روسيا: دعوات للتظاهر لـ"إنقاذ حياة" نافالني وسط قلق دولي

روسيا: دعوات للتظاهر لـ"إنقاذ حياة" نافالني وسط قلق دولي

18 ابريل 2021
مساعد نافالني: لم يعد الأمر يتعلق بحريته بل بحياته (Getty)
+ الخط -

دعا حلفاء المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني المضرب عن الطعام الروس اليوم الأحد إلى التظاهر في 21 إبريل/ نيسان "لإنقاذ حياة" خصم الكرملين الذي يعاني من حالة صحية سيئة، بحسب مناصريه، يأتي ذلك في وقت يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً قضية نافالني، وفيما حذرت واشنطن من العواقب في حال وفاته، أكد السفير الروسي في  بريطانيا أن موسكو لن تترك معارضها الأبرز يموت في السجن.

وكتب ليونيد فولكوف، مساعد نافالني المقرّب منه في منشور على فيسبوك: "لم يعد هناك متسع من الوقت، حان وقت العمل. لم يعد الأمر يتعلق بحرية نافالني بل بحياته. في الوقت الحالي، يتم قتله في السجن، ولا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك".

وقالت نقابة أطباء تربطها صلات بمعارض الكرملين السبت، إنه يتعرض بشكل متزايد لخطر فشل كلوي، وإن بصره يتدهور بعد أكثر من أسبوعين من إضرابه عن الطعام.

ورفض نافالني (44 عاما)، وهو معارض بارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول الطعام اعتبارا من يوم 31 مارس/ آذار احتجاجا على رفض سلطات السجن تقديم العلاج المناسب له من ألم حاد في الظهر والساق على حد قوله.

وقالت ألكسندرا زخاروفا وهي ممثلة نقابة تحالف الأطباء التي تعتبرها السلطات جماعة نشطاء: "حالته حرجة حقا"، مشيرة إلى فحوص حصل عليها أعضاء النقابة من محاميه قائلة إنهم لم يفحصوه بأنفسهم.

وقالت لـ "رويترز": "رأينا الفحوص، سيئة جدا جدا".

وسبق لنافالني أن تقدم بشكويين إلى النائب العام الروسي، إيغور كراسنوف، ومدير الهيئة الفدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات، ألكسندر كالاشنيكوف، لعدم تقديم العون الطبي له وعدم إبلاغه بنتائج الفحوصات.

 

الاتحاد الأوروبي يناقش القضية غداً

في غضون ذلك، يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً قضية المعارض الأبرز للكرملين، وفق ما أعلن وزير الخارجية الألماني.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لصحيفة "بيلد" الألمانية: "في اجتماعهم غدا (الاثنين) في بروكسل، سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قضية نافالني".

وحث الوزير الألماني على توفير "العناية الطبية المناسبة" للمعارض الروسي، مطالباً بحصوله "على أطباء يثق بهم" مضيفا أن "حقه بالعناية الطبية يجب أن يكون مضمونا من دون أي تأخير".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم أن فرنسا "قلقة للغاية" حيال الوضع الصحي للمعارض الروسي، متحدثاً عن تحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مسؤولية كبيرة" في ذلك.

وصرّح لودريان عبر قناة "فرانس 3" الرسمية بأن "وضع نافالني مقلق للغاية" مضيفاً: "آمل أن تُتخذ تدابير لضمان السلامة الجسدية لنافالني والإفراج عنه أيضاً". وتابع: "توجد هنا مسؤولية كبيرة للرئيس بوتين".

وأضاف لودريان: "أستنتج أن هناك فعلاً انحرافاً استبدادياً في روسيا"، معتبراً أن هذا الملف هو "أكبر نموذج والأكثر رمزيةً والأكثر تأثيراً في النفوس".

وقال: "روسيا لديها مسؤولية عن صحة نافالي، يجب أن تتحمّلها"، مجدداً التأكيد أن الاتحاد الأوروبي يراقب الملف عن كثب. وتابع: "سبق أن اتخذنا تدابير"، مضيفاً: "حزمة العقوبات كبيرة، لكن يمكن أن تكون هناك عقوبات أخرى".

تحذير أميركي من "العواقب"

إلى ذلك، حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد من أن روسيا ستواجه "عواقب" إذا توفي أليكسي نافالني المعارض الأبرز للكرملين والمضرب عن الطعام في سجنه.

وقال سوليفان لشبكة سي أن أن: "في ما يتعلق بالإجراءات التي سنتخذها، نحن نبحث في مجموعة من العقوبات التي قد نفرضها ولن أفصح عنها في هذه المرحلة لكننا أعلنا أنه ستكون هناك عواقب إذا توفي نافالني".

في المقابل، قال السفير الروسي في بريطانيا لشبكة "بي بي سي" الأحد إن المعارض المسجون والمضرب عن الطعام "لن يموت في السجن".

وأضاف السفير أندريه كيلين: "بالطبع، لن يترك ليموت في السجن، لكن يمكنني القول إن نافالني يتصرف بطريقة همجية".

يذكر أن القضاء الروسي قرر في بداية فبراير/ شباط الماضي تحويل حكم السجن الصادر بحق نافالني مع وقف التنفيذ في قضية "الاختلاس" بشركة "إيف روشيه" إلى السجن النافذ، بذريعة خرقه شروط إطلاق سراحه، ما يعني أنه سيقضي عامين وثمانية أشهر خلف القضبان وسيغيب عن المشهد السياسي طوال هذه الفترة.

المساهمون