لقاءات لبنانية فلسطينية مكثفة لبحث الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة

لقاءات لبنانية فلسطينية مكثفة لبحث الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة

11 سبتمبر 2023
تجدّدت الاشتباكات الخميس وأسفرت عن سقوط 7 قتلى (رتيب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -

يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، منذ صباح اليوم الاثنين، اشتباكات على عدد من المحاور بين "حركة فتح" ومجموعات إسلامية متشدّدة، وسط ترقّب لسلسلة لقاءات سياسية أمنية فلسطينية ولبنانية، ستُعقد خلال النهار، في محاولةٍ لوضع حدٍّ للاقتتال الذي أسفر حتى السّاعة عن مقتل سبعة أشخاص وجرح أكثر من سبعين، ونزوح مئات العائلات.

ومن المقرّر أن يُعقد اليوم اجتماع بين المدير العام للأمن العام بالإنابة في لبنان العميد الياس البيسري والفصائل الفلسطينية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، في حين يرتقب وصول عضو اللجنة المركزية لـ"حركة فتح" والمشرف على السّاحة اللبنانية عزام الأحمد إلى بيروت صباحاً، لعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين لبحث الوضع الأمني داخل المخيم.

وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد شعلان لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتباكات تجدّدت بحدّتها مع الجماعات المتشددة في عددٍ من محاور مخيم عين الحلوة، خصوصاً حي الطيرة، ومحور الرأس الأحمر، تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، في حين أن هناك اشتباكات متقطعة في محاور أخرى، ولا سيما محور التعمير البركسات، وهناك تقدّم لقواتنا في حي حطين".

وأضاف شعلان "إننا باقون في الميدان، وكل ما ينتج عن اللقاءات اليوم هو شأن القيادة السياسية، ونحن نتلقى التعليمات تبعاً لها، بيد أن الاشتباكات مستمرة حالياً".

بدوره، أكد مصدر عسكري في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، أن "التدابير الأمنية لا تزال سارية، والإدارات الرسمية مقفلة، وستبقى إلى حين استقرار الوضع كلياً والتزام جميع الأطراف بوقف تام لإطلاق النار".

إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور رياض أبو العينين في حديث مع "العربي الجديد"، ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات إلى 7 والجرحى إلى 78.

وتجدّدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، ليل الخميس الفائت، بعد اتفاقٍ تمّ التوصّل إليه في وقتٍ سابقٍ لوقف إطلاق النار، إثر جولات اقتتال بدأت في 29 يوليو/ تموز الماضي، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، وذلك في وقتٍ ترفض فيه الجماعات المتطرفة تسليم المطلوبين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه.

ويقول مصدر في "حركة فتح" لـ"العربي الجديد"، إن "لقاءات مهمة ستعقد اليوم بهدف بحث الوضع الأمني في المخيم وتثبيت وقف إطلاق النار، وحركة فتح ملتزمة مع القوى الفلسطينية بالتهدئة، واستقرار المخيم أولوية لديها، بيد أن الجماعات المتطرفة تصرّ على زعزعة الساحة، إذ هناك قرارات تم التوافق عليها من جانب الفصائل الفلسطينية، ينبغي أن تسلك طريقها نحو التنفيذ، على رأسها تسليم المطلوبين باغتيال العرموشي ورفاقه، وإخراج المسلّحين من مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

وأصيب أمس الأحد خمسة عسكريين لبنانيين، أحدهم بحالة حرجة، إثر سقوط ثلاثة قذائف على مركزين عائدين لوحدات الجيش اللبناني المنتشرة في محيط مخيم عين الحلوة، وقد نقلوا إلى المستشفيات المجاورة للمعالجة.

وحذّرت قيادة الجيش في بيانٍ الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر، مؤكدة أن الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة.

ودانت حركة "حماس" في لبنان، في بيان لها، استهداف مركزي الجيش اللبناني، واصفة هذا العمل بـ"المشبوه"، والذي "يهدف إلى المسّ بالجيش وسيادة لبنان، كما يهدف إلى خلط الأوراق وتوجيه الأحداث في المخيم إلى مساحات خطرة لا تُحمد عقباها".

بدوره، قال النائب عن صيدا (جنوب لبنان) عبد الرحمن البزري إن "صيدا ضاقت ذرعاً بتكرار الأحداث الأمنية التي أدت إلى تدمير الاقتصاد الصيداوي، وتعطيل الحياة الاقتصادية والإدارية والتربوية في المدينة، وتعرض حياة المواطنين للخطر، والإساءة إلى المدينة التي تعتبر نفسها الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية"، داعياً في بيان، إلى الوقف الفوري والجدي للاشتباكات، والبحث الحقيقي في إيجاد الحلول لمنع تكرارها.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأول من أمس، السبت، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتشاور معه في التطورات الحاصلة في المخيم، مشدداً على أولوية وقف الأعمال العسكرية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة.

وكانت الأونروا قد علّقت في منتصف أغسطس/ آب الماضي، كلّ خدماتها في مخيم عين الحلوة، احتجاجاً على استمرار وجود المقاتلين المسلّحين في منشآتها.

ويقع مخيم عين الحلوة في جنوب صيدا، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتُقدِم "الأونروا" خدماتها لحوالي 50 ألف فلسطيني يقطنون فيه تبعاً لأرقام صادرة عنها. علماً أنّ أرقاماً غير رسمية تتحدث عن دخول آلاف الفلسطينيين إلى المخيم خلال الأعوام الماضية هرباً من النزاع الدائر في سورية.

المساهمون