مقتل 25 سودانياً بهجوم لقوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة

مقتل 25 سودانياً بهجوم لقوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة

07 ابريل 2024
شهدت ولاية الجزيرة بعد سيطرة الدعم السريع عليها موجات نزوح كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في هجوم شنته قوات الدعم السريع في السودان، قتل 25 شخصًا وأصيب أكثر من 200 في قرية أم عضام، مع نقص حاد في الدم والكوادر الطبية بمستشفى المناقل.
- الجيش السوداني يخوض معارك لاستعادة السيطرة على ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع، مع تحرير بعض القرى واحتفالات الأهالي.
- انتهاكات واسعة ضد المدنيين منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الجزيرة، تضمنت القتل والنهب، مع نزوح واسع النطاق وتدمير للبنية التحتية.

قتلت قوات الدعم السريع في السودان 25 شخصاً على الأقل، في هجوم على قرية أم عضام في ولاية الجزيرة جنوب العاصمة الخرطوم، وفق ما أفادت لجنة مقاومة محلية اليوم الأحد. وأوضحت لجان المقاومة "الحصاحيصا"، في بيان: "قامت مليشيا الدعم السريع بالهجوم على قرية أم عضام" الواقعة على مسافة 150 كم جنوب العاصمة، أمس السبت، وأن "هذه المواجهة غير المتكافئة كلفت جرحى بعدد يتجاوز الـ200 مصاب بإصابات متفاوتة، وأكثر من 20 شهيداً لم نتمكن من حصرهم جميعاً"، قبل أن تحدّث لجنة المقاومة العدد لاحقا ليصبح 25 قتيلا "بعد ارتقاء أرواح خمسة من الجرحى".

وأكّد مصدر طبي في مستشفى المناقل الذي نقل إليه الجرحى وصول "200 جريح بعضهم في حالة متأخرة. هناك نقص في الدم، والكوادر العاملة غير كافية". ووفقاً للأمم المتحدة، أصبحت 70 في المائة من المرافق الصحية في السودان خارجة عن الخدمة.

في غضون ذلك، تتضارب الأنباء والمعلومات حول معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الولاية.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، منذ أمس السبت، في عدة محاور، أبرزها محور المناقل (غرب) والفاو (شرقا)، و(سنار) جنوبا، ويهدف الجيش من العمليات العسكرية تلك، إلى السيطرة على أجزاء واسعة من الولاية سيطرت عليها الدعم السريع منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، منها مدينة ود مدني عاصمة الولاية وثاني أكبر المدن السودانية.

ولم يصدر الجيش السوداني بيانا بنتائج العمليات خلال الأمس واليوم، الماضيين، إلا أن أنصاره نشروا مقاطع فيديو تظهر إعادة وحدات برية منه انتشارها في عدد من قرى غرب الجزيرة، ومدينة عرب التي تبعد نحو 20 كيلومترا من مدينة ود مدني، وأظهرت المقاطع كذلك احتفالات من أهالي القرى بمناسبة استعادة السيطرة على قراهم بعد معاناة من انتهاكات قامت بها الدعم السريع على نطاق واسع من قرى غرب وجنوب وشمال الولاية.

من جهتها، أصدرت قوات الدعم السريع بيانا في منصة "إكس" ذكرت فيه أنها قضت، مساء اليوم الأحد، على ما أسمته "مليشيا البرهان وعناصر النظام البائد الإرهابية وأتباعهم من مرتزقة الحركات، وذلك على تخوم منطقة الفاو بولاية القضارف، وكبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح بالمئات ومثلهم من الأسرى والجرحى، واستولت على أعداد كبيرة من العتاد الحربي".

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت غالبية مدن الولاية وقراها وبلداتها انتهاكات واسعة بحق الأهالي، شملت القتل والنهب والسلب والاعتقال والتعذيب والحد من حركة التنقل والسيطرة على المؤسسات الخدمية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة وسط المدنيين، خصوصاً الذين كانوا نزحوا أصلاً إلى الولاية من العاصمة الخرطوم في الأشهر الأولى من الحرب.

ووصفت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، في بيان بنهاية مارس/آذار الماضي، ما يحدث في ولاية الجزيرة بأنه "جرائم غير مقبولة أو مبررة" تجاه السكان المدنيين، واعتبرته "خرقاً للالتزامات الموقّع عليها بين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وقوات الدعم السريع، في إعلان أديس أبابا المشترك في يناير/كانون الثاني الماضي، والأحكام الخاصة بحماية وضمان سلامة المدنيين والعمل على إعادتهم إلى بيوتهم وأماكن سكنهم".

وأدى القتال منذ 15 نيسان/إبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين، لجأ أكثر من 1.5 مليون منهم إلى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة. وبحلول مارس/آذار الماضي كانت 108 قرى عبر البلاد أُحرقت و"دُمِّرت جزئياً أو كلياً"، وفق ما أفاد مركز "إنفورميشن ريزيلينس" ومقره في المملكة المتحدة.