ليبيا: الدبيبة يعتزم زيارة بنغازي وحفتر يضع شرطاً

ليبيا: الدبيبة يعتزم زيارة بنغازي وحفتر يضع شرطاً

28 ابريل 2021
أنصار حفتر منعوا وفداً من موظفي الحكومة من دخول بنغازي (حازم تركية/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، عزمه زيارة مدينة بنغازي، في وقت اشترط فيه اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الدبيبة عدم اصطحاب أي عناصر أمنية حكومية من أجل عقد هذا الاجتماع، ما أثار تساؤلات حول إمكانية خضوع الدبيبة لشروط حفتر.
وعقد الدبيبة اجتماعاً لمجلس الوزراء في طرابلس، ليل الثلاثاء، والذي كان مقرراً عقده في مدينة بنغازي، الإثنين الماضي، معلناً خلاله جملة من الخطوات والقرارات المتعلقة بالجانب المعيشي للمواطن.
وقال رئيس الحكومة، في كلمته التي أذاعها المكتب الإعلامي للحكومة، اليوم الأربعاء، "كان من المفترض عقد الاجتماع الثالث لمجلس الوزراء في بنغازي الحبيبة، المدينة التي تسكن قلوب الليبيين جميعاً. جناح الوطن الذي لا يحلق بدونه"، مشيراً إلى أنه سيزور المدينة "قريباً جداً". 

ودون أن يتطرق في حديثه مباشرة إلى منع وفد من موظفي الحكومة من دخول مدينة بنغازي، الأحد الماضي، قال "لن نترك بعض العقبات البسيطة تحول دون خدمة كافة الليبيين والوقوف بشكل مباشر على المشاكل والتحديات التي يمرّ بها أهلنا".
وتابع "هناك من لم يستوعب بعد أننا أمام فرصة تاريخية للعمل على جمع شتات الليبيين، وتأسيس دولة حقيقية تحفظ عزتنا وكرامتنا"، مشدداً على أن ذلك "لن يتحقق إلا بنبذ الخلاف والتسامي فوق الجرح والتصرف بحكمة وفق المصلحة العليا للوطن".

 

تقارير عربية
التحديثات الحية

وختم الدبيبة كلمته بالتأكيد أن حكومته "تمكّنت من توحيد غالبية المؤسسات ولم يبق لنا سوى توحيد المؤسسة العسكرية"، مشيراً إلى أهمية إنجاز توحيد المؤسسة العسكرية "في أسرع وقت وقبل الانتخابات، حتى نصل إلى انتخابات حقيقية وواقعية وفي أفضل أجواء ممكنة". 
وجاءت كلمة الدبيبة متزامنة مع بيان لقيادة قوات حفتر أعلنت فيه استعدادها لاستقبال وزراء الحكومة في بنغازي "أو أي منطقة من المناطق التي تؤمنها"، شرط "عدم نقل عناصر من مدن أخرى تسيطر عليها المليشيات والفوضى الأمنية"، وطالبته بالتواصل مع أجهزتها الأمنية لتأمين اجتماعه. 
وقالت قيادة حفتر، في بيان، إنه لا يربطها "أي رابط بالحكومة الموقتة، سواء سيادياً أو خدمياً، وحتى على مستوى التواصل"، نافياً في الوقت نفسه ما وصفته بـ"الشائعات" عن وجود انفلات أمني في بنغازي. 
واستدركت قيادة حفتر قائلةً إن "الأمن يسود شرق ليبيا"، محذّرة في المقابل ممن وصفتهم بالساعين لزعزعة استقرار بنغازي من "تمرير إرهابيين تكفيريين ومليشياويين مجرمين مطلوبين للعدالة وكذلك تهريب أسلحة وذخائر تحت أي ذريعة كانت". 
والإثنين الماضي، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، محمد حمودة، تأجيل اجتماعها المقرر في بنغازي، إلى "موعد لاحق"، دون أن يبيّن أسباب التأجيل. 
لكن مصادر ليبية متطابقة، كشفت لـ"العربي الجديد"، في تصريحات سابقة، عن منع مدير أمن المطار، سعيد العكوكي، الضابط المقرب من حفتر، وفداً من موظفي الحكومة من الدخول إلى بنغازي بعد وصوله إلى مطار بنينا، عصر الأحد، تزامناً مع احتشاد العشرات من أنصار حفتر داخل المطار، مطالبين بـ"طرد الوفد"، ووصفوا أعضاء الوفد بـ"المليشاويين". 

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة يهدد فيها عدد من أنصار حفتر الدبيبة.
 وفي مقطع مصور اتهم إعلامي بارز مقرب من حفتر الوفد الحكومي الذي وصل إلى مطار بنينا بأنهم عناصر "مليشاوية تسعى للمرور ضمن الوفد إلى داخل بنغازي بهدف زعزعة استقرار المدينة". 

وكانت حكومة الوحدة الوطنية قد حذّرت في بيان سابق من أن تمثل حادثة منعها من انعقاد اجتماعها في بنغازي "فرصة لمن يسعى لانهيار العملية السياسية في ليبيا"، معربةً عن أسفها من "سعي أي طرف لاستمرار حالة الانقسام السياسي، وتفكك الدولة وابتزاز مؤسساتها". 
وفي الشأن ذاته، لا يرجّح الناشط السياسي الليبي، خميس الرابطي، أن تكون زيارة الدبيبة إلى بنغازي قريبة، خصوصاً بعد انعقاد الاجتماع في طرابلس بعدما كان مقرراً أن يُعقد في بنغازي. 
ويرى الرابطي أن "الدبيبة لن يخضع لشرط حفتر، ورسالته واضحة في ذلك عندما ختم كلمته بالتأكيد على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية وأنها المؤسسة الوحيدة التي لم تتوحد"، مشيراً إلى أنها "رسالة موجهة لحفتر مفادها بأنه عامل الشقاق الوحيد في البلاد". 
بل يرى الرابطي أن "حفتر أدرك أن وصول الدبيبة إلى بنغازي سيشكّل خطراً عليه"، موضحاً أن "وجود الحكومة بأموالها وموظفيها وعملها من داخل المدينة يعني اختراقاً لسلطته وسحب البساط من تحته".
لكن من جانب آخر، لا يرى الناشط السياسي الليبي أن "حفتر يمكن أن يستمر في بعثرة الأوراق وتشغيب المشهد في كل مرة مع وجود إرادة دولية مصرّة على تسوية أزمة البلاد، خصوصاً مع تغير مواقف عدد من الدول الداعمة له في السابق".