مقتل أربعة عناصر من الشرطة الأذربيجانية ومدنيَّين بانفجار لغمين في كاراباخ

19 سبتمبر 2023
دخلت مساعدات إنسانية إلى الإقليم الاثنين (كارين ميناسيان/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت أذربيجان، اليوم الثلاثاء، أن أربعة شرطيين ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين، إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في ناغورنو كاراباخ، الخاضعة لسيطرة أذربيجان، كذلك قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.

ويأتي هذا التطور غداة استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي، بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو، على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.

ترحيب فرنسي - أميركي

ورحبت فرنسا والولايات المتحدة بوصول المساعدة الإنسانية إلى ناغورنو كاراباخ، لكن باريس طالبت "بإمكانية وصول غير مشروط ودون عراقيل"، فيما رأت واشنطن في ذلك "خطوة مهمة إلى الأمام".

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في رسالة على منصة "إكس" في وقت متأخر من ليل الاثنين: "هذه يجب أن تكون خطوة أولى نحو الوصول غير المشروط ودون عراقيل للمساعدات الإنسانية، وفق القانون الدولي وأمر محكمة العدل الدولية".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "نرحب بوصول مساعدات إنسانية اليوم بشكل متزامن على طول ممر لاتشين وطريق أغدام إلى ناغورنو كاراباخ، وهي مقاربة ناقشتها أخيراً مع الرئيس (الأذربيجاني) علييف".

وأكد أيضاً أن "إمدادات السلع هذه، وهي موضع حاجة شديدة، تشكل خطوة مهمة إلى الأمام"، وشجع "الطرفين على الدخول في محادثات مباشرة، والتركيز على سبل زيادة تدفق السلع الإنسانية إلى سكان المنطقة".

وتشكل هذه المنطقة صلب نزاع مستمر منذ فترة طويلة بين أرمينيا وأذربيجان. وتتهم أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الإقليم بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث توجد قوات حفظ سلام روسية.

وتنفي أذربيجان الاتهامات، قائلة إنه يمكن لناغورنو كاراباخ تلقي كل الإمدادات اللازمة عبر أذربيجان. وقالت باكو إن السلطات الانفصالية رفضت اقتراحها بإعادة فتح ممرّ لاتشين وطريق أغدام بشكل متزامن.

لكن تحت الضغوط الدولية، وفيما سرت مخاوف من اندلاع نزاع جديد بين البلدين، دخلت شاحنات محمّلة بالمساعدة الإنسانية أمس الاثنين إلى المنطقة، كما أعلن الانفصاليون الأرمن والسلطات الأذربيجانية.

وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع يوليو/تموز، بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما سبّب نقصاً كبيراً في الإمدادات. وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين، خصوصاً في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود.

وخاض البلدان حربين للسيطرة على ناغورنو كاراباخ، آخرهما في عام 2020، ونتجت منها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هشّ لإطلاق النار.

ودارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلّفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون