بعد تهديدات من جانب قوات النظام السوري باجتياح بلدة الجيزة الحدودية مع الأردن في ريف محافظة درعا الشرقي، دخلت الأخيرة، صباح اليوم، برفقة دوريات روسية وأجرت تفتيشاً لبعض المنازل، تنفيذاً للاتفاق مع الوجهاء وأعيان البلدة.
وقال عامر الحوراني، المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية تابعة للنظام دخلت صباح اليوم الأحد إلى بلدة الجيزة وبدأت عملية تفتيش الأحياء في البلدة، وذلك عقب فرض حصار عليها ومنع الدخول والخروج منها، جراء خلاف على كمية الأسلحة المراد تسليمها من جانب الأهالي في البلدة.
وأضاف الحوراني أن مجموعات عسكرية أخرى انتشرت في بلدة المتاعية، وأجرت عملية التفتيش للأحياء في البلدة، تنفيذاً للبند الثاني من الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الأمنية مع وجهاء المنطقة.
وقال الحوراني إن قوات النظام تطالب الأهالي في الجيزة بتسليم عدد محدد من الأسلحة، فيما يؤكد الأهالي عدم وجود هذه الكميات من السلاح في بلدتهم، مشيرين إلى أن بعض المسلحين في البلدة يتبعون لـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، وهؤلاء يرفضون تسليم أسلحتهم.
وأوضح أن اللجنة الأمنية التابعة للنظام أرسلت تهديدات إلى الأهالي باجتياح بلدة الجيزة في حال لم تتم الاستجابة لمطالب النظام، وتم إعطاء مهلة حتى السادسة من مساء اليوم، في حين يجرى اجتماع في بلدة الكرك الشرقي يضم وجهاء البلدة واللجنة الأمنية التابعة للنظام للبدء بعمليات "تسوية" أوضاع المطلوبين وتسليم السلاح.
من جهة أخرى، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن اللجنة الأمنية في درعا أنشأت، صباح اليوم الأحد، مركز تسوية مؤقتاً في ثانوية "الفروان" في بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي، وبدأت بتنفيذ عملية التسوية للمطلوبين في البلدة. وأوضح التجمع أن التسوية تشمل كلاً من بلدات الغارية الشرقية والغارية الغربية وخربة غزالة والكتيبة.
وذكر الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، أن لجنة النظام الأمنية عقدت اجتماعاً أمس مع وجهاء بلدة الغارية الشرقية، بريف درعا الشرقي، واتفقوا على إنشاء مركز تسويات في البلدة، بضمانة روسية. واتفق الجانبان على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلّفين عن الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، وتسليم قطع سلاح، وإجراء عمليات تفتيش بحضور الشرطة العسكرية الروسية.
وكانت قوات النظام قد بدأت، أمس السبت، بتنفيذ التسوية في بلدتي الكرك والسهوة بريف المحافظة الشرقي، بحق المسلحين والمطلوبين والمنشقين عن قوات النظام من أبناء البلدتين، واستلام الأسلحة الموجودة.
ووفق مصادر النظام، فقد تم تسليم 11 بندقية في بلدة السهوة، و14 بندقية في بلدة الكرك، مع تواصل عملية التسويات وتسليم السلاح في بلدة المسيفرة التي بدأ فيها تنفيذ التسوية الخميس الماضي. وتضيف المصادر أن قوات النظام ستقوم بعد الانتهاء من عمليتي تسوية الأوضاع واستلام السلاح، بتنفيذ باقي بنود التسوية، حيث ستنتشر تلك القوات في البلدات بهدف القيام بعمليات تمشيط والتفتيش على السلاح إيذاناً بعودة العمل في المؤسسات الخدمية.
ومع الاتفاقيات الأخيرة في بلدات الغارية الشرقية والجيزة وصيدا ونصيب، ومدينتي الصنمين وإنخل، وصل عدد اتفاقيات التسوية في محافظة درعا، منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى 16 اتفاقية، شملت أيضاً أحياء درعا البلد، ومدن وبلدات اليادودة، والمزيريب، وطفس، وتل شهاب، وداعل، وإبطع، ونوى، وجاسم، وقرى حوض اليرموك.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن "إرهابيين" فجّروا، صباح اليوم الأحد، عبوة ناسفة بسيارة مركونة أمام منزل صاحبها في قرية القصيبة بريف القنيطرة الجنوبي، ما أدى إلى تدميرها دون وقوع إصابات بشرية.
وأوضحت الوكالة أنه تم زرع العبوة في سيارة عضو لجنة المصالحة في القنيطرة عبد الله الشريدة أمام منزله في قرية القصيبة، ما أدى إلى تدميرها ووقوع أضرار مادية في المكان، دون أن تقع إصابات، لافتة إلى أن هذه هي المحاولة الرابعة لاغتيال الشريدة "في إطار محاولاتهم لإعاقة جهود الحلول السلمية التي تطرحها الدولة ليعم السلم والأمان ربوع المحافظة"، بحسب الوكالة.
وشهدت القنيطرة، بعد سيطرة النظام في 2018، سلسلة تفجيرات وعمليات قتل واغتيال، طاولت شخصيات عسكرية من النظام ومقاتلين سابقين من "الجيش الحر" ومدنيين، لم تتبنها أي جهة.