فرنسا تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" لروسيا حول حرب أوكرانيا

فرنسا تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" إلى روسيا بشأن حرب أوكرانيا

01 ابريل 2024
خلال لقاء وزيري خارجية الصين وفرنسا في بكين (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال زيارته لبكين، شدد وزير خارجية فرنسا، ستيفان سيجورنيه، على ضرورة أن توجه الصين رسائل واضحة لروسيا بخصوص الحرب ضد أوكرانيا، مؤكدًا على أهمية التفاوض لتحقيق سلام مستدام وفق القانون الدولي، في ظل سعي فرنسا والصين لتعزيز علاقاتهما الثنائية.
- تأتي الزيارة في إطار الذكرى الـ60 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مع افتتاح معرض لقطع فنية من قصر فرساي في بكين، وتسليط الضوء على ضرورة "إعادة توازن اقتصادية" لجعل التجارة بين الطرفين صحية ومستدامة.
- على الصعيد الميداني في أوكرانيا، أسقط الجيش الأوكراني طائرتين مسيرتين روسيتين وتضررت معدات في محطة كهرباء فرعية، بينما قُتل مسؤول عيّنته روسيا في لوغانسك في انفجار سيارة مفخخة، في حادثة تحقق فيها السلطات الموالية لروسيا كـ"عمل إرهابي".

أكدت فرنسا أنها تريد من الصين توجيه "رسائل واضحة" إلى روسيا بشأن الحرب التي تخوضها منذ عامين ضد أوكرانيا، وذلك خلال زيارة وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى بكين الاثنين.

وسعت فرنسا والصين إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية خلال الأعوام الماضية. ورحب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال زيارته إلى باريس في فبراير/شباط، بـ"الموقف المستقل" للرئيس إيمانويل ماكرون في السياسة الخارجية.

إلا أن باريس تسعى في الوقت ذاته إلى الضغط على بكين في ملف العلاقة المتقاربة مع موسكو، والتي تعززت منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتؤكد الصين أنها تتخذ موقفا محايدا في هذا النزاع، لكنها لم تسلم من انتقادات الدول الغربية الحليفة لكييف، على خلفية عدم إدانتها الصريحة للغزو الروسي.

في المقابل، تتخذ فرنسا في الآونة الأخيرة مواقف أكثر تصلبا في دعمها لأوكرانيا، بلغت ذروتها مع رفض ماكرون في فبراير/شباط الماضي استبعاد فكرة إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.

وقال سيجورنيه، خلال زيارته لبكين، الاثنين، إن بلاده تريد "أن تبعث الصين برسائل واضحة إلى روسيا" بشأن الحرب.

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره وانغ يي: "نحن على اقتناع بأن السلام المستدام لن يتحقق ما لم يتم التفاوض بشأنه مع الأوكرانيين"، متابعا: "لن يكون ثمة أمن للأوروبيين ما لم يتحقق سلام وفق القانون الدولي".

وأكد سيجورنيه أن "هذا أمر أساسي بالنسبة إلينا، ولذلك فرنسا مصمّمة على الإبقاء على حوار وثيق مع الصين"، معتبرا أنه في إمكان الأخيرة أن تؤدي "دورا محوريا" في ضمان احترام القانون الدولي.

وزيارة سيجورنيه إلى بكين هي الثانية لوزير خارجية فرنسي خلال ستة أشهر، بعدما حلّت كاترين كولونا في العاصمة الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني.

كما زار ماكرون الصين في إبريل/نيسان 2023، حيث أقيم له استقبال حاشد في إحدى جامعات جنوب البلاد، لكنه واجه أيضا انتقادات غربية بالتقرّب من الصين بعد دعوته أوروبا إلى ألا تكون "تابعة" للولايات المتحدة في حال اندلاع نزاع بين الصين وتايوان.

وتأتي زيارة سيجورنيه في إطار إحياء الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. ومن المقرر أن يشارك في وقت لاحق، الاثنين، في افتتاح معرض لنحو 60 قطعة فنية ومقتنيات قيّمة من قصر فرساي، ستعرض أمام الجمهور حتى يونيو/حزيران.

"خفض مخاطر" اقتصادي

وتأتي مساعي باريس لتعزيز العلاقات مع بكين في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى التقليل من اعتماده البالغ على الصين في المجال الاقتصادي.

وباتت بروكسل تتحدث بشكل أكبر في الأشهر المنصرمة عن أن سياستها الاقتصادية تجاه الصين باتت تقوم بشكل أساسي على "خفض المخاطر"، خصوصا بعد جائحة كوفيد والغزو الروسي لأوكرانيا.

وتعد هذه المقاربة أقل تشددا من "الفصل" الذي يدفع باتجاهه بعض صانعي السياسات في الولايات المتحدة الراغبين في عزل الصين أو قطع الروابط الاقتصادية معها، إلا أن الاتحاد الأوروبي يرى الصين "شريكا"، لكن أيضا منافسا اقتصاديا، وفق تقرير أصدرته غرفة التجارة الأوروبية في الصين الشهر الماضي.

وعكس سيجورنيه المقاربة الأوروبية هذه بتأكيده، الاثنين، أن الانفصال الاقتصادي عن الصين ليس مطروحا، لكنه شدد على ضرورة إجراء "إعادة توازن اقتصادية" لضمان أن تكون التجارة بين الطرفين "صحية ومستدامة". وأعرب وانغ يي عن "تقدير" الصين لرفض سيجورنيه فكرة الفصل الاقتصادي.

وقال: "الفصل عن الصين غير ممكن، والفصل عن الصين هو الخطر الأكبر"، مضيفا: "أعتقد أنه ثبت، وسيبقى يُثبت، أن الصين هي فرصة وليست مخاطرة بالنسبة إلى أوروبا"، وأكد أن "الطرفين شريكان وليسا خصمين".

إسقاط طائرتين مسيرتين من إجمالي 3 أطلقتها روسيا

ميدانيا، قال الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، إن سلاح الجو أسقط طائرتين مسيرتين من إجمالي ثلاث مسيرات من طراز شاهد أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

ولم تذكر هيئة الأركان العامة المزيد من التفاصيل حول الهجوم في تقرير لها نُشر على "فيسبوك". كما لم يتضح ما إذا كانت الطائرة المسيرة التي لم يتم اعتراضها قد أصابت هدفها.

وبشكل منفصل، قالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن المعدات في محطة كهرباء فرعية في منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد تضررت بعد هجوم بطائرات مسيرة، ولم توضح طراز الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم.

مقتل مسؤول عيّنته روسيا شرق أوكرانيا

في غضون ذلك، قُتل مسؤول عيّنته موسكو في منطقة لوغانسك (شرق أوكرانيا) هو فاليري تشايكا الاثنين في انفجار "سيارة مفخخة" في ستاروبيلسك، على ما أعلنت السلطات الموالية لروسيا. وقالت لجنة التحقيق المحلية إن المسؤول قتل "بتفجير جهاز غير محدد" كان موضوعاً في السيارة. وفتح تحقيق في "عمل إرهابي"، بحسب المصدر نفسه.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون