رفع علم فلسطين على قمة جبل صبيح رغم عراقيل جيش الاحتلال

10 أكتوبر 2021
صمود الأهالي ورفضهم الاستيلاء على أراضيهم (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

لأول مرة منذ إقدام المستوطنين على السيطرة على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوبي نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وأقاموا هناك بؤرة استيطانية قبل نحو خمسة أشهر، تمكّن أصحاب الأراضي ومعهم متضامنون وناشطون محليون من الوصول، اليوم الأحد، إلى قمة الجبل وقطف بعض ثمار الزيتون، ورفع العلم الفلسطيني، قبل أن يتدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي ويجبرهم على مغادرة الموقع.

وجاء ذلك بالتزامن مع انطلاق فعاليات الحملة الوطنية والشعبية لدعم صمود المزارعين (فزعة)، من المنطقة المحيطة بالجبل، بهدف إسناد ودعم المزارعين في المناطق المستهدفة من الاحتلال ومستوطنيه، وبعد إصدار الأهالي بياناً أمس السبت، أكدوا فيه أنهم سيتوجهون إلى أراضيهم المزروعة بالزيتون، وسيشرعون بقطف ثمارها رغماً عن سلطات الاحتلال.

وأكد عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، محمد دويكات، لـ"العربي الجديد"، أن "معركة الفلسطينيين في بيتا لن تُغلق إلا بعد رحيل الاحتلال، فهي التي دفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها، وهذا يمنع التراجع خطوة واحدة عن قرار تطهير البلدة كاملة من الاحتلال ومخططاته الاستيطانية".

وأوضح دويكات أنه "رغم إغلاق جيش الاحتلال كل الطرق المؤدية لجبل صبيح، وتوزيع منشورات أنه بإمكان الأهالي اللجوء لمكتب الإدارة المدنية، والحصول على تنسيق لقطف ثمار الزيتون، إلا أن المئات تمكنوا من كسر هذا الحصار المضروب على البؤرة الاستيطانية، ووصلوا إليها، وعمدوا إلى رفع العلم الفلسطيني، وحاولوا قطف الزيتون، إلا أن الاحتلال أجبرهم على التراجع".


من جهته، قال سعيد حمايل، والد الشهيد محمد حمايل (أحد شهداء البلدة): "سنقطف الزيتون من أراضينا على طريقتنا، ورغماً عن أنف الاحتلال، ولسنا بحاجة لطلب التنسيق منه، هذه الأرض ارتوت بدماء شبابنا، ولا يمكن أن نهدي الاحتلال اعترافاً بملكيته أو حكمه على هذه الأرض، فالأرض ملك لنا، ولسنا بحاجة لتصريح للوصول إليها".

وأكد حمايل، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "أي شخص سيتوجه إلى الاحتلال لطلب تصريح لقطف ثمار الزيتون سيتم المعاملة معه بالطريقة ذاتها التي سنتعامل بها مع الاحتلال".

وتشهد بلدة بيتا منذ عدة أشهر فعاليات يومية وأسبوعية ضمن الخطوات الهادفة إلى إزالة بؤرة "افيتار" الاستيطانية المقامة على أراضي منطقة جبل صبيح.

ومنذ تلك الأحداث ارتقى 8 شهداء وأصيب المئات واعتقل العشرات في محاولة من الاحتلال وقف الفعاليات، لا سيما فعاليات الإرباك الليلي.

ورغم إجلاء جيش الاحتلال المستوطنين من هذه البؤرة في 2 يوليو/ تموز الماضي، إلا أن الفلسطينيين يواصلون احتجاجاتهم، رفضاً لمحاولة جيش الاحتلال منح هذه البؤرة صفة رسمية لديه، وتحويلها إلى مستوطنة مرخصة.

وعلى صعيد متصل، أقدم مستوطنون، اليوم الأحد، على سرقة ثمار الزيتون من أراضي خربة يانون التابعة لبلدة عقربا جنوبي نابلس.

وأشار مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، في حديث مقتضب لـ"العربي الجديد"، إلى أنهم رصدوا 15 اعتداء نفذه جيش الاحتلال ومستوطنون على موسم الزيتون، تركزت، وفق تأكيده، "في سلفيت وجنوبي نابلس تحديداً، وتمثلت بالاعتداء الجسدي على المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم، أو إجبارهم على مغادرتها، إضافة إلى وجود تصاعد ملحوظ في سرقة ثمار الزيتون وحرق وتقطيع الأشجار، خاصة في ريف نابلس الجنوبي".

في سياق آخر، صادرت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، مواد بناء من منطقة عين الحلوة في الأغوار الشمالية الفلسطينية، تعود للمواطن جهاد دراغمة، فيما أخطرت قوات بهدم مبنى قيد الإنشاء لعيادة صحية في منطقة حمامات المالح بالأغوار، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.