مبادرة إسرائيل للتصعيد في لبنان.. هل تقود إلى حرب شاملة؟

13 مارس 2024
زاد المستوطنون وجهات في الحكومة الضغط باتجاه "ردع" "حزب الله" (رويترز/Getty)
+ الخط -

رئيس مجلس الجليل: إسرائيل فقدت قوة الردع

عدد الصواريخ المطلقة من لبنان الثلاثاء تجاوز المئة

بن غفير يهاجم غالانت ويدعوه إلى "حرب الآن" ضد لبنان

هرئيل: التصعيد يزيد احتمال انفلات الأمور وصولاً إلى حرب شاملة

تتزايد الضغوطات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من قبل سكان المستوطنات المحاذية لحدود لبنان وجهات في الحكومة نفسها، على خلفية التصعيد المتواصل، لتوفير حلول تفضي إلى التخلّص من "تهديد حزب الله" وعودة آلاف النازحين الإسرائيليين إلى بيوتهم.

وتشهد الأيام الأخيرة تصعيداً لافتاً بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، سواء في نطاق القصف الذي يشنه سلاح الجو الإسرائيلي على مناطق في لبنان، أو عدد الصواريخ التي تُطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه أهداف إسرائيلية، والتي تجاوزت أمس الثلاثاء حاجز المئة صاروخ، في تطورات قال مراقبون إنها قد تخرج عن السيطرة إلى حرب شاملة.

وقال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا زيلس، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، إنّ "دولة إسرائيل فقدت قوة الردع وهي غير قادرة على إعادتها. يتوجب على حكومة إسرائيل تغيير قواعد اللعبة على الحدود الشمالية وخلق منطقة خالية من حزب الله في شمال الحدود وليس أقل من ذلك خلق ردع حقيقي يشمل توجيه ضربات كبيرة إلى المناطق الحضرية القريبة من الحدود والتي تستخدم معظمها كمواقع مراقبة وإطلاق نار من قبل حزب الله".

كما عبّر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن غضبه، الثلاثاء، مهاجماً وزير الأمن يوآف غالانت، وداعياً إلى "حرب الآن" على لبنان.

وقال بن غفير، عبر حسابه على منصة إكس مخاطباً غالانت: "الجيش بمسؤوليتك ماذا تنتظر؟ أكثر من 100 صاروخ. 100 عملية إطلاق على دولة إسرائيل وأنت صامت. كف عن إطلاق فيديوهات أبو علي ولنبدأ بالرد وبالهجوم. حرب الآن".

من جانبه، كتب الوزير إسحاق يسرلوف إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه سيقاطع جلسات الحكومة والتصويت القريبة حتى تمرير قرار في الحكومة بشأن مساعدة سكان الشمال.

وقال الوزير: "لا يعقل أن لا تفي الحكومة بتعهداتها لسكان الشمال. من الصعب تصديق حصول ذلك، ولكن عشرات الآلاف من سكان الشمال لا يزالون بعيدين عن بيوتهم بعد إخلائها دون تحديد موعد لعودتهم إلى حياتهم السابقة".

جيش الاحتلال يلخص "الإنجازات" في لبنان

في غضون ذلك، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، تلخيصاً مرحلياً للضربات التي قال إنه وجهها إلى "حزب الله" في الأشهر الماضية وخريطة الأهداف التي هاجمها.

ولفت إلى مهاجمة 4500 هدف منذ بداية الحرب وقتل أكثر من 300 عنصر في "حزب الله". لكن ما اعتبرها جيش الاحتلال "إنجازات"، لا تنال رضا سكان الشمال ولا حتى جهات في الحكومة نفسها.

تصعيد بمبادرة إسرائيلية

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس "العبرية عاموس هرئيل، الأربعاء، إلى أن إسرائيل وسّعت على نحو ملحوظ نطاق هجماتها في لبنان، فيما ضاعف "حزب الله" بدوره عدد الصواريخ التي يطلقها نحو أهداف إسرائيلية، "لكنه لم يقصف بعد مسافات أبعد".

واعتبر هرئيل أنّ التصعيد الأخير "هو في أساسه مبادرة إسرائيلية، تعود لتقرّب الطرفين إلى حرب شاملة، الأمر الذي حاول الطرفان الامتناع عنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

ويعكس ذلك برأي الكاتب "الزيادة الكبيرة في الرهان الإسرائيلي" على أن الضغط العسكري في لبنان قد يقود إلى تراجع قيادة "حزب الله"، مضيفاً أن "كل ذلك (أي التصعيد) يحدث في ظل حالة الجمود في الجبهة الجنوبية"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وذكر الكاتب أن الضغوطات تزداد على الحكومة الإسرائيلية للتخلص من التهديد الذي يشكّله "حزب الله"، خاصة مع بقاء عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين بعيداً عن بيوتهم.

وقال إن تصريحات بن غفير التي تطالب وزير الأمن ببدء حرب شاملة ضد "حزب الله" في لبنان "كُتبت بطريقة وكأن الوزراء ليست لديهم مسؤولية جماعية تجاه سياسة الحكومة، وكأن القرار النهائي هو في يد وزير الأمن وليس في يد رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)".

كما اعتبر هرئيل أن "الإنجازات" التي تحدث عنها جيش الاحتلال، بما يخص الجبهة الشمالية، "ليست كافية من أجل تهدئة الجمهور الإسرائيلي، تماماً كما هو الحال في الجنوب".

ولفت إلى أن إسرائيل تأمل "بتصحيح الفكرة" بشأن قدراتها "ربما من خلال تصعيد لعدة أيام من المعارك بوتيرة متسارعة تتم خلالها مضاعفة الهجمات ونطاق الأهداف التي يتم استهدافها"، لكنه شكك في الوقت ذاته بإمكانية تحقيق تصعيد من هذا النوع أهدافه، وتراجع "حزب الله"، في حين أنه "يزيد احتمالات خروج الأمور عن السيطرة وصولاً إلى حرب شاملة".

المساهمون