رئيس "الموساد" يفرض رؤيته المناهضة للاتفاق النووي مع إيران

رئيس "الموساد" يفرض رؤيته المناهضة للاتفاق النووي مع إيران

23 اغسطس 2022
ضجيج إسرائيلي يسبق موعد إحياء الاتفاق النووي (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -

ذكر تقرير لموقع "معاريف"، اليوم الثلاثاء، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة بدأت تتبنى الموقف المتشدد المناهض لعودة الولايات المتحدة الأميركية للاتفاق النووي مع إيران الذي حدده رئيس الموساد الحالي دافيد برنيع، وذلك بعدما باتت الجهود الرامية لإحياء الاتفاق المبرم في 2015 بين القوى الكبرى وطهران عند منعطف حاسم.

وقال التقرير إن برنيع، الذي يصف الاتفاق المتبلور بأنه كارثة استراتيجية لإسرائيل، ويقود خطا متشددا ضد المشروع النووي، تمكن أخيرا من إقناع باقي الأجهزة الأمنية بمعارضة الاتفاق النووي مع إيران. ويأتي ذلك بعد أن كانت مصادر أمنية وسياسية مختلفة في إسرائيل قد اعتبرت حتى وقت قريب أن إبرام اتفاق جديد مع إيران يبقى أفضل من عدمه، مهما كان سيئا.

وقال موقع "معاريف" إن برنيع كان قد تعهد شخصيا، قبل عدة أشهر، في تصريح حظي بانتقادات في المحافل الأمنية الإسرائيلية، بأن "الموساد" سيتخذ كل ما يلزم لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

ونقل رئيس تحرير الموقع بن كاسبيت، الذي أعد التقرير، عن مصدر وصفه بأنه مسؤول سياسي رفيع المستوى قوله إن "قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل يتفقون جميعا تقريبا مع مواقف برنيع، وأن وجهة نظر الموساد قد انتصرت أخيرا إثر استسلام قيادة الدول الغربية أخيرا للمطالب الإيرانية في كافة المجالات، وسعيها للتوصل إلى اتفاق مع إيران لإزاحة هذا الملف عن أجندتها العامة".

وبحسب الصحيفة، فإن هذا التحول وتأثر المستوى السياسي بموقف رئيس "الموساد" كان وراء إيفاد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أيال حالوتا إلى واشنطن، حيث ينتظر أن يلتقي اليوم بنظيره الأميركي جيك سوليفان.

العوائد المالية أكثر ما يقلق إسرائيل في الاتفاق النووي

من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن جل الاهتمام الإسرائيلي يتركز حول سبل منع إيران من جني عشرات المليارات من الدولارات حال تم رفع العقوبات عنها إثر الإعلان عن التوصل لاتفاق نووي مع القوى العظمى.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إلى أن تل أبيب تهدف من تكثيف ضغوطها على واشنطن إلى إقناع إدارة الرئيس جو بايدن بفرض شروط تفضي إلى انهيار المفاوضات مع طهران بشكل لا يسمح بالتوصل لاتفاق، ما يحرمها من الأموال الذي ستتدفق على خزانتها في أعقاب رفع العقوبات عنها.

وأوضحت أن تل أبيب ترى أن تدفق عشرات المليارات من الدولارات على الخزانة الإيرانية سيمكن "الحرس الثوري" من تمويل "الأنشطة الإرهابية" لأذرع طهران في المنطقة بشكل يمس بالاستقرار الإقليمي والتي تستهدف إسرائيل.

وأبرزت أن رفع العقوبات سيعزز من قدرة إيران على تطوير صناعاتها العسكرية والتقنية، ولا سيما على صعيد الترسانة الصاروخية والطائرات المسيرة وإنتاج القذائف ذات دقة الإصابة العالية، فضلا عن أنه سيقلص من المخاطر التي يتعرض لها نظام الحكم في طهران بفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية.

واعتبرت الصحيفة أن الغرب فشل في جهوده الهادفة إلى منع إيران من الحصول على المواد المشعة نتيجة عمليات التخصيب الواسعة، مشيرة إلى أن الخبراء في تل أبيب يرون أن طهران بوسعها حاليا إنتاج أي كمية من اليورانيوم المخصب وبأي نسبة تخصيب.

وأشارت إلى أن كلا من ديوان رئيس الحكومة يئير لبيد والمؤسسة الأمنية في تل أبيب يدركان أن لدى إيران كل القدرات العلمية والتقنية التي تمكنها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% بشكل يمكنها من إنتاج المادة المشعة اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وحسب الصحيفة، فإن مسودة الاتفاق المتبلور التي قدمها الاتحاد الأوروبي لإيران "أسوأ" من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015 خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، على اعتبار أن الاتفاق الجديد يفرض قيودا أقل شدة على طهران في كل ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم مقارنة بالاتفاق الأول.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ما زالت تبذل جهودا مكثفة بهدف إقناع الولايات المتحدة بعدم التوقيع على الاتفاق الجديد أو على الأقل أن تجعل بعض بنوده أكثر تشددا.

وحسب التقديرات الإسرائيلية كما تنقلها الصحيفة، فإن إيران التي لديها القدرة على إنتاج المادة المشعة اللازمة لإنتاج السلاح النووي والصواريخ القادرة على حمل هذا السلاح، ليست لديها في الوقت ذاته القدرة العلمية والتقنية اللازمة لإنتاج الرأس النووي المتفجر.

واستنتجت الصحيفة أن خريطة المصالح الأميركية والإسرائيلية في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران غير متطابقة، من منطلق أن لواشنطن مصلحة في رفع العقوبات عن إيران لتمكينها من ضخ كميات كبيرة من النفط والغاز في السوق العالمي، وهو ما قد يفضي إلى تقليص الأسعار، مشيرة إلى أن إيران تنتج الآن 2.5 مليون برميل من النفط يوميا تبيعها بسعر متدن للغاية لكل من الصين والهند، في حين أن رفع العقوبات سيسمح لها ببيع 3.5 ملايين برميل بسعر مرتفع نسبيا.

وأقرت الصحيفة بأن الاتفاق المتبلور يحول دون مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم، فضلا عن أنه يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش معمق على منشآتها الذرية.

من ناحية ثانية، قال حيزي سيمانتوف، المعلق في قناة "13" الإسرائيلية، إن التوصل لاتفاق نووي بين إيران والغرب سيؤثر على مستقبل المواجهة مع "حزب الله" على خلفية النزاع مع لبنان على ترسيم الحدود المائية.

وفي تغريدة نشرها اليوم على حسابه على تويتر، أشار سيمانتوف إلى أن التقديرات السائدة في تل أبيب تفيد بأنه لن ينشب نزاع مسلح مع "حزب الله" في حال التوصل لاتفاق نووي مع إيران، في حين أن فرص تفجر هذا النزاع ستتعاظم إذا لم ينجز مثل هذا الاتفاق.