سعيد في روما: الهجرة وليبيا والتعاون الثنائي

16 يونيو 2021
سعيد خلال لقاء الرئيس الإيطالي اليوم (Getty)
+ الخط -

وصل الرئيس التونسي قيس سعيد، صباح اليوم الأربعاء، إلى روما، في زيارة رسمية إلى إيطاليا، وكان في استقباله وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، وسفير تونس بروما ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة بإيطاليا، ولاحقاً التقى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

وستكون ليبيا والهجرة غير الشرعية والتعاون الاقتصادي الثنائي أبرز ملفات هذه الزيارة.

ويتشبث سعيد بموقفه الرافض للمقاربة الأمنية في معالجة هذا الملف، وهو ما عبّر عنه بوضوح منذ شهر خلال استقباله في تونس وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي، والمفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية ويلفا يوهانسون.

وأكد سعيد بالمناسبة "ضرورة اعتماد مقاربة شاملة في مجال الهجرة تتجاوز الحلول الأمنيّة التي أثبتت محدوديّتها وتعمل على معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة من خلال محاربة الفقر والبطالة ودعم السياسات التنموية في البلدان الأصلية".

وشدد سعيد خلال لقائه الرئيس الإيطالي، سارجيو ماتاريلا، على موقف تونس من مسألة الهجرة غير النظامية، وأكد "ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية والعميقة لهذه الظاهرة والتصدي للشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر في ضفتي المتوسط، وذلك وفق مقاربة شاملة لا تقتصر على الجانب الأمني فقط وتعيد الأمل للشباب وتخلق لهم فرص العمل والتنمية في بلدانهم الأصلية".

وأشار الرئيس الإيطالي إلى "أهمية مواصلة التنسيق لمكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية وفق مقاربة جماعية". 

وقال إن "الشعب الإيطالي لن ينسى مبادرة الرئيس سعيد بإرسال فريق طبي إلى منطقة بريشيا بإيطاليا التي كانت المنطقة الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد-19 في شهر إبريل 2020، وأعلن أن إيطاليا قررت توجيه طائرتين إلى تونس محملتين بمساعدات طبية متنوعة بقيمة 1 مليون يورو لمواجهة هذه الجائحة". 

وأكد أن بلاده سترفع في عدد المنح المخصصة للطلبة التونسيين الراغبين في الدراسة بإيطاليا من 180 منحة إلى 260 منحة.

وجدد الرئيس الإيطالي استعداد بلاده لمواصلة مساندة تونس في جهودها لحشد دعم الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية المانحة في معاضدة جهود تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وتجاوز التداعيات السلبية لجائحة كوفيد-19، فضلا عن تشجيع المستثمرين الإيطاليين على الاستثمار في تونس في عدة قطاعات.

ووصف المسؤول عن الإعلام في "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر زيارة قيس سعيد إلى إيطاليا بأنها "غامضة وتغيب فيها الشفافية"، مضيفاً أنها "تأتي بدعوة من الجانب الإيطالي وتندرج في إطار مزيد الضغوط الإيطالية والأوروبية على تونس لضبط تدفقات المهاجرين"، مشيراً إلى أنّ أغلب زيارات المسؤولين الإيطاليين المتواترة أخيراً على تونس "تتميز بغياب الشفافية".

ولاحظ بن عمر، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "غياب الشفافية يبرز في غياب المعطيات حول نتائج هذه الزيارات"، مؤكداً أنّ "قيس سعيد يزور إيطاليا دون رؤية واضحة في علاقة بالهجرة والمفاوضات باستثناء بعض التصريحات العامة، ما يجعل تونس مجرد حارس للسواحل الأوروبية"، مبيناً أنه "بعد زيارة وزيرة الداخلية الإيطالية لتونس أصبحت الوحدات البحرية تقوم بعمليات اعتراض للمهاجرين في المياه الإقليمية وتقوم بدور ليس من مشمولاتها، وأصبح الاتحاد الأوروبي يقوم بالرصد البحري والجوي ويعلم السلطات التونسية التي تتولى اعتراض المهاجرين".

وعبّر المتحدث عن "التخوف من هذه الزيارة لحث تونس على لعب دور تضييق على المهاجرين".

 

وللإشارة، أعلن المنتدى، اليوم الأربعاء، في تقريره الدوري عن الهجرة، أنّ 836 تونسياً وصلوا إلى إيطاليا خلال الـ15 يوماً الأولى من يونيو/ حزيران الحالي.

ولاحظ المنتدى أنّ شهر مايو/ أيار عرف وصول 596 مهاجراً تونسياً إلى إيطاليا، من بينهم 489 رجلاً و12 امرأة و95 طفلاً، ليرتفع عدد الواصلين إليها منذ بداية السنة إلى 1081 مهاجراً، كما جرى إحباط 95 عملية هجرة ومنع 2487 مهاجراً من العبور.

وفي جانب آخر، سيبحث سعيد فرص التعاون مع إيطاليا بخصوص الملف الليبي، وخصوصاً إعادة الإعمار، حيث تحاول تونس أن تستغل موقعها الجغرافي وتقاربها السياسي مع ليبيا لتكون وسيطاً لوجيستياً في عملية إعادة الإعمار، وهو ما سيتيح لشركاتها وعمالتها الحضور بقوة هناك، ما سيخفف من أزمتها الاقتصادية الخانقة، ويحد من مشكلة البطالة لديها.

دلالات
المساهمون