رسائل إيجابية جزائرية باتجاه المغرب

رسائل إيجابية جزائرية باتجاه المغرب

03 ابريل 2024
رفض تبون الخوض في قضية النزاع في الصحراء (محمد مسارة/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في غضون أسبوع، ظهرت ثلاث إشارات إيجابية من الجزائر نحو المغرب، تعكس روحاً تصالحية وتأويلاً سياسياً يدعو للتقارب والتنسيق المغاربي، مما يشير إلى رغبة في تجاوز الخلافات.
- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعبر عن "الباب المفتوح" للمغرب للانضمام إلى مبادرات التنسيق، ورفض الخوض في قضايا تزيد من التشرذم العربي، مما يعكس نية للحوار البناء.
- تصريحات وإشارات متبادلة بين البلدين تعبر عن استعداد للحديث السياسي وتجنب التشنج، مما يوحي بإمكانية تحسين العلاقات والتعاون المستقبلي إذا تم تفسير الرسائل بشكل صحيح ومعقول.

أمكن، في غضون أسبوع، جمع ثلاث إشارات إيجابية تصدُر من الجزائر باتجاه المغرب، حضرت روحٌ تنحاز إلى الإيجابية وأقرب إلى المعنى التصالحي.

وفي كل الأحوال، عقلنة الأزمات أمر جيد، وكلما حضرت الروح الإيجابية وطغت على الخطاب السياسي كان هذا أسلم تعبيراً عن القوة والقدرة السياسية، وأفضل من الخطاب المتشنّج.

في التأويل السياسي، يمكن اعتبار حديث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبّون، عن "الباب المفتوح لجيراننا في الغرب" (يقصد المغرب)، وقد كرّرها مرّتين، للانضمام إلى مبادرة اللقاءات وكيان التنسيق المغاربي الجديد، دعوة غير مباشرة إلى الرباط للالتحاق بهذا المسعى، وضمن السياق نفسه، يُفهم تكراره مرّتين أن المبادرة "ليست موجّهة ضد أي دولة من دول المغرب العربي".

هناك إشارة أخرى في الحوار التلفزيوني نفسه، عندما رفض الرئيس الخوض في قضية النزاع في الصحراء، وقال إنه لا يريد الحديث عن مزيدٍ من "التشرذم العربي".

كما سبقتها إشارة إيجابية ثالثة، فقبل أيام، وصف وزير الخارجية، أحمد عطاف، قرار المغرب بشأن أزمة المباني والممتلكات التابعة لسفارة الجزائر في الرباط بأنه "قرار نعتبره لائقاً"، إذ نادراً ما تصدُر تعبيرات بهذا المنحى الإيجابي بين البلدين، خصوصاً منذ قطع العلاقات في أغسطس/ آب 2021.

في نطاق ضيق، جرى تداول تفسير سياسي لأزمة عقارات السفارة الجزائرية في الرباط، بأن طرفاً ما في المغرب كان يريد التشويش على "مساعٍ حميدة"، لكن الحكمة انتصرت في البلدين، وجرى إنهاء المسألة على نحو مرضٍ. وهذه في حد ذاته مؤشّر على أنه متى جرى الاحتكام إلى العقلانية والهدوء، كان ذلك أسلم لكل الأطراف.

تعكس كل هذه التصريحات والإشارات الإيجابية من الجزائر نحو الرباط، ومن الرباط نحو الجزائر، رسائل ورغبة كبيرة في إظهار قدر من المسؤولية والاستعداد للحديث السياسي بديلاً عن إدارة الظهر، وإظهار قدر واضح من النيات الحسنة، وبإمكانية لجم الخطاب الرسمي عن أي تشنّج، وتجنّب كل التعبيرات والخيارات القلقة، شرط أن تُفهم هذه الرسائل بالشكل الصحيح، وتلقى التأويل السليم والمعقول.

في النهاية، هذه رسائل مشجّعة، قد تسهم، ومن يدري، في "مساعٍ حميدة" عبر طرق ومستويات مختلفة بين البلدين. والمعتاد أن الرسائل الإيجابية في حال الأزمات بين الدول لا تأتي من فراغ، يمكن تفسيرُها بأنها إعلان حسن نيات، لكنها قد تكون أيضاً صدى مساعداً لجهدٍ ما، غير معلن في الغالب، يقوم به ناقل رسائل أو صديق يحيط بالأزمة ويودّ المساعدة بالبحث عن مخارج معقولة.

ربما تجري مياه في مجرى العلاقة بين الرباط والجزائر في مكان ما، وبأسلوب ما، ليس مهمّاً البحث في تفاصيله ذلك في الوقت الحالي، ولا التساؤل بشأن ملابساته، ما يهمّ أن يثمر ذلك ويستقيم عود العلاقة المعوج، ويعود الأشقاء إلى سبيل الرشد.

المساهمون