سلسلة اتصالات أميركية جزائرية: تعزيز العلاقات في ملفات تخص المنطقة؟

22 سبتمبر 2023
بدأت هذه الاتصالات تتكثف منذ تعيين وزير الخارجية الجزائري الحالي أحمد عطاف (فيسبوك)
+ الخط -

تتكثف اللقاءات والاتصالات السياسية بين كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الأميركيين والجزائريين، خلال الفترة الأخيرة، في خطوة يُعتقد أنها تأتي كتأكيد على الرغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين في ملفات عدة تخص المنطقة.

وفي أحدث هذه اللقاءات السياسية، عقد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، اجتماعاً مع وفد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى بقيادة نائبة كاتب الدولة، فكتوريا نولاند.

وضمّ الوفد مساعدة كاتب الدولة لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، ومساعدة كاتب الدولة لشؤون المنظمات الدولية ميشيل سيسون، وكذا مساعدة كاتب الدولة المكلفة بالشؤون الأفريقية كاثرين في.

وتركزت المحادثات بحسب بيان للخارجية الجزائرية، حول تطورات الأزمة في النيجر وآفاق تعزيز الجهود الدبلوماسية على ضوء مبادرة الحل السلمي التي تقدمت بها الجزائر، وكذا تطورات الأزمة في مالي وسبل تكثيف المساعي لتهدئة الأوضاع وتمكين الأطراف المالية من استئناف تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، كما تم استعراض مستجدات الأزمة في ليبيا وجهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.

وسبق هذا اللقاء بأيام محادثات سياسية بين الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان، ونائب مساعد كاتب الدولة الأميركي جوشوا هاريس، الذي زار الجزائر. وناقش اللقاء مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر.

وفي السادس من سبتمبر/أيلول الجاري، جرت مكالمة هاتفية هي الأولى نوعها بين قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، حينها، بأنه جرى خلال المكالمة التطرق إلى "مسائل ذات الاهتمام المشترك". وأوضح البيان أن الجانبين "عبرا عن إرادتهما المشتركة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني". كما كانت المحادثات بحسب البيان "فرصة للتعبير عن ارتياحهما لمستوى التنسيق الأمني المحقق، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب".

وتزامن ذلك مع اتصال هاتفي بين وزير الخارجية أحمد عطاف، ومساعدة كاتب الدولة الأميركي المكلفة بالشؤون الافريقية مولي في، خصص لاستعراض تطورات الأزمة في جمهورية النيجر، كما كان عطاف قد زار، في منصف أغسطس/ آب الماضي، واشنطن، حيث التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وعدداً من المسؤولين الأميركيين، بينهم منسق الأمن القومي في البيت الأبيض بريت ماكغورك.

وعشية سفره إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سفيرة الولايات المتحدة إليزابيث مور أوبين، التي التقت أيضاً المدير العام للأمن الوطني فريد بن شيخ.

في السياق، يفسر عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري عبد السلام باشاغا، كثافة الاتصالات السياسية بين الجزائر وواشنطن، بأنها تأكيد سياسي على وجود رغبة من البلدين في العمل والتنسيق حول قضايا تمثل مركز اهتمام وانشغال لكليهما، على غرار مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب والاستقرار في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

وقال باشاغا في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "هذه الاتصالات لم تنقطع في الغالب، حتى وإن لوحظ فتورها عُقب زيارة تبون إلى موسكو، في مايو/ أيار الماضي، لكنها عاودت التحرك منذ زيارة عطاف لواشنطن ولقائه بلينكن، وأيضاً تعززت بعد تقارب وجهات النظر في أزمة النيجر و الساحل على العموم"، مضيفاً أن "الجزائر تبقى شريكاً موثوقاً لواشنطن، على المستوى الإقليمي، خاصة في مكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة في المنطقة، بالإضافة إلى تأكيد الجزائر المتواصل على انفتاحها على علاقات دولية تتسم بالتوازن والود والصداقة مع جميع الأطراف".

يُشار إلى أن هذه الاتصالات بدأت تتعزز أكثر منذ تعيين وزير الخارجية الجزائري الحالي أحمد عطاف، الذي أعرب أن "الجزائر والولايات المتحدة لديهما الكثير من الملفات للمناقشة"، بسبب الأزمات التي تمتد "من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، من السودان وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي إلى الصحراء".

في هذا الشأن، يقول المحلل السياسي الجزائري توفيق بوقاعدة، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنه بعد قدوم عطاف بدا واضحاً أن هناك عودة للمرحلة السابقة في علاقات الجزائر، التي كانت تُعنى بفتح أكبر نمط من العلاقات مع الشركاء، دون التعويل على شريك واحد فقط، مضيفاً أن هذا "النهج وفي الحقيقة كان الخيار الجزائري الدائم قبل ثلاث سنوات".

المساهمون