ضغط رمزي على واشنطن بعد استخدامها الفيتو ضد وقف النار في غزة

ضغط رمزي في الجمعية العامة للأمم المتحدة على واشنطن بعد استخدامها الفيتو ضد وقف النار في غزة

10 يناير 2024
بررت الولايات المتحدة خلال جلسة الجمعية العامة موقفها بشأن غزة (Getty)
+ الخط -

 

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اجتماعا في أعقاب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد تعديل روسي على مشروع قرار في مجلس الأمن في الـ22 من الشهر الماضي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة بالإضافة لإدخال المساعدات الإنسانية.

وتبنى المجلس القرار2720 (للعام 2023) حول توسيع إدخال المساعدات الإنسانية لكن دون التعديل الذي ينص على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بسبب الفيتو الأميركي.

وكانت الجمعية العامة قد تبنت العام الماضي قرارا تجتمع بموجبه خلال عشرة أيام (عمل) من استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الفيتو لنقاش استخدام تلك الدولة له.

 ويهدف ذلك للضغط على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، فرنسا والصين وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، كي لا تستخدم الفيتو وتضطر للوقوف أمام الجمعية العامة لتبرير استخدامها له.

 كما يسمح ذلك للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتعليق وإظهار مواقفها من القضية التي تتم مناقشتها. ويشكل هذا إحراجا رمزيا للدولة أو الدول التي استخدمت الفيتو، بسبب الإجماع على القرار.

 وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة الرمزية لكن ذلك لم يثن الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة ضد قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة. 

وعلى الرغم من أن تبني مجلس الأمن للقرار 2720 ودعوته لاتخاذ خطوات عاجلة من أجل السماح وتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وخلق الظروف المواتية من أجل الوقف المستدام للأعمال العدائية، إلا أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية تحدث فارقا نوعيا، منذ تبني القرار قبل أكثر من أسبوعين.

وأكد عدد من المسؤولين في الأمم المتحدة، في أكثر من مناسبة، أن ذلك يعود لعدم وجود وقف لإطلاق النار، وعدم سماح إسرائيل بدخول ما يكفي من المساعدات الإنسانية.

واشنطن تبرر موقفها بشأن غزة

ومن جهته، علل مندوب السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، روبرت وود، في مداخلته أمام الجمعية العامة، استخدام بلاده للفيتو بما سماه "مساعي الولايات المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية".

واعترف الدبلوماسي الأميركي في الوقت ذاته أن تلك المساعدات غير كافية، مشددا على مساعي الإدارة الأميركية للضغط من أجل إدخالها.

 وأشار كذلك إلى الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وإعلانه أنه اتفق مع الجانب الإسرائيلي على دخول بعثة أممية إلى شمال قطاع غزة لضمان عودة الفلسطينيين إلى تلك المناطق.

 واتهم وود الجانب الروسي، الذي قدم التعديل المطالب بوقف إطلاق النار لكن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو ضده، بمواصلة "وضع تعديلات وأفكار غير مترابطة ولا تتصل بالوضع الميداني على الأرض".

 وكانت عشر دول قد صوتت في مجلس الأمن لصالح التعديل، ويحتاج أي تعديل أو قرار لتبنيه تسعة أصوات شريطة ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو، وهو ما قامت به الولايات المتحدة.

السفير الفلسطيني: كيف يمكن رفض وقف النار في غزة؟

من جهته، قال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير، رياض منصور: "أقف أمامكم اليوم ممثلا لشعب يقتل، بعائلات بأكملها، رجالا ونساء يقتلون في الشوارع مع خطف الآلاف والتعذيب والإهانة، وقتل الأطفال وإرهابهم... ولا يمكن لأي شعب أن يتحمل ذلك".

 وتساءل الدبلوماسي الفلسطيني كيف يمكن لمجلس الأمن أن يدعو لحماية المدنيين ويشجب الهجمات ضدهم ويدعو لوصول إنساني آمن وبدون عوائق ويرفض في الوقت ذاته وقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأميركي.

 وأشار المسؤول الفلسطيني كذلك إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أيدته أغلبية عظمى من الدول الأعضاء، 153 دولة، والذي دعا لوقف فوري إنساني لإطلاق النار.

 وكانت الجمعية العامة قد تبنت القرار بداية الشهر الماضي بعدما فشل مجلس الأمن في تبني قرار مشابه بسبب الفيتو الأميركي.

ويشار في هذا السياق إلى أن قرارات الجمعية العامة، على الرغم من أهميتها، إلا أنها غير ملزمة قانونيا كقرارات مجلس الأمن وتعد توصيات للدول الأعضاء. ولم يتمكن مجلس الأمن حتى الآن، على الرغم من تبنيه قرارين حول إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، من تبني أي قرار حول وقف إنساني لإطلاق النار بسبب الفيتوهات الأميركية ضد قرارات من هذا القبيل.

وأشار منصور إلى دعوات جميع المنظمات الإنسانية الأممية إلى ضرورة وقف إطلاق النار، لافتاً إلى وجود دعم شعبي وتظاهرات في الكثير من العواصم حول العالم، بما فيها الغربية، التي تدعو لوقف إطلاق النار.

 وأضاف منصور: "دعم وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد لاعتماد موقف مسؤول ومشروع وأخلاقي". ووصف الأشهر الثلاثة الماضية بأنها "جحيم على الأرض يعيش فيه الفلسطينيون في غزة".

 وتساءل: "كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يقتلوا لكي نقول كفى...".

 وأشار منصور إلى مقتل واحد بالمائة من إجمالي سكان قطاع غزة. وأضاف: "تخيلوا ما تساويه هذه النسبة من سكان بلادكم... هذا يضاهي 3 ملايين من سكان الولايات المتحدة... لقد نزح 87 بالمائة من الفلسطينيين في غزة، هذا يساوي 284 مليون أميركي".

 وتحدث منصور عن تقارير الأمم المتحدة حول الجوع وشبح المجاعة وتفشي الأمراض المعدية والوفيات المنتشرة في قطاع غزة. وقال: "هذه ليست تبعات للحرب، بل هي أحد أساليب الحرب الإسرائيلية... تدمر إسرائيل كل شيء لتصبح غزة غير صالحة للعيش. والخيار المتاح للشعب الفلسطيني إما الدمار أو النزوح، الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي، نحن لا نتحدث عن أمن إسرائيل، بل عن تدمير فلسطين."

المساهمون