ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن روسيا توعدت إسرائيل بالرد على سماحها للمئات من الإسرائيليين بالقتال إلى جانب أوكرانيا، فضلا عن مواصلتها تقديم الدعم لها.
وقال المراسل السياسي للقناة عميحاي شتاين في تقرير بث الليلة الماضية، نقلًا عن مصدر روسي مقرب من الكرملين، إن السلطة الحاكمة في روسيا تشعر بغضب شديد من التقارير التي تتحدث عن انخراط المئات من الإسرائيليين إلى جانب أوكرانيا في الحرب الدائرة مع روسيا.
وحسب شتاين فقد تساءل المسؤول الروسي الكبير قائلا: "كيف كنتم ستردون لو تبين لكم أن مواطنين روسا يقاتلون إلى جانب حركة حماس ضد إسرائيل؟". وأضافت القناة أن الروس شعروا بالغضب إزاء موافقة إسرائيل على تقديم الدعم لأوكرانيا، حيث نقلت عن المسؤول الروسي قوله: "تخيلوا رد إسرائيل في حال كانت هناك أية معلومات تفيد بتقديمنا الدعم لإيران".
وشدد المسؤول الروسي بحسب القناة على أنه "من الطبيعي أن يكون هناك رد روسي على كل هذا الدعم الذي تقدمه إسرائيل لروسيا".
قرار إغلاق المنظمة اليهودية غير مرتبط بالغضب الروسي
أما حول قرار إغلاق مقر الوكالة اليهودية في روسيا، فأكد المسؤول أن القرار جاء لدواع قانونية وليس لمسوغات سياسية، فضلا عن أنه غير مرتبط "بغضبنا من المساعدات الإسرائيلية لأوكرانيا".
وأشار إلى أن موسكو أعلنت عن قائمة من المنظمات التي أكدت أنها لن تسمح لها بالعمل لدواعٍ قانونية، وأن الأمر لا يتعلق فقط بالوكالة اليهودية.
من ناحية ثانية، ذكرت القناة أن روسيا لم تردّ على طلب إسرائيل أن يتوجه وفد يمثلها إلى موسكو لمناقشة قرار إغلاق مقار الوكالة اليهودية.
وانتقد غيورا آيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق التهديدات "المبطنة"، التي أطلقتها إسرائيل ضد روسيا في أعقاب إغلاق مقار الوكالة اليهودية.
وفي تحليل نشره موقع يديعوت أحرونوت اليوم الأربعاء، لفت آيلاند إلى أن التهديدات التي أطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين بمعاقبة موسكو في أعقاب قرار إغلاق مقار الوكالة اليهودية تضر بشكل كبير بمصالح إسرائيل.
وأشار إلى أنه يمكن رصد عشرات المصالح الإسرائيلية لدى روسيا على رأسها ضمان عدم مساعدتها إيران لتطوير برنامجها النووي، وإقناعها بعدم تزويد أعداء إسرائيل بأسلحة متطورة.
ولفت إلى أنه في المقابل، فإنه من الصعب تحديد مصالح روسية لدى إسرائيل، مشيرا إلى أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أن أكثر ما يعني بوتين هو استعادة ممتلكات الكنيسة الروسية في القدس المحتلة.
وبحسب آيلاند فإنه بالإمكان الاستغناء عن دور الوكالة اليهودية، كما أن "بوسع إسرائيل بناء قنوات اتصال مع يهود العالم بدون تدخل الوكالة اليهودية"، مشددا على أنها لا تؤدي دورا كبيرا.
وحذر آيلاند من أن "الدب الروسي جريح حاليا في ظل حربه غير الناجحة في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن موسكو يمكن أن تتخذ خطوات "غير متوقعة" في إطار تحديها لإسرائيل.