مظاهرات للحراك الشعبي ودعوات جديدة للعودة إلى الشارع في الجزائر

مظاهرات للحراك الشعبي ودعوات جديدة للعودة إلى الشارع في الجزائر

05 فبراير 2021
دعوات لإعادة الزخم إلى المظاهرات (Getty)
+ الخط -

تشهد الجزائر مزيدا من الدعوات الجديدة لإعادة الزخم إلى مظاهرات الحراك الشعبي، بعد 11 شهرا من تعليقها طوعيا من قبل مكونات الحراك بسبب الأزمة الوبائية، وسط عودة فعلية للمتظاهرين إلى الشارع في عدة مدن وولايات للجمعة الثانية على التوالي، لتجديد نفس المطالب السياسية المصحوبة هذه المرة بحراك اجتماعي تصدرته المطالب المعيشية.      

ولم تتلقف مكونات الحراك الشعبي في الجزائر، حتى الآن، الإشارات الإيجابية التي أبدتها السلطات في الفترة الأخيرة عبر سلسلة إفراجات عن ناشطين موقوفين في السجون، بعد تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم، أو خفض العقوبات المسلطة عليهم، في سياق توجه تبديه السلطات نحو تدابير تهدئة. وتدير مكونات الحراك ظهرها لتلك الخطوات، وتزيد من الدعوات للتظاهر قبل أسبوعين من حلول الذكرى الثانية لاندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط 2019.

وشهدت عدة مدن في الجزائر، اليوم الجمعة، مظاهرات شعبية في ثاني جمعة على التوالي، رفعت فيها شعارات مناوئة للسلطة وتطالب بتحقيق المطالب الديمقراطية وتوسيع الحريات والإفراج عن الناشطين الموقوفين. وطالب متظاهرون في منطقة بني ورتيلان في ولاية سطيف، شرقي الجزائر، بتغيير النظام السياسي القائم في البلاد.

ونظمت في مدينة القصر بولاية بجاية، شرقي الجزائر، مسيرة شعبية، خُص فيها الناشط السياسي البارز والموقوف في السجن رشيد نكاز بالدعم والمساندة، إذ رفعت صوره ورددت شعارات تطالب السلطات بالإفراج عنه، خاصة بعد الإعلان عن إصابته بمرض السرطان ونقله من سجن قرب العاصمة الجزائرية إلى سجن في الجنوب الجزائري، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لإبعاده عن المحامين وعائلته بعد رسائل توجه بها إلى الرأي العام من داخل السجن عبر محاميه، يشكو فيها من أوضاع السجن. كما نظمت مسيرة بمدينة تيشي، في الولاية ذاتها، مسيرة شعبية رفعت فيها الرايات الوطنية وشعارات تطالب بالحريات والديمقراطية، وهتافات مناوئة للسلطة، وتدعو إلى تمدين الحكم واستبعاد الجيش. 

وتجمع ناشطون في بعض الولايات في وقفات رمزية، وفي الساحة المركزية وسط مدينة معسكر غربي الجزائر، ورددوا هتافات تطالب برحيل ما يصفونها بـ"العصبة الحاكمة"، وتحرير الناشطين الموقوفين، وسط حضور أمني من قبل قوات الشرطة التي حاصرت الناشطين من دون أن تقوم بتوقيفهم. وتجمع ناشطون في تيارت غربي البلاد، وفي مدينة عنابة أقصى شرقي الجزائر، لتأكيد التمسك بالحراك الشعبي حتى تحقيق المطالب السياسية المعلنة. 

ودعت مكونات الحراك الشعبي في مدينة خراطة الجزائريين إلى المشاركة في مسيرة حاشدة يجرى التحضير لها في المدينة، تنظم في 16 فبراير/شباط الجاري إحياء للذكرى الثانية للحراك، إذ كانت مدينة خراطة أول مدينة شهدت انتفاضة شعبية ومسيرات حاشدة رفعت فيها الرايات السوداء رفضا لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاسية رئاسية خامسة، في 16 فبراير2019، أربعة أيام قبل اندلاع مظاهرات الحراك الشعبي. 

وأطلق ائتلاف مدني (نداء 22 فبراير)، والذي يضم عددا من المكونات المدنية وشخصيات وناشطين، نقاشا مفتوحا حول عودة مظاهرات الحراك الشعبي بدءا من 22 فبراير الجاري، كما كان قد دعا الجزائريين في نداء سابق، نشره شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إلى "العودة الحتمية القريبة والقوية للمسيرات السلمية.. كسبيل وحيد لإرغام السلطة على إطلاق سراح غير مشروط لكل معتقلي الحراك الشعبي السلمي ومعتقلي الرأي وإعادة الاعتبار لهم، وتفعيل ممارسة الحقوق والحريات العامة والفردية بشكل فوري".

المساهمون