غزة ترفض إحياء المفاوضات مع إسرائيل

غزة ترفض إحياء المفاوضات مع إسرائيل

14 ابريل 2014
الوضع الفلسطيني المضطرب يُحتّم استراتيجة وطنية شاملة (Getty)
+ الخط -

 

تُجري الأطراف المعنية بمفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل محاولات حثيثة لإعادة إحيائها وإنعاشها، بعد توقف أعقب رفض الاحتلال الإفراج عن أسرى الداخل المحتل، وانضمام السلطة إلى 15 منظمة وهيئة دولية.

ورغم هذا التوقف الرسمي، إلا أن طاقمي المفاوضات في السلطة والحكومة الإسرائيلية، التقوا أربع مرات في الأيام الماضية، في محاولة لإحداث خرق ما، لكن يبدو أن ذلك لم يتحقق، على الأقل حتى الآن، وفق التصريحات الرسمية الفلسطينية والإسرائيلية.

ويقول مسؤولون معارضون للمفاوضات إن "التفاوض مع إسرائيل ليس ذا جدوى على الصعيد الفلسطيني"، وإن "الوضع الفلسطيني المضطرب، في حاجة ماسّة، إلى بناء استراتيجية وطنية شاملة، لمواجهة الأزمات التي تواجه الفلسطينيين".

وأشار القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى موسى، الى أن "المفاوضات لم تنجز شيئاً للفلسطينيين، وأنها فقط شرّعت بقاء الاحتلال وتمدّده، في ظل قيام السلطة الفلسطينية بكل جهود الحفاظ عليه، عبر التنسيق الأمني".

وأضاف موسى لـ"العربي الجديد"  أن "الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من المفاوضات، ومحاولة إحياء المفاوضات لن تفيد القضية الفلسطينية، والمطلوب من السلطة الآن، فكّ رهانها الوحيد على التفاوض، وقبولها بالخيار الشعبي الرافض له".

واعتبر موسى أن "ما جرى من وقف (شكلي) للمفاوضات، خطوات تعرف إسرائيل جيداً أنها ليست مقصودة منها، بل هي وسيلة للضغط على الراعي الأميركي لتحقيق بعض الانجازات، في ظل تشكّل حالة كبيرة من الرفض العارم من الشعب والفصائل للمفاوضات".

ولفت إلى أنه "لا يُمكن الخروج من حالة التفاوض، أو مواجهتها، إلا بحالة استنهاض وطني خارج النمط، وذلك عبر بناء استراتيجية وطنية فلسطينية شاملة، تواجه التحديات وتوحّد الفصائل، حول ثوابت الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية".

من ناحيته، أكد عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ذو الفقار سويرجو، أن "ما يجري الآن، عملية استضعاف وإملاء للطرف الفلسطيني، ومحاولة تمرير الرواية (الصهيونية) كاملة، بضغط أميركي وإسرائيلي".

وأوضح سويرجو لـ"العربي الجديد" أنه "على الجانب الفلسطيني أيضاً يجري التفرد بخيار المفاوضات، من قبل الرئيس محمود عباس، الذي يضرب بعرض الحائط، حالة الإجماع الوطني على رفضها"، مؤكداً أن "المفاوضات لن تفيد الفلسطينيين بشيء".

ودعا، إلى "إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، وإنهاء اتفاق أوسلو الذي قادنا إلى 23 عاماً من المفاوضات حول الوهم".

بدوره، أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، أن "مساعي إحياء المفاوضات، والمدعومة باتفاق وزراء الخارجية العرب قبل أيام في القاهرة، خطيئة سياسية بحق الفلسطينيين"، داعياً إلى وقف التفاوض فوراً وبشكل نهائي.

وقال المدلّل لـ"العربي الجديد" إن "العدو الصهيوني يستغل المفاوضات، وهو المستفيد الوحيد منها، ويستخدمها غطاء لمشاريعه التهويدية للأرض الفلسطينية وللقدس وللضم الاستيطاني"، مؤكداً أن "المفاوضات ليست خياراً فلسطينياً مجمعاً عليه".

وطالب القيادي في الجهاد الرئيس محمود عباس بوقف المفاوضات وكل محاولات إحيائها، والعمل من أجل بناء استراتيجية وطنية موحدة، تخرج الحالة الفلسطينية من المخاطر التي تتعرض لها، وتوقف حالة التفرد بالقرار الوطني الفلسطيني.

 

المساهمون