أفادت مصادر أمنية ومحلية في إقليم كردستان العراق بأن قصفا صاروخيا وهجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت مقار أحزاب إيرانية معارضة في الإقليم، في وقتٍ متأخّر ليل الأحد.
تأتي هذه الضربات الجديدة بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة.
ونقلت وكالات أنباء كردية محلية عن مصادر قولها، إن "قصفاً واسعاً استهدف مقر حزب إيراني كردي معارض في قضاء كويسنجق بأربيل، في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل، تبعه قصف استهدف مخيم جيزلكان للاجئين الأكراد الإيرانيين قرب بلدة (بحركة) في أربيل".
وأضافت أن "مقار أحزاب كردية معارضة في بلدة زركويز، بمحافظة السليمانية، تعرضت لقصف لم يعرف بعد حجم الخسائر والأضرار الناجمة عنه"، مشيرة إلى أن "الهجمات نفذت بصواريخ وطائرات مسيّرة، وأن حالة من الرعب تسود في المناطق التي وقعت بها".
قصف ايراني جديد يستهدف مدينة كويسنجق بمحافظة اربيل في اقليم كردستان العراق بعد تهديدات اسماعيل قااني pic.twitter.com/yf4R4p7w38
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) November 20, 2022
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن وزير الصحة في إقليم كردستان سامان البرزنجي، تأكيده وجود قتيل وعدة جرحى كحصيلة أولية للهجمات الجديدة.
ودوت صافرات الإنذار داخل القنصلية الأميركية في أربيل بالتزامن مع الهجمات.
وأكدت إدارة مطار أربيل الدولي أن الرحلات الجوية عبر المطار تسير بشكل طبيعي، وقال مدير المطار أحمد هوشيار في تصريح صحافي، إن "الرحلات الجوية في المطار طبيعية ولم تتوقف".
ولم تصدر بعد حكومة إقليم كردستان العراق حتى الآن أي موقف رسمي إزاء القصف، الذي تكرر أخيرا مرات عدة، وأوقع قتلى وجرحى.
وقصفت طائرات مسيّرة وصواريخ إيرانية في الـ 14 من الشهر الجاري، مقرات أحزاب إيرانية معارضة في بلدة كويسنجق التابعة لمحافظة أربيل وبلدة أخرى في السليمانية، ما أسفر عن سقوط قتيلين و8 جرحى، وقد تبنى الحرس الثوري الإيراني عمليات القصف، والتي تأتي بعد نحو شهر من قصف إيراني واسع طاول تجمعات ومقرات لقوى سياسية كردية إيرانية معارضة شمالي العراق، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
وكانت الخارجية العراقية قد أدانت القصف الإيراني، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى بخصوص تلك الاعتداءات، إلا أن حكومة إقليم كردستان لا تثق بخطوات الحكومة العراقية تجاه الهجمات الإيرانية، فيما دعا رئيس إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، إيران إلى وقف هجماتها الصاروخية التي تستهدف أراضي الإقليم، معتبرا ذلك خرقا لسيادة العراق يجب ألا يتكرر.
يُذكر أنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفت إيران مناطق متفرقة في إقليم كردستان، شمالي العراق، راح ضحيته نحو 18 قتيلاً، بينهم طفل وامرأة، إلى جانب 58 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين. وطاول القصف أربع مناطق في الإقليم، أبرزها بلدتا سيدكان وكويسنجق، شمال أربيل وشرقي السليمانية.
وشنّ "الحرس الثوري" الإيراني، في مارس/آذار الماضي، هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل، معلناً تبنيه استهداف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة". كما قصفت المدفعية الإيرانية في مايو/أيار مناطق جومان وسيدكان، شمالي أربيل، أعقبها قصف مبنى ومزرعة بقرية بربزين (145 كيلومتراً شمالي أربيل)، بطائرتين إيرانيتين مسيّرتين، دون أن يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
وتقصف طهران بعض المناطق في شمال العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، فيما يعتقد الحرس الثوري الإيراني أن الأحزاب المعارضة تدفع الناشطين الإيرانيين إلى استمرار التحشيد ضد الحكم الديني في إيران، وذلك وفقاً لتفسيرات مراقبين.
يتزامن التصعيد الإيراني الأخير مع تصعيد تركي على مواقع يتمركز فيها معارضون أكراد، في المنطقة الجبلية من إقليم كردستان العراق.
كما نفّذت المقاتلات التركية عشرات الغارات على شمالي العراق وسورية، الأحد، ضمن ما تسميها تركيا "حملة لمكافحة الإرهاب والقضاء على المتشددين" الذين اتهموا بتدبير هجوم بالقنابل المميتة الأسبوع الماضي في إسطنبول.