صفقة مبادلة غراينر بتاجر أسلحة روسي تثير جدلاً في أميركا

صفقة مبادلة غراينر بتاجر أسلحة روسي تثير جدلاً في أميركا

09 ديسمبر 2022
وصول نجمة كرة السلة الأميركيّة بريتني غراينر إلى أميركا (سوزان كورديرو/فرانس برس)
+ الخط -

أثارت عملية تبادل الأسرى، الخميس، بين نجمة كرة السلة الأميركيّة بريتني غراينر، وتاجر السلاح الروسي فيكتور بوت، جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، فيما أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض أن جو بايدن "لن يعتذر" عن الصفقة.

ورداً على الأسئلة، خلال تصريحها الصحافي اليومي، حول ما اذا كان الرئيس الأميركي أبرم "صفقة خاطئة"، كما تقول المعارضة الجمهورية، كان موقف الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار واضحاً. وقالت إن الرئيس الديمقراطي، البالغ من العمر 80 عاماً، لم يتخذ قراره "باستخفاف"، ولا يزال "متيقظاً" بعد الإفراج عن الرجل الملقب بـ"تاجر الموت".

وأقرت بأن تبادل الأسرى يمكن أن "يترك انطباعاً على الفور بأنه غير عادل أو تعسفي"، مضيفة "شعر الرئيس (بايدن) بأن لديه التزاماً أخلاقياً، كان إما بريتني أو لا أحد. ولن نعتذر عن هذا الأمر".

وقالت القاضية شيرا شيندلين التي نطقت بالحكم، لوكالة "فرانس برس": "أعتقد بصراحة أن فيكتور بوت أمضى وقتاً كافياً في السجن عن الجرائم التي ارتكبها". وكان أوقف في تايلاند في 2008 وحكم عليه بالسجن 25 عاماً في الولايات المتحدة، قضى نصفها تقريباً.

"غبية"   

وأضافت "لم يكن إرهابياً.. كان تاجر أسلحة. هناك تجار أسلحة في كل مكان، بما يشمل الولايات المتحدة وفرنسا". ولكن هذا ليس رأي العديد من مؤيدي الحزب الجمهوري، بدءاً بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي ندد على شبكة Truth Social "بصفقة في اتجاه واحد" و"غبية" و"محرجة".

وقال آخرون، مثل البرلمانية الجمهورية نيكول ماليوتاكيس، إن الصفقة لا تحل مصير أميركي آخر محتجز في روسيا منذ أربع سنوات، العسكري السابق بول ويلان، مضيفة "ترك جندي أميركي من مشاة البحرية لمصيره في صفقة خاطئة أخرى يبرمها بايدن".

من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن روسيا تريد التعامل مع القضيتين بطريقة مختلفة بسبب "اتهامات خاطئة بالتجسس" وجهتها موسكو إلى ويلان.

وهذا سبب إضافي، كما تقول القاضية شيرا شيندلين، للمطالبة أيضاً بالإفراج عنه، موضحة "لا أعلم ما إذا كان قام بما يقوله (الروس)، لكن إذا كان فعلياً جاسوساً، فعندئذ يكون هناك جاسوس لقاء تاجر أسلحة، هذا يبدو في محله أكثر".

"موقع قوة"  

ويقول ويل بوميرانز، مدير معهد كينان في مركز ويلسون، إنه سيكون من الصعب من الآن وصاعداً حلّ قضية الجندي الأميركي السابق، الذي حُكم عليه عام 2020 بالسجن 16 عاماً، مضيفاً: "أفضل فرصة أمامه" لمغادرة روسيا "كانت أن يشمل بصفقة التبادل مع بريتني غراينر"، التي أثارت قضيتها حشداً كبيراً، لا سيما في عالم كرة السلة للسيدات.

وأوقِفت اللاعبة، الحائزة ميداليتين ذهبتين في كرة السلة في الألعاب الأولمبية، في مطار موسكو في فبراير/ شباط، وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في أغسطس/ آب لحيازتها عبوات آلة تدخين إلكترونية تحوي كمية صغيرة من زيت القنّب.

ويضيف ويل بوميرانز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "في موقع قوة" أمام جو بايدن، الذي تدخل بطريقة شخصية جداً حظيت بتغطية إعلامية واسعة للإفراج عن بريتني غراينر.

وتركزت الانتقادات الأقوى في ما يتعلق ببريتني غراينر بشكل خاص في معسكر المحافظين، على الأقل في الساعات الأولى التي تلت الإعلان.

واعتذر لاعب كرة القدم الأميركي ميكا بارسونز على تويتر عن رسالة عبر فيها عن غضبه لأن الولايات المتحدة "تخلت عن أحد أفراد مشاة البحرية"، ولكنه في مواجهة سيل من الانتقادات، تراجع عن تصريحاته ليقول إنه "سعيد جداً" بالإفراج عن البطلة الأولمبية البالغة من العمر 32 عاماً.

Just spoke to some people that I respect and trust. I should have been more educated on the topic and not tweeted out of emotion for my family and other who have served. For that I apologize. Also if what I’m told about the attempts to bring Ret Marine Paul Whelan home are true

— Micah Parsons (@MicahhParsons11) December 8, 2022

(فرانس برس)