مقتل سوري بهجوم على حلب بالمسيّرات.. وإحراق مقر "الوطني الكردي"

قتيل سوري باستهداف النظام حلب بالمسيّرات.. وإحراق مقر "الوطني الكردي"

07 مارس 2024
يسعى النظام لتطوير المسيّرات الانتحارية ليصل مداها إلى 25 كلم (أحمد حسن عبيد/الأناضول)
+ الخط -

قُتل مدني في شمال غرب سورية، اليوم الخميس، جراء هجوم بـ10 طائرات مُسيرة انتحارية، أطلقتها قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، استهدفت ريف حلب الغربي، فيما أحرقت مجموعة مسلحة، يرجح أنها من منظمة "الشبيبة الثورية السورية"، مقر "المجلس الوطني الكردي"، في مدينة عامودا.

وقال الناشط محمود فيصل، من ريف حلب الغربي، في حديث لـ"العربي الجديد" إن الشاب محمد ياسر حامدي، مدني ينحدر من مدينة عندان بريف حلب الشمالي، قُتل إثر استهداف 10 طائرات مُسيرة انتحارية منازل المدنيين قرب دوار الدلة ومعمل حميكو ودراجة نارية في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

كما استهدفت طائرتان مسيرتان أحد الطرق المؤدية إلى بلدة بينين في منطقة جبل الزاوية، بريف إدلب الجنوبي، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية في ظل تخوف لدى المزارعين وسكان البلدات والقرى القريبة من خطوط التماس.

من جانبه، قال أحد العاملين في وحدات الرصد والمتابعة العاملة في منطقة إدلب والمعروف باسم "أبو أمين 80" في حديث لـ"العربي الجديد" إن "المسيرات الانتحارية التي تستخدمها قوات النظام والمليشيات الإيرانية تحمل عدة أنواع من المتفجرات، بحسب نوع الهدف: إن كان الهدف منزلا سكنيا تحمل قنابل فراغية، وإن كان الهدف سيارة تحمل قذائف هاون من عيار 62 أو 82، وإن كان الهدف مشاة تحمل قنابل تحتوي على متفجرات سي فور"، مُشيراً إلى أن انفجار هذه المُسيرات بأهدافها قوي جداً ويحدث ضرراً كبيراً.

وأضاف "أبو أمين 80" أن "قوات النظام والمليشيات الإيرانية تستخدم مسيرات من نوع "FPV" (انتحارية) لمهاجمة أرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية" مشيراً إلى تطوير هذه الطائرات بحيث باتت تستهدف مناطق تبعد 10.5 كلم (بعد أن كان مداها لا يتجاوز 3.5 كلم)، محذراً من العمل على تطويرها ليصل مداها إلى مسافة 25 كلم "وهذا خطير جداً لأنها بذلك يمكن أن تصل إلى المدن والبلدات المأهولة بالسكان"، مبيناً أن النظام يستخدم سلاح المُسيرات الانتحارية لأنها أقل تكلفة من القذائف والصواريخ.

وأوضح أبو أمين أن هذه المُسيرات "تطير على ارتفاع 25 إلى 30 مترا، ويتم إطلاقها من الخطوط الأمامية على الجبهات"، ويتم تصنيع هذه الطائرات "بمساعدة خبراء روس وإيرانيين في مركز البحوث جنوبي محافظة حماة"، مضيفاً أن الوحدات التي تستخدم هذه الطائرات هي "الفرقة 25 مهام خاصة" و "الفيلق الخامس" المدعومان من روسيا، وقوات "الحرس الجمهوري" المدعومة من إيران.

حظر على الدراجات النارية شرقي سورية

وفي شرق سورية، أعلنت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" (الذراع المدنية لقوات سورية الديمقراطية - قسد) عن فرض حظر على الدراجات النارية والشاحنات داخل المدن ضمن مناطق سيطرتها لشهر كامل، وذلك بهدف ضبط الواقع الأمني في المنطقة بعد زيادة هجمات تنظيم "داعش".

وقالت "الإدارة الذاتية" في بيانٍ لها، أمس الأربعاء، إن الحظر يأتي "للحفاظ على الأمن والأمان لأبناء شعبنا في عموم مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سورية بمناسبة مرور عدد من المناسبات".

وكانت "قوى الأمن الداخلي"، الذراع الأمنية لقوات "قسد"، أعلنت في بيان لها، أول أمس الثلاثاء، اعتقال 47 شخصاً في مناطق متفرقة بمحافظة الحسكة، قالت إن من بينهم 13 من عناصر تنظيم "داعش".

الشبيبة الثورية" تحرق مقر "المجلس الوطني الكردي" في عامودا

في شأن آخر، أحرقت مجموعة مسلحة، يرجح أنها من منظمة "الشبيبة الثورية السورية"، المعروفة محليا باسم "جوانن شورشكر"، الموالية لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، مقر "المجلس الوطني الكردي"، في مدينة عامودا شمالي محافظة الحسكة.

وقال نائب سكرتير "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، عبد الإله عوجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الأعمال أصبحت متكررة، ويبدو أنها ممنهجة وتهدف إلى النيل من أي فرصة للتقارب داخل البيت الكردي، وتوتير الأجواء والضغط على المجلس الوطني الكردي ونهجه، ورفض المخالف لهم وبأساليب ترهيبية".

وأكد أن "الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال معروفون ولا يوجد من يضع حداً لهم.. الإدارة (الذاتية) تتحمل مسؤولية أعمالهم".

وكان وفد من "المجلس الوطني الكردي" زار اليوم الخميس مقر المجلس بمدينة عامودا للاطمئنان على سير العمل فيه، وهو المكتب ذاته الذي تعرض للحرق والأعمال التخريبية ليلة أمس الأربعاء. 

وضم الوفد سليمان أوسو عضو هيئة الرئاسة، وسكرتير حزب "يكيتي" الكُردستاني، ونافع عبد الله عضو اللجنة المركزية في "الحزب الديمقراطي الكردستاني -سورية".

بدوره، قال سليمان أوسو، في حديثه للإعلام المحلي: "زرنا مكاتب الحزب الوطني الكردي التي أحرقها مسلحو الشبيبة الثورية ومسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو عمل محل الإدانة والشجب ويصنف كعمل إرهابي، وهذه الأعمال لن تبعد المجلس الوطني عن عمله وسنبقى مدافعين عن أهداف وحقوق شعبنا".

واعتبر أن "هذه الأعمال تهدف إلى تهجير السكان وإحداث تغيير ديموغرافي"، مضيفاً: "اليوم اتخذنا قرارا بديمومة الاحتفالات بمناسبة يوم المرأة العالمي".

وفي مطلع مارس/ آذار الجاري، هاجمت مجموعة مسلحة من الملثمين التابعين لمليشيا "الشبيبة الثورية" مكتباً لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أكبر أحزاب "المجلس الوطني الكردي"، والمنضوي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، في مدينة عين العرب (كوباني) شرقي محافظة حلب، شمالي سورية.

وتتبع "الشبيبة الثورية" بشكل مباشر لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يعد نسخة سورية من "حزب العمال الكردستاني".

يُذكر أن "المجلس الوطني الكردي" في سورية هو تحالف لعدد من الأحزاب السورية الكردية (17 حزباً) والمنظمات والتنسيقيات والاتحادات الشبابية والنسائية (11 تجمعاً)، إضافة إلى الشخصيات المستقلة من مثقفين وسياسيين وفنانين.

ويوجد للمجلس جناح عسكري مكون من قرابة 5000- 7000 عنصر يسمى قوات "بشمركة" (روج)، وله مراكز وقواعد منشرة في إقليم كردستان العراق في مناطق قريبة من الحدود السورية.

وانضم "المجلس الوطني الكردي" إلى الائتلاف السوري المعارض، وهو كذلك من مؤسسي جبهة السلام والحرية المعارضة.

هجوم لتنظيم "داعش" يخلف 7 قتلى من قوات النظام السوري 

قتل 7 عناصر من قوات النظام السوري، يوم الخميس، في هجوم تعرضوا له في محافظة حماة وسط سورية.

وقال مصدر في شرطة محافظة حماة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن 7 عناصر من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام قتلوا اليوم، إثر اشتباكات مع مسلحين يُعتقد أنهم من تنظيم "داعش" في منطقة تل سلمة في محيط دويزين بريف السلمية الشرقي.

وأضاف أن مسلحي التنظيم هاجموا عناصر من "الدفاع الوطني" كانوا يستقلون سيارتين أثناء مهمة عسكرية لمسح المنطقة، بعد تعرض عدد من العاملين في جمع فطر الكمأة لهجوم من قبل مسلحين ينتمون للتنظيم.

في سياق متصل، وصلت تعزيزات جديدة لقوات النظام السوري تضم عناصر وآليات عسكرية إلى مدينة تدمر بريف حمص وسط البلاد، بهدف إطلاق حملة بحث عن خلايا تنظيم "داعش" في البادية بعد تصاعد وتيرة هجماته خلال الأيام الأخيرة. 

وقال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها بدأت حملة عسكرية واسعة في البادية السورية، تشمل جبل البشري وجبل العمور وجبل شاعر وبادية تدمر. 

كما أطلقت مليشيا "الدفاع الوطني" ومليشيا "الحرس الثوري" الإيراني حملة مشتركة في بادية دير الزور بعد هجوم نفذه التنظيم على مجموعة من جامعي الكمأة، أدى لمقتل وجرح أكثر من 40 شخصا وخطف آخرين.

جرحى من قوات النظام في درعا

وفي جنوب البلاد، أصيب القيادي في الأمن العسكري التابع لقوات النظام السوري شادي بجبوج، مع عنصرين من مجموعته، بجروح متفاوتة، إثر استهداف سيارة كانت تقلهم بعبوة ناسفة في حي سجنة بدرعا البلد. 

وقال موقع تجمع أحرار حوران المحلي إن القيادي سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة في مدينة درعا في 9 فبراير/ شباط 2022، حيث أسفر الاستهداف حينها عن إصابته بجروح خطيرة. مضيفا أن القيادي المستهدف شارك مع أفراد مجموعته بمحاولة اقتحام أحياء درعا البلد إلى جانب قوات النظام، كما استهدف منازل مدنيين بالمضادات الأرضية بتوجيهات من فرع الأمن العسكري.