غزّة بين الترقب والاستعداد لمواجهة محتملة مع الاحتلال

17 يونيو 2014
قادة فصائل المقاومة متوارون عن الأنظار (أشرف عمرة/الأناضول/getty)
+ الخط -

لا يستبعد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى موسى، أن تشنّ إسرائيل عدواناً واسعاً على قطاع غزّة، غير أنّه يتوقع ألا يكون ذلك قبل أن تتيقن تل أبيب من عملية أسر مستوطنيها الثلاثة وتفشل في الوصول إليهم.

وأكد موسى، لـ"العربي الجديد"، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتصرف "كالثور الجريح" في حلبة المصارعة، لافتاً إلى أن نتنياهو "بات مصاباً بالهستيريا والهذيان، ويضرب يميناً ويساراً بعشوائية في ظل تهديد عملية أسر المستوطنين، مستقبله السياسي كاملاً".

وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين على مواقع للمقاومة وأراضٍ فارغة في مناطق مختلفة من القطاع، بزعم إطلاق مقاومين صواريخ على البلدات المحتلة المحاذية للقطاع. وفي ظل هذا التصعيد، تزايدت التهديدات على القطاع و"حماس"، التي تتهمها تل أبيب وواشنطن بالمسؤولية عن اختفاء المستوطنين الثلاثة.

وفي الشارع الغزّي، يترقب أهالي القطاع تطورات الأحداث بحذر، إذ أن مؤشرات حالية عدة توحي أن شيئاً ما يجري تحضيره في الأفق للقطاع.

وعلم "العربي الجديد"، أن تعليمات صدرت من القيادات الأمنية في قطاع غزّة للمقاومين بتوخي الحذر، وأن قيادات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تواروا عن الأنظار منذ الجمعة الماضي ويصعب الوصول إليهم عبر هواتفهم.

وقال القيادي في "حماس": إن الأوضاع الحالية في القطاع بين التهديد والقصف على مناطق فارغة وغير مأهولة سيستمر إلى حين تيقن الاحتلال من عملية الأسر والفشل في الوصول إلى الأسرى، متوقعاً عقب ذلك دخول المقاومة وإسرائيل في حالة مواجهة مفتوحة.

وأشار موسى إلى أن أي "حماقة" جديدة في غزة، ستقابلها المقاومة التي تمتلك إمكانيات محدودة، بصمود أسطوري ودفاع مستميت عن الشعب الفلسطيني، مؤكداً بأن "المقاومة ستُبدع في إيلام العدو الصهيوني" رغم كل ظروفها وقدراتها المحدودة.

بدوره، قال قيادي عسكري في حركة "الجهاد الإسلامي"، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد": إن مقاومي الحركة في حالة استنفار، لأن التوقع القائم هو أن تنفذ إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في القطاع، غير أنه أكد بأن "لدى المقاومة في غزة ما سيفاجئ العدو في حال خوض عدوان جديد".

وبينّ أن المقاومة بتشكيلاتها كافة في القطاع على أهبة الاستعداد لصدّ هذا العدوان الإسرائيلي المتوقع، لافتاً إلى وجود تنسيق فيما بينها في هذا الإطار. وقال: إن إسرائيل قد تستغل عجزها عن الوصول إلى مستوطنيها بشنّ حرب على القطاع لرفع الروح المعنوية للمجتمع "الصهيوني".

وفي السياق، رأى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن عملية أسر المستوطنين في الخليل، إن صحت، قد تؤدي إلى عدوان إسرائيلي كبير ضد القطاع، غير أنه لفت إلى أن هذا العدوان لن يتم إلا في حال تأكد الاحتلال أن مستوطنيه الثلاثة فارقوا الحياة.

وقال المدهون لـ"العربي الجديد": إن عملية الأسر في الخليل تربك الاحتلال وحساباته أكثر، وتعجل من المواجهة مع المقاومة في القطاع، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تحظى بحساسية لافتة، ما يعني أن على قادة الفصائل والمقاومة أن يكونوا أكثر حذراً في تحركاتهم.

وبينّ أن الشعب الفلسطيني سيواجه الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة، وهو موحد بفضل المصالحة التي جرت، وإن كانت لم تكتمل، متوقعاً أن تستغل إسرائيل عاملي الوقت والمفاجأة في أي تطورات ضدّ القطاع، خصوصاً في ظل تهديدات أركان الحرب في إسرائيل.

المساهمون