نافالني يقضي يومه الثاني في السجن وسط دعوات دولية للإفراج عنه

نافالني يقضي يومه الثاني في السجن وسط دعوات دولية للإفراج عنه

18 يناير 2021
أثارت عملية الاعتقال انتقادات من الدول الغربية ودعوات إلى إطلاق سراحه(فرانس برس)
+ الخط -

ينتظر المعارض الروسي أليكسي نافالني اليوم الاثنين من سجنه معرفة مصيره غداة توقيفه ما أن حط في مطار موسكو، بعدما أمضى فترة استشفاء ونقاهة في ألمانيا إثر عملية تسميم مفترضة تعرض لها، وفيما أثارت عملية الاعتقال انتقادات من الدول الغربية ودعوات إلى إطلاق سراحه، رأت موسكو هذه الدعوات محاولة لإبعاد الأنظار عن أزمات الغرب الداخلية، حسب تعبير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

واعتبر نافالني اليوم عقد جلسة في مركز للشرطة في موسكو للنظر في تمديد توقيفه "غيابا مطلقا للقانون"، وفي تسجيل مصور نشرته المتحدثة باسمه سأل نافالني عن سبب عقد الجلسة "في مركز للشرطة" واصفا الإجراءات بأنها دليل على أن السلطات "أطاحت إجراءات قانون العقوبات الجزائية".

بدورهم، أكد مساعدو المعارض الروسي بدء إجراءات النظر في تمديد توقيفه، وبحسب مذكرة للشرطة نشرها محامي نافالني فاديم كوبزيف على تويتر، فقد بدأت الإجراءات القانونية لتمديد توقيفه في المركز عند الساعة 12,30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (09,30 ت غ).

دعوات دولية للإفراج عن نافالني

وأثار اعتقال زعيم المعارضة الروسية لدى وصوله إلى موسكو بعد تعافيه من تسممه بغاز الأعصاب انتقادات من الدول الغربية ودعوات إلى إطلاق سراحه.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين حسبما نقلت "فرانس برس"، "أدين توقيف أليكسي نافالني" مضيفة "يتعين على السلطات الروسية الإفراج عنه فورا وضمان سلامته".

وكررت فون ديرلاين دعوات الاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق مستقل بشأن تعرض نافالني لمحاولة اغتيال.

كما غرد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أن اعتقال نافالني "غير مقبول" ودعا أيضًا إلى الإفراج عنه فورًا، وهي دعوة رددتها وزارة الخارجية الفرنسية ووزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو.

وأضاف راو: "أعبر عن تضامني مع كل الشعب الروسي الذي يتشاطر المثل العليا لزعيم المعارضة الروسي المحتجز". "أليكسي، لا تستسلم!".

من جانبه، أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن نافالني عاد من تلقاء نفسه وقال "من غير المفهوم تمامًا أنه تم اعتقاله من قبل السلطات الروسية فور وصوله".

وأضاف ماس حسب "فرانس برس"، "روسيا ملزمة بدستورها والالتزامات الدولية بمبدأ سيادة القانون وحماية الحقوق المدنية. يجب بالطبع أيضًا تطبيق هذه المبادئ على أليكسي نافالني. يجب إطلاق سراحه على الفور ".

كذلك أعربت وزارة الخارجية البريطانية الاثنين عن "قلقها العميق" إزاء توقيف المعارض الروسي أليكسي نافالني الأحد لدى عودته إلى روسيا.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب "توقيف السلطات الروسية لأليكسي نافالني الذي تعرض لجريمة مشينة، أمر يثير الصدمة" داعيا روسيا إلى التحقيق في كيفية "استخدام سلاح كيميائي على أراضيها" بدلا من "اضطهاد نافالني". وطالبها بالإفراج عن المعارض "فورا".

أما جيك سوليفان، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب مستشار الأمن القومي، فدعا هو الآخر السلطات الروسية إلى إطلاق سراح نافالني. وكتب في تغريدة "يجب الإفراج عن السيد نافالني على الفور، ويجب محاسبة مرتكبي الهجوم الشنيع على حياته ".

كما قال وزير الخارجية الأميركي المنتهية ولايته، مايك بومبيو ، إن الولايات المتحدة "تدين بشدة" قرار اعتقال نافالني، والذي وصفه بأنه "الأحدث في سلسلة من المحاولات لإسكات نافالني وشخصيات معارضة أخرى وأصوات مستقلة تنتقد السلطات الروسية".

من جانبها، عبرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الإثنين عن قلقها البالغ إزاء توقيف المعارض الروسي ودعت للإفراج الفوري عنه.

وقال مكتب مفوضة حقوق الإنسان ميشيل باشليه في تغريدة "نشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال أليكسي نافالني وندعو للإفراج عنه فورا ولاحترام حقه في الاجراءات القانونية تماشيا مع حكم القانون. نكرر دعوتنا لتحقيق دقيق وموضوعي في تسميمه".

وفي مقابل هذه الدعوات، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أن تعليقات السياسيين الغربيين حول اعتقال مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، أليكسي نافالني، تهدف إلى إبعاد الأنظار عن الأزمة العميقة التي تعيشها دول الغرب.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2020: "شهدنا كيف تشبثوا بخبر أمس حول عودة نافالني إلى روسيا. هناك شعور واضح بأنهم يسعدون لنسخ التعليقات. يسعدون لأن ذلك يتيح للسياسيين الغربيين، على ما يبدو، الاعتقاد أنهم سيتمكنون بذلك من إبعاد الأنظار عن أعمق أزمة وقع فيها النموذج الليبرالي للتنمية". 

وأضاف "إنني على قناعة بأنه يجب عدم البحث عن ذرائع خارجية لتبرير أعمالهم أو إبعاد الأنظار عن أعمق مشكلاتهم وأزماتهم، وإنما على عكس ذلك، اللعب بنزاهة والبحث عن إمكانيات لحل مشكلاتهم الداخلية عبر التعاون النزيه والمتكافئ". 

واعتبر لافروف أن النخب الغربية تحاول حل مشكلاتها عن طريق البحث عن أعداء في دول أخرى، قائلا: "نحن، بالطبع، غير راضين عن تلك التوجهات التي نشهدها في الغرب، عندما تبحث النخب، في محاولة منها لحل مشكلات داخلية ومهام سياسية داخلية، بنشاط عن أعداء خارجيين ويجدونهم في روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا. هذه القائمة من الدول معروفة جيدا".

وكان نافالني قد وصل أمس الأحد إلى موسكو، عائدا من ألمانيا، حيث كان يتلقى العلاج منذ أغسطس/آب الماضي على أثر تسميمه الذي يشتبه في أنه تم بغاز أعصاب من مجموعة "نوفيتشوك".

واعتقل نافالني عند مروره بنقطة مراجعة جوازات السفر بمطار "شيريميتييفو" الدولي في ضواحي موسكو. وفي وقت لاحق، أعلنت الهيئة الفدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات أن نافالني كان مدرجا على قائمة المطلوبين بسبب "الانتهاكات المتكررة لفترة الاختبار" لأداء حكم بالسجن مع وقف التنفيذ في قضية شركة "إف روشيه فوستوك" الصادر في عام 2014. وطالبت هيئة تنفيذ العقوبات باستبدال سجن نافالني مع وقف التنفيذ بسجن حقيقي والإبقاء عليه رهن الحبس لحين بت القضاء في الأمر.