صحف الاحتلال: إسرائيل تحت رحمة "حماس"

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
15 اغسطس 2014
+ الخط -
احتلت صور 15 متظاهراً في تل أبيب، أمس الخميس، ضد فشل حكومة، بنيامين نتنياهو، بتحقيق الأمن لسكان المستوطنات الجنوبية، حيزاً كبيراً من اهتمام الصحف الإسرائيلية الصادرة، اليوم الجمعة، فيما سخر المحللون الإسرائيليون من بحث نتنياهو عن صورة النسر ودعوه إلى تحقيق النصر في قطاع غزة.

وأظهرت صور المتظاهرين عمق الانكسار الإسرائيلي الداخلي، وعدم اقتناع الإسرائيليين بروايات الحكومة وتصريحاتها عن "توجيه ضربات موجعة لحركة حماس".

وكتب الصحافي الإسرائيلي، أهرون برنيع، مقالاً تحت عنوان "تحت رحمة حماس"، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقال برنيع في سرده "اتضح لنا أمران بعد التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إثر الرسائل المتناقضة التي صدرت عن ديوان نتنياهو: الأول، أن دولة إسرائيل تعتبر أن القتال في الجنوب قد انتهى، إذ إن متّخذي القرارات، ليسوا مستعدين لأمر الجيش باستئناف إطلاق النار، والثاني أننا بأيدي حماس، إذا أرادت، أطلقت النار علينا وإذا شاءت أوقفته، وقد خرجت حماس متعادلة في ميدان القتال، ومنتصرة سياسياً في القاهرة".

وأكد برنيغ أن "حماس حصلت على شرعية دولية، وهذه الضربة، لم تنزل من السماء بل نتاج سياسات خاطئة لحكومة إسرائيل". وأضاف "بمقدور نتنياهو أن يغمض عينيه، وأن يتخيل ماذا كان سيقول هو لو كان مجرد وزير في الحكومة، أو كزعيم للمعارضة".

من جهته، لم يبد شمعون شيفر أي رحمة في التعامل مع نتنياهو، واتهم الأخير في مقالة له بعنوان "إنه يشتري الهدوء"، بأنه "يغامر بأمن إسرائيل، وعلى استعداد لدفع كل ثمن مقابل ضمان الهدوء، تماماً مثلما يفعل في سياق حياته الشخصية، عندما رد على بعض مقربيه حين سألوه لماذا يقبل بكل نزوات زوجته سارة، بقوله: لأشتري الهدوء".

ولا ينسى شيفر أن يقتبس ممن يصفه بأنه مسؤول سابق رفيع المستوى في الجهاز السياسي الأمني الإسرائيلي، الذي قال له إن "حماس حظيت بتحسين موقفها ومكانتها، ذلك أن الدولة العظمى إقليمياً، إسرائيل، وحماس تقفان قبالة بعضهما في القاهرة متساويين".

وبحسب شيفر، فقد أدى هذا إلى وضع "حماس" شروطها على طاولة المفاوضات، وتوجيه الإنذارات المتتالية لإسرائيل مهددة بمغادرة القاهرة، ووقف المفاوضات والعودة لاستئناف القتال.

وقال شيفر عن مسألة شراء الهدوء الذي يميز نتنياهو، إن "الفرق بين الهدوء في البيت والهدوء في مواجهة حماس، هو أن من شأن الأخير أن يمس بنا جميعاً، نحن الذين نتلقى ضربات الصواريخ وندفع ثمن الأضرار التي تطال الاقتصاد، ونتجند للقتال".

وعلى صعيد الشرخ الذي أصاب علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، اعتبر القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون فوكس، أن نتنياهو بات بمثابة "متعهد لهدم العلاقات مع أميركا".  

وأوضح فوكس أنه "لا توجد أي طريقة أو لهجة مخففة لقول الحقيقة التالية: لقد تمكن نتنياهو عبر سلسلة من المواجهات مع الولايات المتحدة، من إلحاق أضرار استراتيجية سياسية بدولة إسرائيل، كما مسّ بأمنها القومي".

ولخص فوكس الأمر "هذا الرجل الذي طرح نفسه بأنه الرجل المختص بشؤون أميركا، والقادر على الحديث باللهجة الأميركية، الخبير في دهاليز السياسة الأميركية وكواليسها، ضاع في الطريق، فأميركا التي عرفها في سنوات الـ80 من القرن الماضي، لم تعد قائمة، لكنه لم يدرك ذلك بعد".

وفي سياق إضاعة نتنياهو لزخم الدعم الدولي الذي حظي به في بداية العدوان، كتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، معتبراً أنه "بعد أحداث رفح ومسألة الضابط هدار غولدين، رصدت حركة حماس الهزة التي أصابت نتنياهو، وتشددت في شروطها بما في ذلك شرط إقامة الميناء البحري، والآن تقوم الحركة بإطلاق النار أو وقفه لتنتزع منه تنازلات إضافية".

وأضاف هرئيل أن "إسرائيل تكرر مرة أخرى ما حدث معها في حروب سابقة، إذ يبدو أنها ستمنح الخصم عبر المفاوضات الإنجازات التي رفضت إعطاءه إياها قبل أن تبدأ المعارك".

وتبدو هذه النقطة من أبرز ما يتفق عليه محللون في إسرائيل، من تحول ما يسمونه "الانتصار العسكري" إلى هزيمة سياسية، ومن كون حكومة الاحتلال ظلت في نهاية المطاف تتحرك من منطق رد الفعل على الفعل الفلسطيني، ولم تتمكن من أخذ زمام المبادرة طوال أيام العدوان، قبل وقف إطلاق النار.

ذات صلة

الصورة
تظهر في الصورة قرية رأس جرابة البدوية 29 مايو، 2024 (فرانس برس)

سياسة

قررت السلطات الإسرائيلية تهجير أهالي قرية رأس جرابة، غير المعترف بها في النقب، بعد رفض المحكمة المركزية في بئر السبع التماساً تقدم به مركز عدالة الحقوقي.
الصورة
بلينكن يلتقي بن سلمان في الرياض

سياسة

قال أنتوني بلينكن، إنه لا يعلم موقف إسرائيل من خطة التطبيع مع السعودية التي تتضمن خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الهدوء في قطاع غزة.
الصورة
جنازة الأسير الفلسطيني المحرر فاروق الخطيب في بلدة أبو شخيدم، رام الله، الضفة الغربية المحتلة، 20 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تمكّن الأسير الفلسطيني المحرّر فاروق الخطيب في الضفة الغربية المحتلة من تحقيق أمنيته برؤية شقيقه حسام المعتقل إدارياً، قبل أن يستشهد فجر اليوم الاثنين
الصورة
ممر نتساريم

سياسة

عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة الماضية، على إنشاء ممر نتساريم الذي من شأنه أن يفصل المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية.