زوجة بايدن تحثّه على وقف الحرب في غزة... الآن

زوجة بايدن تحثّه على وقف الحرب في غزة... الآن

08 ابريل 2024
أفادت تقارير بأن زوجة الرئيس كان لها دور في هذا التحوّل بموقفه من الحرب على غزة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال خطاب لجيل بايدن في توكسون، أريزونا، قاطعها مستمعون مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، لكنها واصلت الخطاب محذرة من انتخاب ترامب مجددًا. في الوقت نفسه، أظهرت مكالمة بين بايدن ونتنياهو دعوة بايدن لوقف فوري لإطلاق النار، مشيرة إلى تحول في موقف الإدارة الأمريكية.
- تقارير تفيد بأن جيل بايدن كانت لها دور كبير في تغيير موقف الرئيس تجاه الاعتداء الإسرائيلي على غزة، حيث أعربت عن قلقها وطالبت بالتدخل لإيقاف الحرب، مما يشير إلى تأثيرها في السياسة الخارجية.
- العلاقة بين أسرة بايدن والشيف خوسيه أندريس تبرز الجانب الإنساني للأسرة الرئاسية وتأثيرها في القضايا العالمية، مع تعقيد مواقف جيل بايدن وتأثيرها المحتمل على قرارات السياسة الخارجية الأمريكية.

بينما كانت زوجة الرئيس الأميركي، جيل بايدن، تلقي خطابا في الثالث من مارس/آذار الماضي في مدينة توكسون بولاية أريزونا، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، من أجل دعم زوجها الذي يعتزم خوض سباق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قاطعها مستمعون أميركيون أربع مرّات على الأقل، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزّة، وحمل متظاهرون أيضاً لافتات تناصر فلسطين أمام المؤتمر الانتخابي، غير أن جيل بايدن لم تعلّق، واستكملت حديثها محذّرة من انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.

 

وفي الرابع من إبريل/نيسان الحالي، نشر البيت الأبيض تفاصيل مختصرة للمكالمة بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أظهرت في صياغتها، وفي تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والمتحدّثين الرسميين، حالة غضب الرئيس الأميركي، ودعوته إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزّة، وتحذيراته من أن موقف الولايات المتحدة مستقبلاً سيتحدّد بناء على التصرّفات الإسرائيلية في الفترة الحالية، وهو ما وُصف بأنه تحوّل ضد الحرب الإسرائيلية في غزّة. وأفادت تقارير بأن زوجة الرئيس لها دور في هذا التحوّل في موقفه، لاسيما بالتزامن مع موقف متشدّد عبّرت عنه إدارة بايدن، عقب قتل الجيش الإسرائيلي سبعة من العاملين في المطبخ المركزي العالمي، وهو منظّمة إغاثة مقرّها الولايات المتحدة، في غزّة، وذلك بينما تجاوز عدد من استهدفتهم وقتلتهم القوات الإسرائيلية في القطاع أكثر من 33 ألف فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال.

ونشرت صحف أميركية، نقلاً عن مصادر من أوساط إسلامية في الولايات المتحدة، أن دوراً كبيراً كان لجيل بايدن في التغير في لهجة الرئيس وطريقة تعامله مع الاعتداء الإسرائيلي على غزّة. وقد شاركت المصادر في ما كان من المفترض أن يكون إفطاراً رمضانياً لفعاليات إسلامية في 2 إبريل/ نيسان الحالي، وامتنع عن حضوره أغلب المدعوين من قيادات الجالية العربية المسلمة، تعبيراً عن حالة الغضب العربي والفلسطيني والإسلامي تجاه سياسات الرئيس بايدن، في تجاهل حرب الإبادة في غزّة، ما حوله إلى عشاء حضره نحو 12 ضيفا، قرر بعضهم أيضا الانسحاب. وممن شاركوا في هذا العشاء في البيت الأبيض سليمة ساسويل من ولاية بنسلفانيا التي أسّست في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مجلس قيادة المسلمين الأفارقة. وقد نقلت عنها صحيفة نيويورك تايمز أن لزوجة الرئيس بايدن دوراً في حثّه على اتخاذ موقف لإنهاء الحرب في غزّة، وكشفت أن الرئيس أخبر الحاضرين أن زوجته ساهمت في تغيير موقفه، وأنها طلبت منه اتخاذ موقف، في قولها له "أوقفها.. أوقفها الآن يا جو".

ونقلت قناة "سي أن أن" عن المدير الطبي في منظمة ميد جلوبال، نهرين أحمد، والتي عادت أخيراً من مصر، حيث كانت تساهم في تقديم مساعدات للفلسطينيين، أن الرئيس بايدن أبلغهم في العشاء أن زوجته كانت قلقة من لقائه معهم، بسبب ما تسبّب فيه موقفه بشأن الحرب في غزّة، وقالت له "يجب أن يتوقف هذا". وعلى خلاف ما قاله حاضرون آخرون، ذكرت نهرين أحمد أنه لم يكن من الواضح لها إذا كان تعليق جيل بايدن ينتقد ارتفاع عدد الضحايا المدنيين أو كان للمطالبة بالتدخل لإيقاف الحرب في غزّة.

إلى ذلك، نشرت صحف أميركية قول مديرة الاتصالات لدى زوجة الرئيس الأميركي، إليزابيث ألكسندر، إن السيدة بايدن تشعر مثله، بالغضب والحزن بسبب وفاة عمّال الإغاثة السبعة من المطبخ المركزي العالمي، ومن زيادة أعداد الضحايا المدنيين في قطاع غزّة وأنها تشاركه الاعتقاد بضرورة بذل إسرائيل مزيداً من الجهد لحماية الأبرياء الفلسطينيين، فيما هاجمت وسائل إعلام يمينية زوجة الرئيس، لما اعتبرته تدخّلا منها في السياسة الخارجية.

ويُذكر أن مؤسّس المطبخ المركزي العالمي، الشيف الإسباني خوسيه أندريس، صديق شخصي لأسرة الرئيس بايدن، وقد سلط الزوجان الضوء على أعماله ونشاطاته.

وهذه من المرّات القليلة التي يرتبط فيها اسم جيل بايدن بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان لها تصريح مقتضب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في ولاية كاليفورنيا، "عندما هاجمت حماس إسرائيل، عرف جو ما يجب فعله"، مشيرة إلى أنها لم تتمنّ أن تؤثر الأحداث المأساوية في أكتوبر/ تشرين الأول، في إشارة إلى عملية حركة حماس على مستوطنات ومواقع إسرائيلية في غلاف غزة، على أي رئيس أميركي، إلا أنها، في الوقت نفسه، ممتنة للغاية، "لأن جو هو الرئيس خلال هذه الأوقات المضطربة وغير المتوقعة". وفي الـ13 من الشهر نفسه، نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، أن جيل بايدن تبادلت رسالتين مع سارة نتنياهو (زوجته) التي وصفتها بأنها مؤثرة، وجاء في رسالتها "نحن نقف إلى جانب دولة إسرائيل وشعبها دائما، ومثل الكثير من الأميركيين أشعر بقلق عميق على شعب إسرائيل في مواجهة هذا الهجوم الإرهابي".