غزة تستبعد تمكُّن وفد المنظمة من حل مشاكلها

02 فبراير 2015
"حماس" محبطة من ملف المصالحة (محمد عبد/فرانس برس)
+ الخط -
تأتي زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى غزة، التي أعلن عن بدء الترتيب لها، في وقت تحتدم فيه الخلافات السياسية بين حركتي "حماس" و"فتح"، فترفض الأخيرة تنفيذ بنود المصالحة إلا بشروط، من أهمها رفضها مشاركة موظفي حكومة غزة السابقة لحكومة التوافق في إدارة شؤون القطاع، وهو ما تعتبره "حماس" مخالفاً للاتفاق الذي وقع في إبريل/نيسان الماضي، والذي تأمل الفلسطينيون في غزة أن يكون مفتاحاً لحل أزماتهم المتراكمة.

ورأى سياسيون فلسطينيون، تحدثت إليهم "العربي الجديد"، أنّ "زيارة وفد المنظمة للقطاع متأخرة، ولن تحقق أي تقدم على أرض الواقع في ملف المصالحة، بسبب عدم وجود نوايا حقيقية لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحل مشاكل قطاع غزة".

وكانت منظمة التحرير، قررت في اجتماع لها، البدء بالاتصال مع حركة "حماس"، لترتيب زيارة وفد من الفصائل لغزة، لبحث تطبيق اتفاق المصالحة، الذي تم توقيعه في غزة في 23 إبريل/نيسان الماضي، وبموجبه تشكلت حكومة الوفاق.

وقال القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركته لم تتلق أي اتصال من فصائل منظمة التحرير أو غيرها حول موضوع زيارة وفد المنظمة للقطاع".

ونفى رضوان، أنّ "تكون حركته قد طلبت تأجيل زيارة وفد المنظمة إلى وقت لاحق"، وذلك رداً على أنباء صدرت اليوم تشير إلى طلب الحركة تأجيل الزيارة لانشغالها بالأزمة الجديدة مع مصر. وقال رضوان: "كيف نطلب تأجيل الزيارة، وأحداً لم يبلغنا بنيته زيارة القطاع، وترتيب موعد للزيارة".

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا يوجد أي أهداف جوهرية لزيارة فد المنظمة لأن هناك افتقاداً للنوايا الحقيقية لدى عباس، للتعامل مع غزة بشكل أكثر إيجابية.. إنه غير جدي في حل الإشكاليات الرئيسية التي يعاني منها القطاع والتي من أبرزها رفع الحصار وإنهاء تعقيدات ملف الموظفين وإعادة الإعمار".

وأضاف المدهون، أنّ "عباس حتى اللحظة لا يريد أي شريك له في إدارة غزة، وهو يريد أن يكون محتكراً لجميع القرارات والسلطات، وهذا الأمر أصبح معقداً بشكل كبير في غزة، في ظل وجود موظفي الحكومة السابقة التي شكلتها حماس".

ورأى المدهون أيضاً، أن "عباس لديه إشكالية مع فصائل المقاومة بسبب مشروعه القائم على التفاوض مع إسرائيل وتسليم سلاح المقاومة، لذلك هو لن يحقق أي تقدم حقيقي في ملف المصالحة إلا إذا ضمن احتكار السلطة وخلو غزة من سلاح المقاومة".

وتابع المدهون، أن "الوفود التي تأتي إلى غزة هي شكلية ولا تحمل أهدافا حقيقية لتغير الواقع الصعب الذي يعيشه القطاع".

وتوقع أن تتعامل حركة "حماس" مع الوفد بشكل "أقل جدية"، وذلك بسبب تجاربها مع الوفود السابقة التي جاءت إلى القطاع، وقدمت وعوداً ولم يتحقق شيء على أرض الواقع، مشيراً إلى وجود إحباط لدى "حماس" من ملف المصالحة، لإدراكها أن عباس غير جدي في تطبيقه.

في المقابل، رأى الكاتب السياسي، حازم قاسم، في تصريح إلى "العربي الجديد"، أنّ "زيارة وفد المنظمة هي محاولة من عباس للتحرك في ساحة المصالحة بعد تجمد إمكانية استئناف المفاوضات في ظل اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، بالإضافة لانسداد ساحة الحراك الدولي بفعل فشل حصوله على قرار من مجلس الأمن يحدد سقفا زمنيا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".

وأعرب قاسم، عن اعتقاده أن عباس قلق من إمكانية إقامة حركة "حماس" علاقة جديدة مع إيران و"حزب الله" اللبناني، وغريمه السياسي القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، لتحاول الخروج من عنق الزجاجة.

وأوضح أنّ "عباس يهدف بشكل رئيسي من زيارة الوفد إلى إقناع العالم والدول المانحة بأنه يسيطر على غزة، لتدفع أموال الإعمار إلى خزينة السلطة التي تعاني من عجز كبير بعد تجميد السلطات الإسرائيلية لتحويل عائدات الضرائب".