كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" أن الضربات الجوية التي تعرضت لها عدة أحياء في منطقة أوباري في الجنوب الليبي في ساعة مبكرة صباح اليوم الأحد، كانت دعماً جوياً من سلاح الجو المصري لقوات ليبية عسكرية تابعة للواء خليفة حفتر، أثناء مهاجمتها نقاط تجمع لعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت المصادر أن "الضربات جاءت بتنسيق كامل مع كافة الأطراف الليبية المعنية وكدعم ومساعدة مصرية بناء على مطلب ليبي، لمواجهة العناصر المتطرفة التي تمثل تهديداً مشتركاً للبلدين"، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن النقاط المستهدفة كانت تضم عناصر متطرفة تحمل جنسيات أفريقية، وبعضها مصري، على صلة بعناصر داخل مصر، مؤكدة أن ذلك النوع من العمليات يحظى بتنسيق دولي وليس بين الأطراف الليبية فقط.
وبحسب المصادر فإن منطقة الجنوب الليبي والحدود مع النيجر وتشاد والسودان تشهد نشاطاً أمنياً واستخباراتياً عالي المستوى من جانب عدة دول، بهدف تتبع العناصر المتطرفة وفلول "داعش" لضرب أية تجمعات أو أنشطة لهم في المهد.
وذكرت تقارير إخبارية ليبية أن طيراناً مجهولاً شنّ ضربات جوية استهدفت أماكن متفرقة في الجنوب الليبي.
وبحسب تقارير محلية، فإن أربع غارات نفذت فجر اليوم على نطاق مختلف في المدينة بواسطة طيران مجهول. وتركّزت الضربات في حي الشارب وجبل تيندا وضواحي مشروع برجوج.
وكان شهود عيان من مدينة أوباري قد قالوا لـ"العربي الجديد" إنّهم سمعوا أصوات طيران حلق على ارتفاع عالٍ، قبل أن يسدد عدة ضربات جوية استهدفت حي الشارب بالمدينة ومرتفعات جبل التيندي.
وأمس السبت، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة، شدّد خلاله على دعم مصر الكامل للحكومة الليبية الجديدة، والاستعداد لتقديم الخبرات المصرية في المجالات التي من شأنها تحقيق الاستقرار السياسي، فضلاً عن المشاركة في تنفيذ المشروعات التنموية في ليبيا، والتي تمثل أولوية بالنسبة للشعب الليبي الشقيق.
من جانبه، أكّد الدبيبة خلال الاتصال على خصوصية وتميّز العلاقات الأخوية بين مصر وليبيا، وما يجمع بين الشعبين من روابط تاريخية، وحرص حكومته على مواصلة الدفع قدماً بعلاقات التعاون والتشاور والتنسيق المكثف مع مصر.
قوات حفتر تعلن القبض على قيادي في "داعش"
من جهة أخرى، أعلنت قيادة قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، اليوم الأحد، عن اعتقال قيادي في تنظيم "داعش" الإرهابي، يدعى "محمد ميلود محمد" خلال عملية وصفتها بـ"النوعية".
وأوضحت قيادة قوات حفتر أن مجموعة عمليات المهام الخاصة التابعة لها، نفذت العملية صباح اليوم، بحي الشارب في مدينة أوباري جنوب غرب البلاد.
وقالت القيادة، في بيان، إن "المدعو محمد ميلود محمد (المكنى أبوعمر) أحد أبرز قيادات تنظيم "داعش" في مدينة سرت إبان سيطرة التنظيم على المدينة عام 2015".
وأوضح البيان أن ميلود قاد عمليات إرهابية، أبرزها مشاركته في الهجوم على الهلال النفطي.
ووفق بيان قيادة حفتر، فإن ميلود تربطه علاقة قوية مع أمير تنظيم "داعش" في ليبيا، أبومعاذ العراقي، الذي قُتل في مدينة سبها قبل سنوات.
وأشار البيان إلى أن ميلود جاء إلى مدينة أوباري إثر هزيمة التنظيم في مدينة سرت، حيث قام بتشكيل خلية إرهابية بمدينة أوباري وقام بعمليات إرهابية، منها خطف أربعة مهندسين إيطاليين في 2016، وطالب بفدية تقدر بأربعة ملايين يورو مقابل إطلاق سراحهم، بحسب البيان.