة، واصفة إياها بأنها "وصفة كارثية".

وقالت الأونروا في رسالة وجهتها إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إن إنشاء "منطقة آمنة" في المواصي في ظل الظروف الحالية سيتسبب في ضرر غير مقبول للمدنيين بما في ذلك خسائر مرتبطة بالأرواح.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قد أكد الأربعاء، أن 80% من سكان غزة أجبروا على ترك منازلهم، وأن مرافق الأمم المتحدة تؤوي أكثر من مليون مدني.

المساهمون