يبدأ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ، للمشاركة في اللقاء غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة.
كما سيلتقي لوكاشينكو، خلال الزيارة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط مؤشرات عن بحثه دعم الكرملين لمسودة تعديلات الدستور البيلاروسي التي لا تقتضي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتعفي الرئيس الحالي من الحد الأقصى للولايات الرئاسية.
ومن اللافت أن زيارة لوكاشينكو إلى بطرسبورغ تتزامن مع نشر مسودة تعديل الدستور البيلاروسي، أمس الاثنين، والتي شملت مجموعة من التعديلات، منها منع أي رئيس مقبل من شغل منصبه لأكثر من ولايتين، ومنع الأجانب من تمويل الانتخابات في بيلاروسيا، مع الإبقاء على اللغتين البيلاروسية والروسية لغتين للدولة.
وقال المحلل السياسي البيلاروسي فاليري كارباليفيتش، في حديث لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إن المحادثات ستتناول بشكل أساسي قضية الإصلاح الدستوري ونقل السلطة في بيلاروسيا.
وذكّر كارباليفيتش بأن لوكاشينكو وعد بوتين، في سبتمبر/أيلول 2020، بالخروج من منصب الرئيس بطريقة دستورية، في أعقاب الاحتجاجات الرافضة لإعادة انتخابه، حيث حصل على دعم موسكو مقابل هذا الوعد، ولكنه تمكن بعد مرور بعض الوقت من قمع الاحتجاجات الشعبية، فعدل عن قرار الخروج من السلطة، بحسب قوله.
وأضاف كارباليفيتش "على هذه الأرضية، كانت هناك خلافات في الخريف الماضي، إذ قال فلاديمير بوتين إنه يتعين على السلطات البيلاروسية إجراء الحوار مع المعارضة".
وعلى الصعيد الرسمي، كشف المكتب الصحافي للرئاسة البيلاروسية، في بيان، أن قادة بلدان رابطة الدول المستقلة سيناقشون نتائج الرئاسة البيلاروسية للرابطة في عام 2021، كما سيتبادلون الآراء حول حل المشكلات الملحّة المشتركة، لافتا إلى أن "اللقاء المرتقب يعد بارزًا لتزامنه مع حلول ذكرى مرور 30 عاما على تأسيس رابطة الدول المستقلة"، في إشارة إلى انتهاء وجود الاتحاد السوفييتي وتأسيس الرابطة في ديسمبر/كانون الأول 1991.
وفيما يتعلق باللقاء الثنائي مع بوتين، أشار البيان إلى أنه سيعقد، يوم غد الأربعاء، لمناقشة القضايا الملحّة للتعاون الروسي البيلاروسي.
من جهته، رأى بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي الكبير يوم الخميس الماضي، أن "الأهم بالنسبة إلى بيلاروسيا وروسيا الآن هو تحقيق تناغم في قضايا وقوانين الضرائب والجمارك"، قائلا "بشكل عام، توصلنا إلى تفاهم بشأن وتيرة وخطوات المضي إلى ذلك" و"الآن يجب تحقيق الاتفاقات".