زيلينسكي: استعدنا 6 آلاف كيلومتر من الأراضي الأوكرانية.. ومعظم الجنود الروس الفارين عادوا إلى الديار

13 سبتمبر 2022
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (Getty)
+ الخط -

أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، أن جيشه استعاد من القوات الروسية نحو ستة آلاف كلم مربع من أراضي بلاده منذ أن أطلق هجومه المضاد في مطلع سبتمبر/أيلول.

وقال الرئيس الأوكراني في تسجيل فيديو نشره على شبكات التواصل الاجتماعي: "منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول حرّر جنودنا ستة آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها"، مضيفا "نحن مستمرون في التقّدم".

ونوّه الرئيس الأوكراني بـ"شجاعة" ثلاث وحدات عسكرية شاركت في هذه العملية التي أفضت إلى أكبر مكاسب ميدانية لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس/آذار.

وكان الجيش الأوكراني قد أعلن بادئ الأمر إطلاق هجوم مضاد في جنوب البلاد، لكنّه حقّق في الأسبوع الماضي تقدما سريعا في منطقة خاركيف المحاذية لروسيا في شمال شرق البلاد، وأجبر الجنود الروس على التراجع.

وأكّد الجيش الأوكراني تحقيق إنجازات في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتلها روسيا والمحاذية لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 وفي مناطق سيطرة انفصاليين موالين للروس في شرق البلاد.

وكان زيلينسكي قد أعلن، أمس الأحد، أن الجيش الأوكراني استعاد من القوات الروسية مدينة إيزيوم الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا.

وفي كلمة وجّهها إلى الأمة بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الغزو الروسي، شكر زيلينسكي القوات الأوكرانية التي "حرّرت المئات من مدننا وبلداتنا... ومؤخرا بالاكليا وإيزيوم وكوبيانسك"، في إشارة إلى ثلاث مناطق استراتيجية استعادها في الآونة الأخيرة الجيش الأوكراني.

ويقول مراقبون عسكريون إن استعادة الجيش الأوكراني مدينة إيزيوم من شأنها أن تشكل نكسة كبيرة للقوات الروسية في شرق أوكرانيا.

بهجة في أوساط السكان

وعاد السكان المبتهجون إلى القرى التي كانت في السابق على خط الجبهة في حين أمطرت موسكو منطقة خاركيف بالقذائف مما أدى إلى اشتعال حرائق في أنحاء المدينة الرئيسية بالمنطقة.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها استعادت أكثر من 20 بلدة وقرية في اليوم السابق وحده. وأضافت في تحديث مسائي أن قواتها في مكان أبعد إلى الجنوب صدت محاولات تقدم روسية في منطقتين مهمتين في إقليم دونيتسك هما مدينة باخموت ومايورسك بالقرب من بلدة هورليفكا المنتجة للفحم.

وقالت زويا (76 عاما)، وهي مدرسة متقاعدة للغة الإنجليزية في قرية زولوتشيف الهادئة الآن "الناس يبكون، الناس مبتهجون بالطبع. كيف لا يكونون مبتهجين؟". وبكت زويا وهي تصف الشهور التي قضتها في القبو.

وتقع القرية شمالي خاركيف وتبعد 18 كيلومترا فقط عن الحدود الروسية.

وفرت ناستيا (28 عاما) من القرية في إبريل/نيسان الماضي لكنها عادت في الأسبوع الماضي بعد ذيوع أنباء الانتصارات الأوكرانية. وقالت وهي تقف في طابور للحصول على احتياجاتها من محل بقالة ومعها طفلان "أعتقد أن الجميع في حالة (مزاجية) رائعة. كل شيء انتهى الآن. على الأقل نأمل في أن يكون كل شيء انتهى".

واعترف فيتالي غانتشيف الرئيس المعين من قبل روسيا للإدارة في المنطقة التي ما زالت روسيا تحتلها من منطقة خاركيف بأن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما نحو الحدود.

مسؤول أميركي: كثير من الجنود الروس المنسحبين غادروا أوكرانيا

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن روسيا، بحسب تقديرات الولايات المتحدة، تخلت إلى حد كبير عن مكاسبها بالقرب من خاركيف.

وأضاف المسؤول العسكري، الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته، "ميدانيا بالقرب من خاركيف، تشير تقديراتنا إلى تخلي القوات الروسية إلى حد كبير عن مكاسبها للأوكرانيين وانسحابها إلى الشمال والشرق. عبر كثير من هؤلاء الجنود الحدود إلى روسيا".

صمت روسي

ولاذ الرئيس فلاديمير بوتين وكبار مسؤوليه بالصمت في مواجهة أسوأ هزيمة للقوات الروسية منذ طردها من مشارف العاصمة كييف في أسابيع الحرب الأولى.

وتجاهل دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين سؤالا وجهه إليه صحافي عما إذا كان بوتين محتفظا إلى الآن بالثقة بقادة الجيش.

وقال بيسكوف "العملية العسكرية الخاصة مستمرة وستستمر إلى أن تحقق الأهداف المحددة لها من الأصل".

وظهر بوتين في وقت لاحق على شاشة التلفزيون الرسمي وهو يرأس اجتماعا عن الاقتصاد لم يذكر فيه التقهقر، وقال إن روسيا صامدة جيدا في مواجهة العقوبات الغربية".

وأضاف "أساليب الحرب الاقتصادية الخاطفة والهجمة التي يعتمدون عليها لم تفلح".

(فرانس برس)