معلومات عن استهداف قيادي جهادي بعملية الإنزال الأميركية بسورية

معلومات عن استهداف القيادي بالقاعدة "أبي عبيدة المصري" في عملية الإنزال الأميركية في سورية

03 فبراير 2022
سيتحدث بايدن في وقت لاحق اليوم بشأن هذه العملية (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

بعد ساعات من انتهاء عملية الإنزال الجوي التي قامت بها قوات التحالف في منطقة أطمة على الحدود السورية - التركية في ريف إدلب الشمالي، لم تتضح بعد هوية المستهدفين، وما إذا كانت العملية قد حققت أهدافها أم لا.

ولم ترد معلومات مؤكدة عن هوية القتلى جميعهم لوجود أشلاء بينهم، ولم يعرف أيضاً ما إذا كان الأطفال والنساء القتلى من عوائل المستهدفين، فيما عُرف من بين القتلى مدير أحد مخيمات المهجرين في أطمة ويُعرف بـ"الصوارني"، وقد استُهدف خلال مروره بسيارته باتجاه المنطقة المستهدفة بالعملية.

وتداول ناشطون محليون معلومات عن وجود خليةٍ لتنظيم "القاعدة" في المنزل المستهدف، يقودهم قيادي يُعرف بـ"أبي عبيدة المصري"، من دون وجود معلومات عنه أو عن منصبه في التنظيم.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن العملية بدأت عند منتصف الليل، واستمرت أكثر من 3 ساعات، وبدأت مع انزال جوي لمروحيات التحالف التي انطلقت من قاعدة قرب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب، على مبنى سكني في المنطقة الواقعة بين مخيمات أطمة بريف إدلب وجنديرس بريف حلب، ليعقب ذلك اشتباكات عنيفة بين قوات التحالف والمجموعة المستهدفة، توسعت لتشمل منزلاً مجاوراً للمبنى المستهدف، فيما طالب عناصر التحالف المستهدفين بالاستسلام عبر مكبرات الصوت.

ورجحت المصادر أن تكون العملية استهدفت قياديّين من تنظيم "داعش" أو تنظيمات جهادية، على غرار العملية التي استهدفت زعيم تنظيم "القاعدة" أبو بكر البغدادي، مشيرة الى أن المسلحين استخدموا المضادات الأرضية (عيار 14.5) ضد مروحيات التحالف، وسط معلومات تشير إلى إصابة جنود أميركيين، فيما ذكر مسؤول أميركي لوكالة "أسوشييتد برس" أن إحدى المروحيات التي شاركت في الغارة "عانت مشكلة ميكانيكية، وكان لا بد من تفجيرها على الأرض".

ونشرت شبكات محلية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة توضح الاشتباكات الليلية الناجمة عن عملية الإنزال، إضافة لصور توضح إجلاء الجرحى والمصابين جراء القصف الجوي على المنزل في المنطقة السكنية.

وتخلل العملية نداءات متكررة بمكبرات الصوت من قبل القوة المهاجمة، تطالب سكان المكان المستهدف بتسليم أنفسهم، تلاها قصف جوي بالرشاشات الثقيلة.

بدوره، ذكر الدفاع المدني السوري أن 13 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم 6 أطفال و4 نساء، جراء القصف والاشتباكات التي جرت خلال إنزال جوي لقوات أميركية فجر اليوم الخميس، واستهدف منزلاً في المنطقة. وأضاف في بيان أن فرق الدفاع المدني "أسعفت المصابين، وانتشلت الجثث، وسلمت جثتين للطبابة الشرعية في مدينة إدلب، وأمنت المكان لحماية المدنيين".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: "قامت قوات العمليات الخاصة الأميركية التي تعمل تحت إمرة القيادة المركزية الأميركية بمهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سورية". وأضاف: "كانت المهمة ناجحة، ولم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأميركية"، مشيراً إلى أنه "سيتم توفير المزيد من المعلومات عندما تصبح متوفرة".

ووصف المتحدث العملية بالناجحة، مؤكداً سلامة الجنود الأميركيين المشاركين بالعملية، فيما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن "التخطيط للعملية تم في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدفت إرهابياً كبيراً"، من دون ذكر هويته.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، تشارلز ليستر، أنه "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً، فيما يبدو أنها أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي".

وكان أبو بكر البغدادي قُتل في غارة للقوات الأميركية الخاصة في شمال غرب سورية عام 2019، في المنطقة نفسها والتي تسيطر "هيئة تحرير الشام".

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث في وقت لاحق اليوم بشأن هذه العملية، مشيرة الى أن التخطيط للعملية تم خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدف "إرهابياً كبيراً" وذلك على بعد 24 كيلومتراً من مكان قتل البغدادي.

ولم تعلقّ تركيا على العملية التي وقعت بالقرب من حدودها. ونفذ التحالف الدولي عمليات عدة في مناطق الشمال السوري عبر طائراته المروحية والمسيّرة، واستهدف من خلالها قياديين في فصائل "جهادية" مدرجة على قوائم الإرهاب الاميركية، ولا سيما تنظيمي "داعش" و"حراس الدين" وغيرهما.