مخاوف دولية ودعوات إلى الحوار بعد استئناف المعارك في إثيوبيا

25 اغسطس 2022
استئناف المعارك في إثيوبيا بين قوات الجيش ومتمردي إقليم تيغراي (أسوشييتد برس)
+ الخط -

أبدى عدد من الأطراف الدولية، الخميس، مخاوف غداة استئناف المعارك في إثيوبيا بين قوات الجيش ومتمردي إقليم تيغراي، في خرق لهدنة استمرت خمسة أشهر شمالي البلاد.

ووسط تبادل اتهامات بالوقوف خلف استئناف المواجهات، لم تورد الحكومة الإثيوبية ولا متمردو "جبهة تحرير شعب تيغراي" أي معلومات حول ما إذا كانت المعارك لا تزال مستمرة الخميس.

واكتفت سلطات المتمردين في بيان، الأربعاء، بالتأكيد على أن القوات الحكومية "لم تنجح" في "خرق الخطوط الدفاعية" في تيغراي.

ويبدو أن المعارك التي اندلعت الأربعاء في منطقتي أمهرة وعفر المحاذيتين للطرف الجنوبي الشرقي لتيغراي لم تمتدّ.

لكن أطرافاً دولية تخشى من أن يشتعل النزاع مجدداً على نطاق واسع، ما سيقضي على الآمال الضئيلة التي أثارتها في يونيو/ حزيران احتمالات تفاوض لم تتحقق.

"تُضعف آمال السلام"

رأى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "المعلومات حول استئناف النزاع في شمال إثيوبيا تضعف آمال السلام"، ودعا "جميع الأطراف إلى خفض تصعيد الوضع قبل أن يتحول من جديد إلى حرب تامة".

بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين إلى "وضع حد نهائي للنزاع"، مشدداً على أن استئناف المعارك يهدد الهدنة التي تم التوصل إليها في نهاية مارس/ آذار والتي "خفضت العنف وأنقذت أرواحاً"، حسب تعبيره.

كما أبدت فرنسا قلقها ودعا متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان "إلى استئناف مفاوضات السلام بدون شروط مسبقة برعاية الاتحاد الأفريقي"، مشدداً على أن "الأولوية يجب أن تكون ضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى السكان المتضررين من النزاع وإعادة الخدمات الأساسية في شمال البلاد".

كما دعت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد) وتركيا وبريطانيا إلى الحوار.

"اتصالات مباشرة"

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الإثيوبي وزير الخارجية ديميكي ميكونين لدبلوماسيين أن "الحكومة على استعداد للدفاع عن وحدة أراضي الأمة وسيادتها"، لكنها أيضاً "مصممة على استخدام وسائل سلمية لوضع حد للنزاع".

واتهمت الحكومة، الخميس، مجدداً المتمردين بتحويل المساعدة الإنسانية لأهداف عسكرية، بعدما أكد برنامج الأغذية العالمي أنهم سيطروا، الأربعاء، على 12 شاحنة صهريج تابعة له كانت متوقفة في ميكيلي وتحتوي على 570 ألف لتر من الوقود المخصص لتوزيع المواد الغذائية.

وصرحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بأن شعب تيغراي عانى ما يكفي، محذرة من أن المعارك الجارية "ستفاقم معاناة مدنيين هم في أمسّ الحاجة" إلى المساعدة.

وتؤكد أديس أبابا أن "نهب الوقود" سمح "بالتأكيد" للمتمردين باستئناف المعارك الأربعاء، مطالبة الأسرة الدولية بـ"توفير ضمانات بأن المساعدة الإنسانية تصل فعلاً إلى المستفيدين الذين تتوجّه إليهم" في تيغراي.

وتكرر الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي منذ نهاية يونيو/ حزيران استعدادهما للدخول في مفاوضات سلام، لكن الطرفين يختلفان حول تدابيرها، وتبادلا الاتهامات في الأيام الأخيرة بالتحضير للحرب.

وتطالب أديس أبابا بمفاوضات فورية بدون شروط مسبقة برعاية الاتحاد الأفريقي، فيما يطالب المتمردون قبل بدء أي مفاوضات بإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي من كهرباء واتصالات ومصارف ووقود وغيرها، رافضين وساطة موفد الاتحاد الأفريقي رئيس نيجيريا السابق أولوسيغون أوباسانجو.

وفي رسالة نشرت الأربعاء، أقر زعيم سلطات المتمردين في تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل لأول مرة بأن "سلسلتين من المحادثات المباشرة" جرت مع مسؤولين مدنيين وعسكريين في الحكومة الإثيوبية، واتهم الحكومة الاتحادية بعدم احترام التزامات قطعتها خلال هذه المحادثات.

(فرانس برس)