حفل دعائي للسيسي يتحول إلى تظاهرات ضده في مطروح بعد ساعات من ترشحه

حفل دعائي للسيسي يتحول إلى تظاهرات ضده في مطروح بعد ساعات من ترشحه للرئاسة

03 أكتوبر 2023
شهدت الاحتجاجات اشتباكات مع رجال الأمن (Getty)
+ الخط -

لم يكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ينهي خطابه للترشح للرئاسة لفترة ثالثة، "نزولا على رغبة الجماهير"، كما قال مناصروه، حتى اندلعت تظاهرات في مدينة مرسى مطروح، شمال غربي مصر، وشهدت "هتافات ضده وتمزيق صورته ودهسها"، بحسب شهود عيان.

وتسود المحافظة حالة من الهدوء الحذر عقب تظاهرات لأبناء مدينة مرسى مطروح عاصمة المحافظة، شهدت تكسير وحرق لافتات دعائية تخص السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة، بحسب شهود عيان وفيديوهات تداولها رواد التواصل الاجتماعي.

واعتقلت قوات الأمن عدداً من الشبان المتظاهرين، وفق مغردين، فيما يتداول أبناء المدينة تحذيرات من المبيت بالبيوت "خشية مداهمة قوات الأمن لها للقبض على المشاركين"، ما دفع ببعضهم للبقاء في الشوارع حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، كما قال لـ"العربي الجديد" أحد أبناء المحافظة، متحفّظًا على  ذكر اسمه.

وتداول مغردون أنباء لم يتسن التأكد منها، تفيد باشتباك عدد من المتظاهرين مع أفراد من قوات الأمن واحتجاز ضابط من قوات مكافحة الشغب تصدى للمتظاهرين، ثم إخلاء سبيله، والاستيلاء على عربات للشرطة، التي سيطرت على الموقف وانتشرت بكثافة بالمدينة عقب ساعات من الاشتباكات.

وقالت مصادر من أبناء المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن التظاهرات وقعت في شارع الإسكندرية بالمدينة، عقب مناوشات عبر فيها عدد من المشايخ عن استيائهم وغضبهم من الخديعة التي تعرضوا لها، حيث حشدوا أبناء القبائل للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر/تشرين الأول، كما جاء في دعوة وجهها لهم حزب "مستقبل وطن" المنظم للاحتفالية، فيما وجد المشايخ أنفسهم، مساء أمس الاثنين، وسط احتفالية دعائية انتخابية، ينظمها الحزب للدعاية لانتخاب السيسي، وتنتشر فيها لافتات وصور السيسي ودعاياته الانتخابية دون  ذكر لحرب أكتوبر.

وتابعت المصادر أن عددا من رموز المحافظة غادروا الاحتفال، فيما نشبت مناوشات بين شبان غاضبين ومنظمي الاحتفالية، عقب صعود عدد من الشبان لمنصة الاحتفال ومنع فرقة المطربين من الاستمرار، وأعقب ذلك إنزال صور ودعايات السيسي، ثم تحول الأمر لتظاهرة اتسع نطاقها وشملت أنحاء عدة من المدينة، حيث طاردت قوات الأمن المتظاهرين في الشوارع، بينما قذف بعض الشبان هذه القوات بالحجارة.

في المقابل، ذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية أن ما جرى كان مجرد "نشوب مشاجرة بين بعض الشباب بمدينة مطروح بسبب التنافس على التقاط صور مع شعراء ليبيين، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكبي الواقعة"، وهو ما أثار سخرية معلقين على البيان المنشور على حساب الوزارة على موقع "أكس".

وتعالت خلال التظاهرات هتافات تطالب بإسقاط النظام، فيما ردد بعض أنصار المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي اسمه في هتافاتهم مع شعاره "يحيا الأمل"، كما جاء فى فيديوهات لم يتسن التأكد من صحة مضمونها.

وقال حازم، وهو رجل أعمال شاب في مرسى مطروح، إن أهالي مطروح بلغ بهم التعب مبلغه من الأوضاع الاقتصادية و"غلق" منافذ  الكسب المعتادة لأهالي المحافظة، وهي التي تتميز بكونها محافظة حدودية تحاذي ليبيا الجارة الغربية لمصر، كما أصاب الإنهاك مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وهو ما جعل كثيراً من أبناء المحافظة من بين معارضي السلطة الحالية.

وربط متابعون بين إسقاط صورة السيسي وتمزيقها أمس في مطروح، وبين ما جرى مع الرئيس الراحل المخلوع حسني مبارك بإسقاط صورته وتمزيقها في مدينة المحلة شمالا عام 2008، والتي اعتبرها مراقبون شرارة مبكرة لثورة يناير/كانون الثاني 2011، فيما قال مراقبون إن الشرارة المماثلة لشرارة المحلة وقعت بالفعل عام 2019 حينما مزق متظاهرون في القاهرة والمنصورة صورا للسيسي في الشوارع.

وتداول مغردون وسوماً تطالب المصريين في مختلف المحافظات بالاقتداء بشعب مطروح، ولا سيما أن حزب مستقبل وطن "يمارس نفس اللعبة في مختلف الميادين والمحافظات بمصر".

وأقام الحزب، بالتعاون مع أحزاب أخرى منها حماة الوطن، سرادقات بشاشات عملاقة تحيطها أعلام مصر وصور السيسي، مع دعوة الجمهور للاحتفال، الأمر الذي قد يدفع قيادات الحزب لإعادة النظر في تلك السياسة التي ربما تقلب الطاولة عليهم ليتكرر ما جرى في مطروح في مختلف تلك المناطق، وتسبب حرجاً لهم وللنظام، وتؤدي لنتيجة عكسية، يأمل معارضو السيسي أن تتحول لاحتجاجات واسعة تطيح بالنظام.

وعلق أحد أفراد حملة الطنطاوي ـ رفض ذكر اسمه ـ بالقول إن ما جرى أمس في مطروح، "جرس إنذار" للسلطة من خطورة غلق كل طرق التغيير السلمي، وهو ما حذر منه طنطاوي في بيان له أخيراً، مطالبا السلطة بفتح المجال وإتاحة عمل توكيلات له أسوة بالتسهيلات التي يحصل عليها السيسي، "قبل أن يندم الجميع على فوات تلك الفرصة للتغيير السلمي"، بسحب بيان الطنطاوي.

وتقول حملة الطنطاوي إن مناصريه يتم منعهم من عمل توكيلات له، فيما يجري التسهيل لمناصري السيسي، بينما يتداول مغردون مقاطع صوتية ومنشورات حكومية تحض الموظفين وطلاب المدارس على الذهاب لفعاليات تأييد السيسي، "حتى لا يتعرضوا لمكروه"، كما تشير مضامين بعض المقاطع إلى أن أجهزة الأمن هي التي تقف وراء تلك المطالب.

ويتداول مغردون مقاطع مصورة تظهر حصول محتشدين على كراتين مواد غذائية، وظهرت إحدى الريفيات في فيديو لتشكو من عدم إعادة بطاقة تكافل وكرامة لها، وهي بطاقة لصرف دعم لمحدودي الدخل، بينما شكا مواطنون من استيقافهم وأخذ هوياتهم الشخصية لفترة، يتردد أنه يتم خلالها أخذ بياناتها لعمل توكيل للسيسي.

وتؤكد مصادر من أبناء المحافظة أن علاقة المشايخ بالجيش جيدة للغاية، حيث تفتح قيادات الجيش خط تواصل مع مشايخ رموز القبائل لحل المشاكل الناشبة بالمحافظة وخصوصا بين السلطة وأبناء القبائل، فيما توترت علاقة أبناء إحدى قبائل المحافظة والشرطة أخيراً عقب مصرع أحد أبنائها على يد ضابط شرطة بالشارع.

دلالات