قائد القوات الأوكرانية ينشد التفوق الجوي: خسائر على جبهة الهجوم المضاد وتمرد فاغنر لم يضعف الروس

30 يونيو 2023
القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني (Getty)
+ الخط -

كشف القائد العام للقوات الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني أنّ غياب التفوق الجوي جعل من المركبات القتالية والدبابات الغربية هدفاً سهلاً للروس، خلال الهجوم الأوكراني المضاد.

الجنرال الأوكراني تحدث بإسهاب في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الجمعة، عن ضرورة خلق تفوق جوي بتسريع تزويد جيش بلاده بالمقاتلات الحديثة سيما المقاتلة الأميركية "أف 16"، و"إلا ستبقى خطط الهجوم المضاد دون جدوى"، كما يحذر.

وأعرب زالوجني عن إحباطه من بدء أوكرانيا الهجوم المضاد بدون طائرات مقاتلة حديثة، خاصة طائرة "أف 16" التي من غير المرجح وصولها قبل الخريف في أفضل السيناريوهات.

وأشار إلى أنّ القذائف التي تطلقها روسيا أكثر بعشرة أضعاف من تلك التي تطلقها أوكرانيا، بسبب الموارد المحدودة. وقال: "بدون الإمدادات الكاملة فإنّ هذه الخطط (خطط الهجوم المضاد) لن تكون مجدية على الإطلاق".

وتحثّ أوكرانيا باستمرار الدول الغربية على مدّها بالذخيرة. وشكّلت الإمدادات الغربية نقطة تحوّل في موازين الحرب بين الجيشين الروسي والأوكراني.

هذا التحوّل دفع أوكرانيا إلى شنّ هجوم مضاد واسع على القوات الروسية في الشرق لاستعادة الأراضي التي احتلتها موسكو منذ بدء الحرب. لكن الهجوم لم يكن كما توقع الغرب فيما يبدو، ورشحت تعليقات غربية عن بطئه.

في هذا السياق، أعرب زالوجني عن انزعاجه من حديث الغرب عن بطء الهجوم. وقال: "الهجوم يُنفذ، ربما ليس بالسرعة التي يرغب بها المراقبون، لكن هذه هي مشكلتهم".

هاجس التفوق الجوي والذخيرة

وقال زالوجني إنّ موعد وصول مقاتلات "أف 16" إلى بلاده من بين الأسئلة التي تشغله، بينما تشكّل موارد الذخيرة في أوكرانيا تحدياً مختلفاً.

وسبق أن حذر الأمين العام لحلف شمل الأطلسي "الناتوينس ستولتنبرغ من أنّ "المعدل الحالي لنفقات الذخيرة في أوكرانيا أعلى بعدة مرات من معدل إنتاجنا الحالي". وهذا يعني أنّ القذائف التي قال زالوجني إنه يحتاجها يمكن أن تصبح أكثر ندرة مع استمرار الحرب، بحسب "واشنطن بوست".

وتلقت أوكرانيا قبل هجومها المضاد دفعة نوعية من الدعم العسكري، تمثلت بدبابات قتالية غربية ومركبات مشاة متطورة. وظهرت تلك الدبابات والمركبات القتالية لأول مرة في ساحة المعركة عندما بدأ الهجوم المضاد في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً لـ"واشنطن بوست".

لكن زالوجني اعترف بأنّ العديد منها قد دمّر بالفعل، موضحاً "لم نجعل الفهود (مركبات قتالية ألمانية) تركب في المسيرات أو نجعل السياسيين أو المشاهير يلتقطون الصور معها. جاؤوا إلى هنا للحرب. والفهد في ساحة المعركة ليس فهداً ولكنه هدف".

وأشار زالوجني إلى أنّ التفوق الجوي الروسي على جبهة القتال سهّل ضرب الأهداف الأوكرانية على الأرض.

وقال في هذا الصدد، إنّ عقيدة قوات الناتو الخاصة -والتي تماثل عقيدة روسيا- تدعو إلى التفوق الجوي قبل شنّ عمليات برية عميقة المدى.

وأضاف في سياق استنكاره لافتقار أوكرانيا للدعم الغربي بالمقاتلات: "أوكرانيا، في طريقها إلى العمليات الهجومية يجب أن تتبع أي عقيدة؟.. الناتو؟ الاتحاد الروسي؟ أم أنّ هذا ليس من شأنك؟ لديك عقيدتك الخاصة. لديك دبابات، لديك بعض المدافع، لديك بعض عربات القتال. يمكنك فعلها.. ما هذا؟".

وقال الجنرال الذي يتابع شاشة أمامه تُظهر كل شيء في الجو في أي لحظة، سواء الطيران من دول الناتو على الحدود الغربية لأوكرانيا، أو طائراته الخاصة في السماء فوق أوكرانيا، أو الطائرات الروسية على الحواف الشرقية، "دعنا نقول فقط إنّ عدد الطائرات التي تعمل بالقرب من حدودنا الغربية هو ضعف عدد الطائرات الروسية التي تدمّر مواقعنا. لماذا لا يمكننا أخذ ثلثه على الأقل من هناك ونقله إلى هنا؟".

وأشار إلى أنه لا يمكن للطائرات الأوكرانية القديمة، منافسة طائرات "سو 35" الروسية الحديثة.

وحول عدد الطائرات التي يحتاجها، قال زالوجني "لا أحد يقول إنه غداً يجب أن نعيد التسلح ونحصل على 120 طائرة. لماذا؟ لست بحاجة إلى 120 طائرة. لن أهدد العالم كله. سيكون عدد محدود جداً كافياً. لكن هناك حاجة إليها"، مضيفاً أنّ "العدو يستخدم جيلاً مختلفاً من الطيران. يبدو الأمر كما لو أننا سنواصل الهجوم بالأقواس والسهام الآن".

ولفت الجنرال الأوكراني إلى أنه على تواصل مستمر مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، على مدار الأسبوع، وتجرى مكالمات بينهما لساعات، وقد أبلغه باحتياجات أوكرانيا.

لا أثر لتمرّد فاغنر

واستبعد زالوجني أن يكون الهجوم المضاد الأوكراني قد حصل على دفعة، في نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية تمرد فاغنر.

وقال إنّ قوات مجموعة فاغنر الروسية بقيادة يفغيني بريغوجين قد خرجت بالفعل من خط الجبهة، بعد أن استولت على مدينة باخموت قبل شهر، "لذلك لم يكن هناك تغيير ملحوظ في ساحة المعركة مع وقوع التمرد".

وأضاف: "لم نشعر أنّ دفاعهم أصبح أضعف في مكان ما أو في أي شيء".

وحول انتقال مقاتلي فاغنر إلى بيلاروسيا، قال زالوجني: "لدي الكثير من المخاوف، وفاغنر من بينها.. مهمتنا هي الاستعداد لأسوأ وأكبر السيناريوهات الممكنة. وسنحاول تقليل العواقب المحتملة لما يمكن أن يحدث".

وشدد على أنّ احتمال التعرض لهجوم نووي روسي لا يمنع بلاده من مواصلة هجومها المضاد.

وختم بالقول: "نحن نقوم بعملنا. كل هذه الإشارات تأتي من الخارج لسبب ما: خافوا من ضربة نووية. حسناً، هل يجب أن نستسلم؟".

المساهمون