طوارئ في غرب دارفور بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى باشتباكات قبلية

حالة طوارئ في غرب دارفور بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات قبلية

05 ابريل 2021
18 قتيلاً و54 جريحاً في تجدد الاشتباكات القبلية في غرب دارفور (أشرف شاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -

قال وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم إن مجلس الأمن والدفاع أقر في اجتماعه، اليوم الاثنين، إعلان حالة الطوارئ بولاية غرب دارفور، وتفويض القوات النظامية في اتخاذ كل ما يلزم، وذلك بعدما دارت عجلة العنف مرة أخرى إثر تجدد النزاعات القبلية في المنطقة.

وأضاف الوزير السوداني، في بيان صحافي، أن الاجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قرر تشكيل لجنة عليا بتفويض وسلطات كاملة من المجلس، "للتعامل مع الخروقات في نصوص اتفاق السلام، مع سن تشريعات قانونية تضمن للفرد النظامي حسم التفلتات الأمنية بالطرق المشروعة، واحتكار أجهزة الدولة النظامية والأمنية لاستخدام القوة العسكرية، فضلاً عن مواصلة حملة الجمع القسري للسلاح، وردع كل من يحمل السلاح خارج الإطار القانوني".

وقالت مصادر طبية في مدينة الجنينة إنها أحصت 18 قتيلاً و54 جريحاً، في تجدد للنزاعات القبلية بالمدينة الواقعة بولاية غرب دارفور. وتُعد الأحداث الحالية الثالثة من نوعها في الجنينة، منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في عام 2019، وكانت آخر تلك المواجهات وقعت في يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي سقط فيها أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.

وفي وقت سابق، طالب "حزب الأمة القومي" السوداني بإجراء تحقيق فوري وشفاف في أحداث العنف القبلي التي اندلعت بالمدينة.

وأوضح الحزب، الشريك الرئيس في الحكم بالبلاد، أن التحقيق ينبغي أن يحدد المسؤولين عن تلك الأحداث وتقديمهم للمحاكمة، مشدداً على أهمية سرعة تحرك الأجهزة الأمنية لتدارك الموقف، وتوقيف العناصر المتفلتة وبسط هيبة الدولة، وإعادة الأمور إلى نصابها في الولاية.

وناشد "حزب الأمة القومي" كافة أطراف الصراع في المدينة وقف الاقتتال فوراً، وتحكيم صوت العقل من أجل سلامة المواطنين فيها.


 من جهته، قال ميني أركو ميناوي، رئيس "حركة تحرير السودان"، إحدى الحركات الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة الانتقالية، إن "ما يجري في الجنينة استمرار لأزمة لم يتم حلها؛ عدم تنفيذ اتفاق جوبا وتبرير ذلك بأسباب واهية سيحفز المزيد من البؤر".

وأضاف ميناوي في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر"، "ستظل الأزمة قائمة طالما أن الاتفاق لا يزال على الورق. دارفور الآن ليست بعيدة عن التدويل وإن حدث سيكون أسوأ. المواطن يحتاج للامن".

من جانب آخر، قال سفير بريطانيا في الخرطوم جوليان رايلي إن "تقارير مروعة ترد من الجنينة في غرب دارفور، وإن المملكة المتحدة تراقب الوضع عن كثب"، ودعا، في تدوينة على حساب السفارة بموقع "فيسبوك"، جميع الأطراف المعنية إلى القيام بما في وسعها بأقصى سرعة لوقف العنف.

وكانت الأمم المتحدة قد قدمت إحصائيات مختلفة بخصوص العنف القبلي في الجنينة، حيث كشفت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 60 آخرين.

إلى ذلك، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الأخير للعنف في المدينة، وذكرت في تغريدة على "تويتر" أن الاتحاد الأوروبي "ينتظر من جميع مكونات الحكومة الانتقالية بذل قصارى جهدها لوقف العنف".

وبموجب اتفاق السلام، فإن قوة مشتركة يبلغ قوامها 12 ألف جندي، يفترض تشكيلها من الجيش السوداني والشرطة والدعم السريع والحركات المسلحة لحماية المدنيين بدارفور، بعد انسحاب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد" من الإقليم، إلا أن تشكيل القوة قد تأخر لأسباب غير واضحة، وقررت الأطراف، اليوم الاثنين، مراجعة كل الجداول الفنية والزمنية الخاصة بتنفيذ اتفاق السلام.
في سياق ذي صلة، جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها لجهود الحكومة الانتقالية في السودان بقيادة المدنيين لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، وتحقيق عملية السلام الشامل في البلاد.

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي اليوم الاثنين، بين رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ووفقاً لبيان من مجلس الوزراء السوداني، فإن بلينكن أكد خلال المكالمة أهمية دور السودان في تحقيق الاستقرار في الإقليم، ورحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الحكومة الانتقالية، مُمثلة برئيس مجلس السيادة، و"الحركة الشعبية فصيل عبد العزيز الحلو". كما عبر عن استعداد واشنطن للمشاركة في مؤتمر باريس الذي سيناقش إعفاء ديون السودان، ودعم جهود إسقاطها.

وأشار البيان إلى أن الوزير الأميركي تلقى شرحاً من رئيس الوزراء حول موقف السودان من قضية سد النهضة وقضايا الحدود، وأعلن تأييده لجهود الحوار والحل السلمي، كذلك أشار إلى استعداد الحكومة الأميركية للتعاون مع السودان من أجل استعادة الأموال المنهوبة، ودعم إصلاحات النظام المصرفي، وحث المصارف العالمية على التعاون مع السودان.