مواقف حكومية ليبية مختلفة من استقالة باتيلي

مواقف حكومية ليبية مختلفة من استقالة باتيلي

17 ابريل 2024
باتيلي في مؤتمر صحافي في طرابلس، 11/ 3/ 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، يرحب بإحاطة المبعوث الأممي المستقيل، مؤكداً على أهمية الوحدة وضرورة الانتخابات النزيهة والشفافة.
- أسامة حماد، رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، ينتقد إحاطة المبعوث الأممي، متهماً إياه بتقويض الحوار السياسي ويطالب نائبته بالحيادية.
- المبعوث الأممي يعلن استقالته، متهماً القادة الليبيين باحتكار القرار السياسي ويدعو إلى تسوية سياسية للخلافات المرتبطة بالعملية الانتخابية، مشيراً إلى التحديات في تحقيق الوحدة والاستقرار.

رحّب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بإحاطة المبعوث الأممي المستقيل عبد الله باتيلي أمس الثلاثاء، في وقت اعتبر رئيس الحكومة المكلّفة من مجلس النواب، أسامة حماد، أن ما وصفها بممارسات باتيلي "الخاطئة" تسببت في تقويض جهود الحوار السياسي. جاء ذلك في منشورين لرئيسي الحكومتين، على حسابهما في "فيسبوك"، بعد إعلان باتيلي استقالته من منصبه، ليل الثلاثاء، بعدما قدم آخر إحاطة له إلى أعضاء مجلس الأمن حول الملف الليبي.

ورحّب الدبيبة بما "تضمنته إحاطة المبعوث الأممي من تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة البلد، وعدم تعزيز حالة الانقسام في إشارته إلى خلق مسارات ومؤسسات موازية تؤدي إلى تقويض جهود حل الأزمة، وتحول دون الوصول بالبلد إلى الانتخابات عبر طاولة الحوار"، مضيفاً: "أذكّر بموقفنا الثابت المتمثل في ضرورة تسريع الجهود للوصول إلى عملية انتخابية نزيهة وشفافة تقوم على قاعدة دستورية عادلة، تضمن مشاركة جميع الأطراف دون إقصاء أو تمييز".

من جانبه، اعتبر حماد، في منشوره، أن إحاطة باتيلي التي قدمها أمس الى مجلس الأمن "تعكس واقع عدم تمكن المبعوث الأممي السابق من أداء عمله طيلة السنوات الماضية".

وعلّق حماد على إشارة باتيلي لمطالب أطراف ليبية بشأن إضافة مقعد سادس، في طاولة الحوار الخماسي ضمن مبادرته التي أعلنها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ليجلس عليه ممثل حكومة مجلس النواب، وأن استجابة البعثة لهذا الطلب بمثابة إضفاء طابع رسمي على الانقسامات في ليبيا، قائلا، إن رأي باتيلي "غير مستغرب"، متهماً إياه بالنظر بشكل محدود "للتعامل مع جميع الأطراف... والتجاهل المتعمد أن الحكومة الليبية هي الحكومة الشرعية المكلفة والممنوحة الثقة من مجلس النواب".

وفي ترحيب ضمني باستقالة باتيلي، أعلن حماد ترحيبه بــ"تكليف نائبته ستيفاني خوري بمهام البعثة الأممية للدعم في ليبيا"، وأن حكومته "ما زالت تدعم أي جهود محلية أو إقليمية أو دولية هدفها الأول لمّ شمل الليبيين وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي". وعلى الرغم من عدم تكليف خوري بمهام باتيلي حتى الآن، إلا أن حماد طالبها بأن "تكون على قدر المسؤولية والحيادية، وأن تبتعد عن التوجهات والمصالح الشخصية، وتتبع سياسة تجمع الليبيين على كلمة سواء وليس سياسة دعم الانقسام".

وعقب إعلان استقالته، أمس الثلاثاء، اتهم باتيلي القادة الليبيين باحتكار قرار المضي نحو إجراء الانتخابات "تحت ذريعة ما يسمى بالمؤسسة الشرعية". واعتبر باتيلي، خلال مؤتمر صحافي، أن الليبيين"لو كانت لديهم الحرية لاستطاعوا إيجاد حلّ من خلال التجمّع السلمي، ولتمكنت المؤسسة الأممية من دعمهم". 

وأشار إلى أن "ما يسمى بالحلّ الليبي – الليبي هو حلّ يناسب القادة وحلفاءهم الذين لا يرغبون في المضيّ إلى حل لا يناسبهم"، وفي هذا الوضع: "لا يمكن للمؤسسة الأممية أن تعمل بنجاح في مواجهة القادة الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مصالح البلاد".

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن باتيلي عن مبادرة تتضمن دعوة من وصفهم بــ"القادة الأساسيين"، وهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بالإضافة إلى قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر، للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن القضايا ذات الخلاف السياسي المرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية.

ورغم ترحيب القادة الخمسة بالمبادرة، إلا أنها واجهت شروطاً صعبة، كما وصف باتيلي خلال إحاطته لمجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول الماضي. فقد أصر عقيلة صالح على ضرورة عدم مشاركة الدبيبة في اللقاء نظراً لكونه مقالاً من مجلس النواب، لكنه لاحقاً تراجع عن هذا الشرط وطلب مشاركة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، جنباً إلى جنب مع الدبيبة. واقترح حفتر الأمر ذاته أيضاً. في المقابل، طالب الدبيبة وتكالة بأن تكون معالجة القوانين الانتخابية من بين بنود طاولة الحوار الأساسية، ولكن صالح رفض هذا الطلب وأصر على أن يكون التركيز الأساسي على تشكيل حكومة بديلة لحكومتي الدبيبة وحماد.