نتائج الانتخابات الروسية: أغلبية شعبية لـ بوتين أم ديكتاتورية شاملة؟

نتائج الانتخابات الروسية: أغلبية شعبية غير مسبوقة لـ بوتين أم ديكتاتورية شاملة؟

19 مارس 2024
صوت لبوتين 76 مليون شخص وهو رقم غير مسبوق في روسيا منذ 1991 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فلاديمير بوتين يفوز بنسبة تزيد عن 87% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الروسية، مما يثير جدلاً حول شعبيته واتهامات بالديكتاتورية.
- محللون موالون للكرملين يرون الفوز كدليل على "الأغلبية الرئاسية الفائقة" وتوسع الدعم الشعبي لبوتين، خصوصاً بعد التدخل العسكري في أوكرانيا.
- المعارضة تعتبر النتائج دليلاً على ديكتاتورية مستحكمة، مع استحالة وجود معارضة حقيقية، وتشكيك في صدقية النتائج رغم عدم الاحتجاج.

بانتهاء عملية فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الروسية، أمس الاثنين، وفوز الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بأكثر من 87 % من الأصوات، تتباين تقديرات الدوائر المقربة من السلطة الروسية، والمعارضة لها، بشأن ما إذا كان ذلك يشكل دليلاً على شعبية غير مسبوقة اكتسبها سيد الكرملين أم على ديكتاتورية لا تتيح أي معارضة.

وفي جلسة بعنوان "الانتخابات الرئاسية 2024: ماذا تدل عليه النتائج؟"، رأى محللون موالون للكرملين أن الانتخابات جسدت واقعاً سياسياً جديداً تمثل بـ"الأغلبية الرئاسية الفائقة" الداعمة للرئيس بوتين.

وقال مدير عام "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" (حكومي)، فاليري فيودوروف، خلال الجلسة: "المصطلح الذي نقترحه للإشارة إلى هذا الواقع السياسي الجديد المنبثق عن هذه الانتخابات هو: الأغلبية الفائقة، البالغة نحو 76 مليون شخص. هذا رقم غير مسبوق لم يشهده تاريخ الانتخابات في روسيا الممتد منذ عام 1991. بالطبع، هذا ليس مصادفة، وهذا هو الواقع الذي، كما أعتقد، سيحدد حالتنا السياسية وأمنياتنا لسنوات".

"أغلبية شعبية بوتينية"

واعتبر فيودوروف خلال الجلسة، التي نقلت صحيفة "فيدوموستي" جانبا منها، أن فوز بوتين في الانتخابات الأولى في عام 2000 أفرز مصطلح "الأغلبية البوتينية" للإشارة إلى تحالف واسع جديد شكل منصة لدعم بوتين ونهجه الإصلاحي، ولكن "الأغلبية الفائقة" اليوم أوسع بكثير، وفق اعتقاد المتحدث.

وأضاف أن أغلبية الروس الذين دعموا قرار الرئيس بدء التدخل العسكري في أوكرانيا تشكلت في فبراير/شباط ومارس/آذار 2022، ولا تزال تتمسك بهذا الرأي حتى الآن، وتدعم نهج بوتين نحو إنهاء النزاع عبر إقامة سلام عادل بشروط تناسب روسيا، وهو ما يمكن تسميته بـ"الوحدة من أجل النصر"، على حد تعبيره.

أما مدير مركز المتغيرات السياسية، أليكسي تشيسناكوف، فتحدث عما اعتبره "إجماع دونباس" و"إجماع القرم" منذ عام 2014، مستشهداً بكلمة بوتين في مؤتمر ميونخ للأمن في عام 2007، التي لبت، وفق اعتقاده، إقبالاً على احترام البلاد في الساحة الدولية، وكذلك بالبرامج الاجتماعية المنجزة منذ تولي بوتين الرئاسة.

"الديكتاتورية" تنتخب بوتين

في المقابل، اعتبرت المعارضة الروسية فوز بوتين نتيجة طبيعية لديكتاتورية مستحكمة في روسيا، فالمدون المعارض الهارب، مكسيم كاتز، وفي مقطع فيديو على قناته في "يوتيوب" تساءل: "ماذا ننتظر من نظام رسم لنفسه مثل هذه الأرقام؟"، في إشارة إلى نسبة 87 % التي حازها بوتين.

وفي مقطع فيديو، حظي بأكثر من نصف مليون مشاهدة منذ رفعه مساء أمس الاثنين، وحمل عنوان "نسبة بوتين الديكتاتورية.. إلى أين تؤدي بالسلطة وبالشعب؟"، اعتبر كاتز الذي تصنفه وزارة العدل الروسية "عميلا للخارج"، والصادر بحقه حكم غيابي بالسجن لثماني سنوات، أن النسبة القريبة من 90 % هي "نتيجة ديكتاتورية متكاملة تعني أن الدولة لا تقبل أن يكون 20 أو 25 في % من المواطنين يعارضون بوتين".

وأضاف، أنه حتى في موسكو حصر من صوتوا ضد بوتين في 10 % فقط، بعد "إعلان جميع المعارضين رسمياً أعداء ومهمشين"، متسائلاً: "كيف يصدق هؤلاء كذبهم. والأهم، أن يتصرفوا انطلاقا منه؟".

وخلص كاتز إلى أن "المنظومة أظهرت أن كافة الأمور تحت السيطرة، وستقبل أي نتيجة تقدمها، ولا يعني ذلك أن الناس سيصدقونها، لكنهم لن يحتجوا".

وبعد استكمال فرز 100 % من بروتوكولات اللجان الانتخابية، أظهرت نتائج الانتخابات حصول بوتين على نحو 76.28 مليون صوت أو 87.28 % من الأصوات.

وجاء في المرتبة الثانية، مرشّح الحزب الشيوعي، ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، نيقولاي خاريتونوف، بحصوله على 3.77 ملايين صوت أو 4.31 %.

وفي المرتبة الثالثة، حل مرشّح حزب "أناس جدد"، فلاديسلاف دافانكوف، بحصوله على 3.85 % (أكثر من 3.36 ملايين صوت). 

وجاء مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي، ليونيد سلوتسكي، في المرتبة الأخيرة بنسبة 3.2 % نحو 2.8 مليون صوت).

وجرت الانتخابات الرئاسية في روسيا خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس/آذار الجاري، وشارك فيها لأول مرة سكان الأقاليم الأربعة "الجديدة"، وهي جمهوريتا دونيتسك ولوغنسيك الشعبيتان، المعلنتان من طرف واحد، ومقاطعتا زابوريجيا وخيرسون، الواقعتان في شرقي أوكرانيا والتي ضمتهما روسيا في عام 2022. 

وبلغت نسبة المشاركة 77.44 %، وهي النسبة الأعلى في تاريخ روسيا المعاصر، فيما كشفت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، إيلا بامفيلوفا، أن نتائج الانتخابات ستعلن رسميا يوم بعد غد الخميس.