شهيد في الضفة.. والاحتلال يعتقل 11 نائباً "حمساوياً"

14 يوليو 2014
الرجوب لحظة اعتقاله (العربي الجديد)
+ الخط -

يُصعّد الاحتلال الإٍسرائيلي من قصفه لقطاع غزة، في موازاة تصعيد آخر في الضفة الغربية، فقد اعتقل 11 نائباً من المحسوبين على حركة "حماس"، من مختلف مدن الضفة المحتلة، كما سقط شهيد في المواجهات.
وشهدت مدن الضفة وبلداتها، فجر اليوم الإثنين، وتحديداً الخليل، تصعيداً ملحوظاً في اعتداءات قوات الاحتلال، التي قامت بحملة دهم وتخريب للبيوت والمحال التجارية، واعتقالات غير محددة بعد طالت أسرى محررين ومواطنين، فيما طالت الاعتقالات الأستاذ، عبد الستار قاسم، من مدينة نابلس بعد مداهمة منزله.
وطالت حملة الاعتقالات الشرسة 11 نائباً من نواب "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني وهم: وزير المالية السابق، عمر عبد الرازق، من بلدة سلفيت، داوود أبو سير، ورياض العمله، من محافظة نابلس، خالد سعيد، وابراهيم الدحبور، من مدينة جنين، رياض رداد، وفتحي القراعاوي، من مدينة طولكرم، النائب فضل حمدان، من مدينة رام الله، محمد أبو جحيشة، ونايف الرجوب، ومحمد الطل، من محافظة الخليل.

وأفاد مدير مركز "أحرار لحقوق الإنسان" فؤاد الخفش، لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال يمارس حرباً انتقامية من حماس في الضفة الغربية، بعد فشله بتحقيق نجاحات على الأرض، في حربه ضد قطاع غزة وينتقم من رموز الضفة الغربية باعتقال نوابها وقادتها".

وكان المحلل السياسي الإسرائيل ايلي نيسان، قد حرض على عبد الستار قاسم، بشكل علني، قبل أيام، على شاشة "روسيا اليوم"، عندما خاطبه قائلاً "أنت إرهابي مرخص"، وذلك في سياق برنامج حواري ناصر فيه قاسم المقاومة في القطاع، وأكد على دورها في حماية فلسطين.
وفي سياق الاعتداءات، استشهد الشاب منير أحمد بدارين (21 عاما) فجر اليوم الإثنين، في المواجهات التي شهدتها بلدة السموع، جنوبي الخليل، بعد صلاة التراويح.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "بدارين أُصيب برصاصة في الصدر بعد صلاة الفجر، خلال المواجهات التي اشتدت على الطريق الالتفافي في البلدة، الذي شقه المستوطنون ليصلوا إلى مستوطنة "حجاي"، المقامة على أراضي البلدة أيضاً.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، أنحاء متفرقة في الضفة، وشرعت بحملة اعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين، إضافة لتنفيذها عمليات تفتيش وتفجير لأبواب عدد من المنازل والمحال التجارية.
وطالت الحملة التي شنّها الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، اعتقال عدد كبير من الشبان في مدينة الخليل عرف منهم عرفات وجعفر القواسمي، هيب وليد النتشة، وبشار حسونه، وعدنان الزرو.
وتوغلت قوة كبيرة من جيش الاحتلال في ضاحية الرامة، وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وحاصرت عمارة سكنية تعود ملكيتها لعائلة القواسمة، وأطلقت ست قذائف "أنيرغا" باتجاه عدد من المنازل بغرض تفجير أبوابها. واقتحمت عدداً من المنازل في ذات الضاحية وشرعت بتفتيشها، وإخلائها من سكانها، وصادرت عدداً من كاميرات المراقبة منها.
وفجرت باب صالون حلاقة تعود ملكيته لمروان القواسمي، الذي تتهمه إسرائيل بعملية خطف جنود الاحتياط في 12 يونيو/حزيران الماضي، إضافة إلى تفجير عدد من أبواب المحال التجارية في المنطقة نفسها.
وداهمت قوات الاحتلال منزل عائلة صلاح وهم أنسباء مروان القواسمي، وقامت بتخريب وتكسير محتويات المنزل.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اعتقال قوات الاحتلال الأسير المحرر، جعفر القواسمي، من مكان عمله في "الجمعية الخيرية الإسلامية"، وسط المدينة، وعرفات القواسمي، بعد مداهمة منزله وتفتيشه والعبث في محتوياته وتخريبها، واعتقلت أيضا الشاب، أيمن الجولاني.
إلى ذلك سلمت قوات الاحتلال عدداً من الشبان بلاغات لمراجعة مقرات استخباراتها، ومنعت الصحافيين من تغطية عمليات المداهمات تلك، وأطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وفي قرية المعصرة، جنوبي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الناشطين محمد بريجية، ومحمود زواهرة، الذي اعتدي عليه وعلى والدته بالضرب.
وأُصيب 13 فلسطينياً في المواجهات.

واقتحمت قوات الاحتلال منازل مواطنين في البلدة القديمة، وأحياء الثوري، والطور، وسلوان، والعيسوية، ومخيم شعفاط، وطالت أكثر من 20 شابا تتهمهم بالمشاركة في المواجهات العنيفة التي جرت في مناطق سكناهم احتجاجا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
واقتحم 16 متطرفاً يهودياً، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال التي فرضت قيوداً على دخول المصلين المسلمين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، أمس الاثنين، 18 طفلاً خلال مواجهات في باحات المسجد الأقصى، أعقبت اقتحام مستوطنين متطرفين لباحات الأقصى. ومن المقر أن تنظر محكمة إسرائيلية في تمديد اعتقالهم بعد ظهر، اليوم الاثنين.
في سياق متصل، توعّد نائب رئيس الكنيست المتطرف، موشي فيغلين، باقتحام المسجد الأقصى، يوم غد الثلاثاء، كونه يصادف، بحسب التاريخ العبري، ذكرى 17 يوليو/تموز، "صوم تموز"، وهي كما تزعم الرواية اليهودية، ذكرى تخريب أسوار القدس، قبل هدم وتخريب الهيكل بثلاثة أسابيع. ويعتبر هذا اليوم بداية الاستعدادات والتجهيزات، لإحياء ذكرى خراب الهيكل، التي تحلّ هذا العام مع بداية شهر أغسطس/آب المقبل.
وسيتخلل اقتحام يوم غد الثلاثاء، صلوات توراتية، موجّهة للجنود اليهود في حربهم ضد غزة، وسيوجّه فيغلين، كلمة مصوّرة من داخل الأقصى، لتأييد الحرب العدوانية ضد غزة.
ودعا مستوطنون متطرفون، إلى تظاهرة ومسيرة ضخمة ليلاً، من شارع يافا في القدس الغربية، في اتجاه باب العمود، دعما للعدوان الإسرائيلي على القطاع.
في المقابل، دعا ناشطون مقدسيون إلى التجمّع في ساحة باب العمود، عند الساعة الخامسة، للتصدّي لمسيرة المستوطنين الاستفزازية.