يرى معلقون وباحثون وأوساط سياسية في إسرائيل، اليوم الإثنين، أن سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان، لها تداعيات سلبية على أمن إسرائيل وبيئتها الإقليمية.
وتوقع وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، أن تؤثر سيطرة "طالبان" على أفغانستان على مصالح إسرائيل الأمنية وبيئتها الإستراتيجية بشكل مباشر.
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر" كتب يعلون: "أفغانستان بعيدة عن إسرائيل، لكن سيترتب على انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة طالبان على البلاد تداعيات على كل من مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل".
وأضاف "من مصلحة إسرائيل أن يتجند الآخرون لمواجهة هذا الخطر، لكن عليها (إسرائيل)، في الوقت ذاته، الاستعداد لمواجهتها بمواردها الذاتية".
أما رون بن يشاي، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" فقد توقع أن تعزز سيطرة "طالبان" من دافعية القوى الإسلامية التي تواجه إسرائيل لمواصلة الاحتكاك بها.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة، قال بن يشاي، إن حركة "حماس" سترى في انتصار "طالبان" أنه دليل على أن "الصبر والمحفزات الدينية" سيكون لها التأثير المهم في حسم نتائج المواجهات وأن عنصر الزمن لا يلعب دوراً مهماً.
وفي السياق، حذّر وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، دوري غولد، من مخاطر توجه الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة وتأثيراته بعيدة المدى على بيئة إسرائيل الإستراتيجية.
ولم يستبعد غولد في تحليل نشره موقع قناة "12"، أن يفضي الانسحاب الأميركي من أفغانستان والعراق إلى سقوط البحرين في يد إيران، مشدداً على أن موقع البحرين الجغرافي يحوز على أهمية إستراتيجية من الطراز الأول.
وقد عد المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، الانسحاب الأميركي من أفغانستان بأنه "فرار". وأضاف في تحليل نشرته الصحيفة: "لقد فرت الولايات المتحدة وذيلها بين رجليها، لقد تحطم الحلم الأميركي في أفغانستان، أميركا ليست دولة منتصرة، بل مهزومة".
وشبه ليمور انهيار الجيش الأفغاني بعد الانسحاب الأميركي بانهيار جيش " أنطوان لحد" بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000.
ورجح ليمور أن تتحول أفغانستان في عهد "طالبان" إلى مأوى للتنظيمات المقاتلة، منوها إلى أن سيطرة الحركة على أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي ستعزز من دافعية القوى التابعة لإيران في العراق لتكثيف جهودها لدفع واشنطن لسحب كل قواتها من هناك.
واعتبر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن سقوط أفغانستان في يد "طالبان" يوفر دليلاً آخرا على أن قدرة دول أجنبية على فرض تحولات داخلية في بلد ما محكومة بشكل عام بالفشل.
وفي تقدير أعده الباحثان إلداد شفيط ويورام شفيتس، ونشراه على "فيسبوك"، أبرز حقيقة أن سيطرة "طالبان" السريعة على أفغانستان تمس بمكانة وصورة الولايات المتحدة "كالقوة الرائدة" في النظام العالمي.
ولم يستبعد المركز أن تتحول أفغانستان في ظل سيطرة "طالبان" إلى مركز لعمل المنظمات الجهادية التي يمكن لعملياتها أن تتجاوز الإقليم إلى العالم بأسره.
وعلى الرغم من المشاهد غير المريحة التي تصل من كابول، فإن المركز يقدر بأن الولايات المتحدة ستواصل تخفيض تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت معدا التقدير إلى أن سقوط أفغانستان في يد "طالبان" وانهيار الجيش الحكومي الأفغاني السريع يتعارضان مع التقدير الذي عبر عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مطلع يوليو/تموز الماضي إثر قراره الانسحاب من هناك، حيث قدر بأن هذا الجيش سيكون قادراً على مواجهة "طالبان" وأن الحركة على كل الأحوال لن تقدم على احتلال البلاد من منطلق أنها معنية بمواصلة تلقي أفغانستان الدعم الخارجي.
وأشار المركز إلى أن انهيار الجيش الأفغاني الحكومي جاء على الرغم من أن الولايات المتحدة خصصت 83 مليار دولار لتسليحه وتدريبه.