مظاهرة في رام الله رفضاً لمشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع العقبة

26 فبراير 2023
جانب من المظاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت مدينة رام الله وقفة وتظاهرة ضد اجتماع العقبة ومشاركة السلطة الفلسطينية فيه، شارك فيها عشرات المواطنين والنشطاء، مرددين هتافات تمجد المقاومة.

وجاءت التظاهرة بدعوة كل من الائتلاف الديمقراطي، والتحالف الشعبي للتغيير، والحراكات الشبابية والأهلية. وهتف المشاركون فيها لعملية حوارة جنوب نابلس شمال الضفة اليوم، التي أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين، معتبرين أنها "الاجتماع الحقيقي".

وهتف المشاركون كذلك ضد اجتماع العقبة، والتنسيق الأمني، واتفاق أوسلو معتبرين أنه "انتهى"، فيما شددوا على أهمية المقاومة وحيوا "عرين الأسود"، و"كتيبة جنين"، والكتائب الأخرى المقاومة.

ورفعوا لافتات ترفض الاجتماع الذي وصف بـ"التفريطي"، كما رفعوا شعارات تطالب بإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وأخرى رافضة للتنسيق الأمني والسلام الاقتصادي، عدا عن لافتات تؤكد على المقاومة والحقوق الوطنية الثابتة.

واعتبر منسق التحالف الشعبي للتغيير عمر عساف، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الاجتماع، ما هو إلا لقاء يعمق التبعية للاحتلال ويعمق التنسيق الأمني معه، ويعمق ما وصفه بالذل والعار للقائمين عليه.

وتابع عساف: "جئنا لنقول إن هذا اللقاء لا يعبر عن شعبنا، وإن خيار شعبنا هو خيار عرين الأسود وكتيبة نابلس وكتيبة بلاطة وكتيبة جنين وكتيبة أريحا وكتيبة طولكرم".

وأضاف عساف: "الشعب يلتف حول المقاومة، وهؤلاء الذين ذهبوا إلى العقبة معزولون عن إرادة الشعب، ونقول لهم إن ما تقومون به يلحق الضرر ويجلب العار لكم ولكل هذا النهج"، مطالبا القيادة الفلسطينية بالتنحي والعودة إلى الشعب الفلسطيني لينتخب قيادة أكثر موثوقية، وأكثر أمانة وصلابة، وعلى قدر التحديات والتضحيات، حسب وصفه.

"المبادرة الوطنية": السلطة أخطأت بالمشاركة في الاجتماع

بدوره، اعتبر أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن السلطة الفلسطينية قد ارتكبت خطأ بالمشاركة في الاجتماع، كما ارتكبت خطأ آخر بسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من مجلس الأمن.

وعبر البرغوثي عن خشيته من أن يكون هذا الاجتماع محاولة لاستدراج الفلسطينيين إلى صراع مع بعضهم البعض، وإعادة السلطة إلى التنسيق الأمني، مطالبا "السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى الوحدة مع القوى الفلسطينية، لا أن تنهمك في التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي"، مؤكدا أن الاحتلال لن يحترم أي اتفاق، حتى لو أعلن ذلك.

وأضاف البرغوثي: "ما يلفت النظر أن غالبية القوى الفلسطينية، ضد هذا اللقاء، اجتمعت تسع قوى من أصل أربع عشرة ضده، وغالبية قوى منظمة التحرير أيضا ترفضه، ولا بد من الإصغاء لكل هذه الأطراف، فالحكومة الإسرائيلية لن ترتدع إلا بالمقاومة وبفرض العقوبات والمقاطعة عليها وليس بالحوار معها".

من جهته، قال الناشط السياسي واللواء المتقاعد يوسف شرقاوي لـ"العربي الجديد"، إن الولايات المتحدة تحاول أخذ دور الاستعمار البريطاني عام 1936 من إنتاج ما عرفت بفرق السلام لمكافحة الثورة، بعد أن نجح الإضراب الكبير.

الصورة
خلال وقفة ضد اجتماع العقبة في رام الله (العربي الجديد)
خلال وقفة ضد اجتماع العقبة في رام الله (العربي الجديد)

وتابع شرقاوي: "يريدون إعادة إنتاجها لمكافحة النضال الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية"، وطالب فصائل يسارية في منظمة التحرير وخاصة الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب بالانسحاب، قائلاً: "إن بقاءها قد يؤدي إلى نجاح هذا المشروع نسبياً".

من جانبه، قال الملتقى الوطني الديمقراطي في بيان صحافي، "كان الشعب الفلسطيني بكل قواه وأطيافه، يتمنى على الأقل من باب الحفاظ على ما تبقى من الكرامة الوطنية، عدم حضور الجانب الفلسطيني للاجتماع في العقبة مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية بحضور أردني، مصري وأميركي، اليوم حدث ما هو متوقع، بالرغم مما كنا نتمناه، وشاركت المجموعة المتحكمة في الاجتماع، الأمر الذي يُنهي الجدل ويثير مزيدا من المخاوف".

وأشار الملتقى إلى أن تلك المشاركة تؤكد "قبول المجموعة المتحكمة رسمياً دوراً أمنياً مُناطًا بها من الجانب الإسرائيلي والأميركي، دون أي ذكر لأهداف سياسية ولا ذكر للدولة الفلسطينية ولا حتى من باب المجاملة، مقابل استمرار بقاء المجموعة المتحكمة واستمرار امتيازاتها".

وتابع الملتقى "أنهت المجموعة المتحكمة رسمياً علاقتها بالشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية ووضعت نفسها في تناقض عدائي مباشر مع بعض قواه الشابة والحية، كما جاء حضور الاجتماع مع معرفة كاملة لما سيعقبه من مهمات مزرية على المجموعة المتحكمة، وجاء كجزء من سلسلة التراجعات المخزية في مجلس الأمن والسياق السياسي العام وبالرغم من الصفعة الدامية التي وجهتها قوة الاحتلال للمجموعة المتحكمة في مدينة نابلس الباسلة".

وقال الملتقى: "إن وجود أطراف عربية في الاجتماع لا يمكن أن يشكل غطاءً للمجموعة المتحكمة لأنها هي من قرر إبقاء الاجتماع وتحقيقه، كما أن كل ذلك يفرض على القوى الفلسطينية، بما في ذلك تلك التي ما زالت تبدو متمسكة بما تبقى من النظام السياسي الفلسطيني، أن تتخذ المواقف والخطوات العملية اللازمة لإنهاء هذا الوضع واجراء التغيير الواسع والعميق المتوافَق عليه وطنياً".

"لجنة المقاطعة": المشاركة في الاجتماع تصعيد خطير في سيرورة التطبيع الرسمي

بدورها، أكدت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) في بيان، أن المشاركة في اجتماع العقبة تمثل تصعيداً خطيراً في سيرورة التطبيع الرسمي وخرقاً صريحاً لقرارات الهيئات الوطنية والرسمية بوقف "التنسيق الأمني"، أسوأ أشكال هذا التطبيع.

وقالت اللجنة: "بعد فقدان شعبنا أكثر من 64 شهيداً/ة من أبنائه منذ بداية العام الجاري برصاص الجيش الإسرائيلي، لا يمكن أن يُفهم هذا اللقاء الأمني إلا باعتباره تماهياً علنياً مع الحرب ضد شعبنا ومساهمة في تلميع جرائم العدو الإسرائيلي المستمرّة ومخططات التآمر على قضية الشعب الفلسطيني".

وشددت اللجنة على أن "خير ردّ على مجازر الاحتلال وجرائمه ونظامه الاستعماري يكون بتصعيد مقاومتنا الشعبية ومناهضتنا للتطبيع بأشكاله وتقوية حركة مقاطعة إسرائيل BDS كأهم شكل للتضامن الدولي مع نضالنا من أجل حقوق شعبنا، كل شعبنا، في الوطن والشتات".