نتنياهو يطلب مساعدة عباس للعثور على مستوطنيه

16 يونيو 2014
مواجهات في مخيم الجلزون (عباس مومني/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم، الاتهامات الإسرائيلية بأن المستوطنين الثلاثة، الذين اختفوا ليل الخميس الماضي، خُطفوا من مناطق السلطة الفلسطينية، فيما طالبه رئيس الحكومة العبرية، بنيامين نتنياهو، بالمساعدة للعثور على مستوطنيه.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد الحملة الأمنية الاسرائيلية في الضفة الغربية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من عناصر وقادة "حماس"، واشتبكت مع محتجين في مناطق متفرقة.

وجاء رفض اتهامات نتنياهو، بأن المستوطنين الثلاثة "اختُطفوا" من مناطق السلطة الفلسطينية، خلال اتصال هاتفي بين الرجلين. وأكدت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" أن عباس أبلغ نتنياهو "بعدم وجود إثبات يؤكد صحة تلك الأقوال، وأنها مجرد اتهامات". كما رفض إلقاء الاتهامات على حركة "حماس"، في الضفة الغربية، بسبب عدم وجود دليل واحد يدينها، مبدياً استعداده لاعتقال كافة أعضاء الحركة في حال قامت بذلك.

وفي سياق متصل، دان عباس عملية اختفاء المستوطنين الثلاثة، مؤكداً، في بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية، استعداد الأجهزة الأمنية للتعاون مع الأجهزة الاسرائيلية في البحث. كما دان "سلسلة الخروقات الإسرائيلية المتلاحقة، سواء فيما يتعلق بإضراب الأسرى، أو الاقتحامات للبيوت الفلسطينية والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال، والتي أدت إلى استشهاد شاب فلسطيني وملاحقة الكثير من الأبرياء".

في المقابل، أوضح المتحدث باسم نتنياهو، عوفير جندلمان، في بيان للإعلام، أن نتنياهو تحدث هاتفياً مع عباس، وأبلغه انه "يتوقع منه المساعدة في إعادة الشبان المخطوفين، وفي إلقاء القبض على الخاطفين". وأضاف نتنياهو، بحسب البيان: "انطلق الخاطفون وهم ينتمون إلى (حماس)، من منطقة تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وعادوا إلى منطقة تخضع لسيطرتها".

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يجب إدراك تداعيات الشراكة مع (حماس)، إنها سيئة لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة".

في هذه الأثناء، دعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد بحر، رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، رامي الحمد الله، إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، بالدفاع عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والوقوف إلى جانبه أمام الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وقال بحر، خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، إنه "على حكومة الوفاق الوطني، تحمّل المسؤولية الكاملة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه أمام الانتهاكات الإسرائيلية، خاصة في ظل سلسلة الاعتقالات، التي طالت مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية". ودعا بحر، الحمد الله، كونه يشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة، إلى "إصدار تعليماته لأجهزته الأمنية في الضفة الغربية لوقف التنسيق الأمني مع السلطات الاسرائيلية".

وجدد تأكيده أن اعتقال السلطات الإسرائيلية لنواب من المجلس، في الضفة الغربية، يهدف إلى تعطيل وإضعاف عمل المجلس، كما يستهدف النيل من وحدة الشعب الفلسطيني. واعتبر أن اعتقال الجيش الإسرائيلي لنواب المجلس التشريعي الفلسطيني جريمة سياسية بـ "امتياز"، كما أنها "تُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وللحصانة البرلمانية".

في هذه الأثناء، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية، بأن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا بالحجارة في مواجهات شهدها مخيم الجلزون، القريب من رام الله، وسط الضفة الغربية، فجر اليوم، وأسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني يدعى أحمد صبارين، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص في اتجاه المتظاهرين.

إلى ذلك، وصلت حصيلة الاعتقالات الإسرائيلية الوحشية، اليوم الإثنين، الى أكثر من 60 معتقلاً من نواب وقياديي حركة "حماس"، في العملية العسكرية المتدحرجة، التي تشنها قوات الاحتلال، والتي تركزت في مدينة الخليل، وطالت مدن رام الله، نابلس، طولكرم، وجنين وسلفيت.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن عدد النواب المعتقلين، في سجون الاحتلال، ارتفع الى 21 نائباً، بعد حملة الاعتقالات، التي طالت نواباً من المجلس التشريعي الفلسطيني، منذ ليلة الأمس. وعُرف من بين المعتقلين، فجر اليوم الإثنين، رئيس المجلس التشريعي، عزيز دويك، والنواب في المجلس التشريعي، عزام سلهب، باسم الزعارير ومحمد إسماعيل الطل، إضافة الى قياديين من الحركة.

وحمّل "نادي الأسير" الفلسطيني حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، عن حياة دويك، الذي نُقل الى مستشفى "شعار تصيدق"الإسرائيلي.
وأفاد مدير النادي في الخليل، أمجد النجار، إلى أن "الحالة الصحية لدويك تدهورت، كونه يعاني من عدة أمراض منها القلب، وسبق وأن أجرى عدة عمليات جراحية، كما ويعاني من مشاكل في الكلى".
وواصلت قوات الاحتلال إغلاق مداخل مدينة الخليل بشكل كامل، اليوم، فيما اقتحمت مقر حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في جنين، ودمرته. وقالت مصادر إعلامية من المبادرة الوطنية إن "قوات الاحتلال قامت، فجر اليوم، بتفجير الابواب في المقر وتحطيم أثاثه، والاستيلاء على أجهزة الكمبيوتر، كما عاثت فساداً في مختلف مكاتب المقر".

وفي الإطار نفسه، شهدت مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة، مزيداً من الاعتداءات، اقترفها مستوطنون متطرفون وعناصر من شرطة الاحتلال، أوقعت جرحى وتسببت بأضرار في الممتلكات. وألحق المستوطنون المتطرفون أضراراً في خمسة محال تجارية في شارع الواد وبالقرب من باب المغاربة، كما حطموا زجاج ثماني سيارات على الأقل على مرأى من شرطة الاحتلال، التي لم تحرك ساكناً.
وكان ثلاثة شبان قد أصيبوا، الليلة الماضية، في اشتباكات بالأيدي مع مجموعة من المستوطنين المتطرفين في حي عقبة السرايا، إلى الغرب من المسجد الأقصى، وفي شارع الواد، بعد أن اعتدت مجموعة من المستوطنين في وقت سابق على شاب فلسطيني وأوسعته ضرباً، قبل أن تهب مجموعة من الشبان لإنقاذه، غير أن شرطة الاحتلال تدخلت وشاركت المستوطنين اعتداءاتهم على الشبان، قبل أن تعتقل ثلاثة منهم.