دانت فرنسا، اليوم الاثنين، تصعيد المستوطنين الإسرائيليين بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، مؤكدة أن الاستيطان غير قانوني، بموجب أحكام القانون الدولي، فيما صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مخطط لبناء أكثر من خمسة آلاف وحدة استيطانية جديدة.
وقالت آن كلير لوجندر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في بيان نقلته "فرانس برس": "هذا العنف غير مقبول ويجب أن يتوقف"، مضيفة أن "الاستيطان يغذي التوتر على الأرض، ويشكل عقبة رئيسية أمام السلام".
ويأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه هجمات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، تخللها إطلاق النار وإحراق المنازل والممتلكات، خاصة في قرى وبلدات ترمسعيا وأم صفا ودير دبوان وعوريف.
الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء أكثر من 5 آلاف وحدة استيطانية
إلى ذلك، صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على مخطط لبناء 5623 وحدة استيطانية في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، رغم الانتقادات والتحذيرات الدولية المعارضة للاستيطان.
وبحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن لجنة التخطيط التابعة لوزارة الأمن التي تشرف على بناء المستوطنات وافقت على مخطط لبناء آلاف الوحدات، مشيرة إلى أن هذه الوحدات في مراحل مختلفة من التخطيط.
وتشمل المصادقة على إيداع مخططات لبناء 4291 وحدة استيطانية جديدة، في مرحلة متقدمة من مراحل التخطيط والبناء، إضافة إلى تقديم مخططات لبناء 1332 للمصادقة عليها بعد عقد جلسة للاستماع إلى الاعتراضات، قبل المصادقة النهائية عليها وإعداد المناقصات.
وجاءت مصادقة حكومة الاحتلال على الوحدات الاستيطانية بأكبر بنحو ألف وحدة عمّا كان قد أعلن عنه الأسبوع الماضي.
ويوم الخميس الماضي، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" معطيات تشير إلى ارتفاع كبير في وتيرة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، محطّمة "رقماً قياسياً" بإصدارها 13 ألف رخصة بناء في غضون نصف عام فقط.
وتمضي سلطات الاحتلال في خططها لتعزيز الاستيطان على الرغم من انتقادات ودعوات واشنطن لوقفه، باعتباره "سلوكاً أحادياً يدمر حل الدولتين" الذي ترى فيه الأمم المتحدة خياراً وحيداً لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
والجمعة، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مستوطنين أقاموا خلال 24 ساعة فقط حوالي 7 بؤر استيطانية غير شرعية على الأقل في الضفة بعلم القيادة السياسية وحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في إفادة صحافية الجمعة: "كنا دائماً واضحين أننا لا ندعم توسع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وهذا الموقف لم يتغير"، فيما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، السبت، أن التوسّع الاستيطاني يزيد من تأجيج التوترات.
ويوم أمس الأحد، علقت الإدارة الأميركية كل أشكال التعاون والدعم المالي للمشاريع العلمية والتكنولوجية في المستوطنات بالضفة الغربية.
وفي 19 يونيو/ حزيران، أبلغت واشنطن تل أبيب بأنه سيجري تأجيل "منتدى النقب" الذي كان من المتوقع عقده في بداية شهر يوليو/ تموز المقبل في المغرب، على خلفية الإعلان مؤخراً عن خطط لبناء حوالي 4500 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية.
وكانت الولايات المتحدة و4 دول أوروبية قد حذرت، في فبراير/ شباط الماضي، من أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية "يفاقم التوترات ويقوّض الجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين".