مجموعة السبع تتوعّد روسيا بزيادة كلفة حربها على أوكرانيا

مجموعة السبع تتوعّد روسيا بزيادة كلفة حربها على أوكرانيا

24 فبراير 2024
زعماء غربيون في كييف مع مرور عامين على الغزو الروسي (Getty)
+ الخط -

بعد مرور عامين كاملين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت مجموعة السبع، يوم السبت، التزامها الصارم بتكثيف الضغط على موسكو في أوكرانيا، مؤكدة أنها ستجعل الحرب على العدوان الروسي غالية الثمن. 

وأصدر قادة مجموعة السبع بياناً مشتركاً إثر قمة عبر الفيديو، مؤكدين مواصلة "زيادة كلفة الحرب الروسية وخفض مصادر عائداتها وإعاقة جهودها لبناء ماكينتها الحربية، الأمر الذي تظهره رزم العقوبات التي تبنيناها أخيراً".

وهذا الاجتماع هو الأول لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المجموعة، أي الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، في ظل الرئاسة الإيطالية.

ولهذه المناسبة، توجهت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى كييف حيث ترأست الاجتماع الافتراضي ومعها نظيرها الكندي جاستن ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين.

وغاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الاجتماع ومثله وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه.

ووجهت المجموعة انتقاداً مباشراً لكل من الصين وإيران لدعمهما اللوجستي لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وطالبت طهران بـ"وقف" مساعدتها فيما أبدت قلقها حيال قيام شركات صينية بتزويد موسكو مكونات عسكرية.

وقال القادة: "ندعو إيران الى وقف دعم الجيش الروسي"، مبدين "قلقهم لعمليات نقل مكونات للأسلحة والمعدات الى روسيا عبر شركات صينية".

واستهدفوا أيضاً كوريا الشمالية، منددين "بشدة بالصادرات الكورية الشمالية وتزويد روسيا بصواريخ بالستية"، داعين إلى "إنهاء فوري لهذه الأنشطة".

وفي شكل أكثر شمولاً، تعهدت مجموعة السبع "التحرك ضد أفرقاء آخرين يقدمون دعماً مادياً للحرب التي تخوضها روسيا، بما في ذلك عبر فرض إجراءات جديدة بحق كيانات (...) في دول ثالثة"، داعية "المؤسسات المالية إلى عدم دعم آلة الحرب الروسية".

كذلك، دعت مجموعة السبع مانحي أوكرانيا إلى المصادقة على مساهمتهم المالية للعام 2024، من دون أن تتطرق في شكل مباشر إلى تعطيل الكونغرس لمساعدة أميركية جديدة لهذا البلد.

وقالت في بيانها: "نطلب بالحاح، المصادقة على المساعدة الإضافية لتلبية الحاجات المالية المتبقية لأوكرانيا للعام 2024"، في إشارة ضمنية إلى التعطيل الأميركي.

زيلينسكي يتعهد بالنصر في أوكرانيا

من جهته، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت حلفاءه الغربيين على زيادة الدعم العسكري لبلاده، متعهّداً تحقيق النصر مع دخول الحرب مع موسكو عامها الثالث.

في كييف ألقى زيلينسكي خطاباً عالي النبرة على الرغم من أن قواته في شرق البلاد وجنوبه تعاني نقصاً في العديد والعتاد، في حين حقّقت روسيا أول مكاسبها الميدانية منذ نحو عام.

وتحدث خلال قمة لمجموعة السبع، قائلاً إنّ "دعمهم الحيوي" سيساعد بلاده على الانتصار في ساحة المعركة.

وأضاف: "تعلمون جيداً أننا نحتاج إلى كل ذلك في حينه، ونحن نعتمد عليكم".

محاطاً برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذين حضروا إلى كييف، قال زيلينسكي خلال القمة: "يمكن لبوتين أن يخسر هذه الحرب".

وأضاف: "تذكّروا أن الطموحات الإمبريالية والانتقامية لا يمكن التغلّب عليها إلا معاً".

الصورة
ألقى زيلينسكي خطاباً عالي النبرة
زيلينسكي طالب بزيادة الدعم العسكري لبلاده (Getty)

مع دخول الحرب عامها الثالث، أدت عرقلة إقرار حزمة مساعدات أميركية بـ60 مليار دولار إلى نقص في الذخيرة لدى الأوكرانيين، في حين تسعى موسكو لتحقيق مزيد من المكاسب الميدانية بعد سيطرتها على أفدييفكا.

والسبت سعى زيلينسكي وقائد جيشه إلى تحفيز الداعمين العسكريين والماليين لبلاده.

وفي كلمة ألقاها في مطار غوستوميل العسكري قرب كييف الذي شهد معركة مع القوات الروسية في الأيام الأولى للغزو، أعلن زيلينسكي: "إننا نقاتل من أجل ذلك. منذ 730 يوماً من حياتنا. وسننتصر، في أفضل يوم من حياتنا".

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إنه واثق بأن النصر سيتحقق "لأن النور ينتصر دائماً على الظلام".

عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "عملية عسكرية خاصة" فجر 24 فبراير/ شباط 2022، توقع كثيرون أن تنتصر موسكو في غضون أيام لكن أوكرانيا تصدت للهجوم وألحقت بالقوات الروسية عدة هزائم مذلة وأرغمتها على التراجع أكثر من مرة.

غير أنّ أوكرانيا منيت بانتكاسات مع فشل هجومها المضاد في 2023. وفي المقابل تمكن الجيش الروسي من اكتساب موقع قوة بفضل تعزيز إنتاجه الحربي، في حين تعاني القوات الأوكرانية من نقص في العدد والعدة من مدفعية ودفاعات جوية يزودها بها الغرب.

ستولتنبرغ يؤكد التزام حلفاء "الناتو" بدعم أوكرانيا

وحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أوكرانيا وحلفاءها على "الحفاظ على بأسها وشجاعتها". وأشار في رسالة مصورة نشرها عبر حسابه بمنصة "إكس"، إلى أنّ "الوضع على أرض المعركة لا يزال خطيراً للغاية".

وبيّن أن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالسيطرة على أوكرانيا لم يتغير، ولا إشارات حول استعداده للسلام.

وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة، أعلن الحلفاء عن حزم مساعدات جديدة بمليارات الدولارات، تشمل معدات أساسية مثل ذخائر المدفعية والدفاع الجوي وزوارق قتالية، فضلاً عن مستلزمات وقطع غيار مقاتلات إف-16 وطائرات بدون طيار ومعدات إزالة الألغام".

وأشار ستولتنبرغ، إلى أن بوتين بدأ هذه الحرب من أجل عرقلة ناتو ومنع عضوية أوكرانيا فيه. وقال: "بل على العكس من ذلك، أصبحت أوكرانيا أقرب إلى ناتو من أي وقت مضى".

وأكد الأمين العام لناتو، أن أوكرانيا ستنضم إلى الحلف وأن ذلك مسألة وقت فقط. فيما أشادت فون ديرلاين "بالمقاومة الاستثنائية" التي أبدتها أوكرانيا.

أوكرانيا توقيع اتفاقين مع إيطاليا وكندا

ووقّعت كييف اتفاقين أمنيين مع إيطاليا وكندا التي أعلنت أنها ستوفّر مساعدات مالية وعسكرية بـ2,2 مليار دولار في العام 2024.

وجاء في بيان لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "سنقف إلى جانب أوكرانيا مهما اقتضى الأمر ومهما طال أمده".

أوكرانيا قصفت أحد أكبر مصانع الصلب في روسيا بمسيّرة

تواجه كييف واحدة من أصعب اللحظات منذ بدء الغزو الروسي، في ظل عرقلة الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات حيوية بقيمة 60 مليار دولار والتأخير في وصول إمدادات أوروبية موعودة.

وتكثف روسيا هجومها في الشرق وكانت بلدة ماريينكا المدمرة بالقرب من دونيتسك آخر النقاط الساخنة التي سيطرت عليها بعد أفدييفكا الشديدة التحصين في 17 فبراير/ شباط.

وفي مدينة بوكروفسك الواقعة في الشرق الأوكراني، بعثت القوات برسالة واضحة إلى القادة الأجانب المجتمعين في كييف. وقال جندي أوكراني يبلغ 31 عاماً عرف عن نفسه باسم وودي: "أعطونا مدفعية وطائرات بدون طيار وبطاريات مضادة وقذائف".

وقال جندي يبلغ 39 عاماً من كييف يقاتل منذ عامين: "كانت قوات المشاة لدينا، المسلحة بالبنادق الهجومية والقنابل اليدوية، تواجه المدفعية والطائرات والدبابات".

وأعلنت بريطانيا السبت عن حزمة عسكرية جديدة بقيمة 245 مليون جنيه إسترليني (311 مليون دولار) للمساعدة في تعزيز إنتاج "ذخائر مدفعية تشتد الحاجة إليها" لأوكرانيا، فيما شدد رئيس الوزراء ريشي سوناك في بيان سابق على أن "هذا هو الوقت المناسب لنبرهن أن الطغيان لن ينتصر أبداً، ولنقول مرة أخرى إننا سنقف مع أوكرانيا اليوم وغداً".

وواصلت روسيا شن هجمات مدمرة بالمسيرات والصواريخ على المدن الأوكرانية. وفي أحدث الضربات، قالت السلطات الأوكرانية إن ثلاثة مدنيين قتلوا في دنيبرو وأوديسا ليل الجمعة والسبت.

كما أعلنت أوكرانيا، اليوم السبت، أنها قصفت أحد أكبر مصانع الصلب في روسيا بمسيرة. وأبلغت روسيا عن اندلاع حريق في مصنع نوفوليبيتسك الضخم في منطقة ليبيتسك في الغرب. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي حريقاً ضخماً. وإذا تأكد الهجوم فسيكون الأحدث في حملة أوكرانيا المتصاعدة ضد أهداف في العمق الروسي.

وفي كييف، بدا المزاج قاتماً. وقالت خبيرة التغذية أولغا بيركو، لوكالة فرانس برس: "بالنسبة لنساء أوكرانيا، نتألم لأزواجنا وأبنائنا وآبائنا. أود حقاً أن ينتهي هذا في أسرع وقت".

وقال يوري باسيتشنيك، وهو رجل أعمال يبلغ 38 عاماً، لوكالة فرانس برس: "نعم، بالطبع تعلمنا كيف نتعايش معها... الحرب الآن هي حياتنا".

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن صفارات الإنذار من الغارات الجوية دوت 989 مرة في العاصمة خلال عامين من الحرب، أي بمعدل أكثر من مرة في اليوم.

وتقدر أوكرانيا العدد الإجمالي للمدنيين الذين قتلوا بنحو 50 ألف شخص.

​​​(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون