حرب أوكرانيا: كييف تتحدث عن نجاحات وموسكو تصد هجوماً كبيراً

حرب أوكرانيا: كييف تتحدث عن نجاحات وموسكو تصد هجوماً كبيراً

06 يونيو 2023
آثار هجمات القوات الأوكرانية على مواقع روسية على مشارف باخموت (رويترز)
+ الخط -

أعلنت أوكرانيا، الاثنين، عن تحقيق مكاسب على مشارف مدينة باخموت التي شهدت دماراً كبيراً في شرق البلاد، غير أنّها قلّلت من حجم "الأعمال الهجومية" التي شُنّت في أماكن أخرى على الجبهة، في الوقت الذي أكّدت فيه روسيا أنّها صدّت هجمات كبيرة.

وتأتي هذه العمليات في الوقت الذي وصل فيه مبعوث البابا فرنسيس للسلام، الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، إلى كييف لإجراء محادثات، تستمرّ يومين، بشأن التوصّل إلى حلّ مع روسيا والحاجات الإنسانية.

وتؤكّد السلطات الأوكرانية منذ أشهر استعدادها لشنّ هجوم مضاد كبير يهدف إلى إجبار القوات الروسية على الانسحاب من المناطق التي تحتلّها. وشدّدت السلطات الأوكرانية على أنّها لن تكشف عن خططها وتوقيت هذا الهجوم.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، الاثنين، إنّ "العملية الدفاعية تشمل عمليات مضادة. من هنا، في بعض القطاعات، ننفذ عمليات هجومية".

كذلك، أشارت إلى "معارك بسيطة" في الجنوب حيث القوات الروسية "في موقع دفاعي"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

ورداً على سؤال الصحافة عن فرص نجاح الهجوم الأوكراني المضاد، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، بحركة بيده تدلّ على أنّه يأمل خيراً.

روسيا تصد هجوماً

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صدّ هجمات على "خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب منطقة دونيتسك".

وأشارت إلى أنّ القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر كبيرة بالقرب من بلدة نيسكوتشني الواقعة في منطقة دونيتسك، وفي بلدة نوفوداريفكا، الواقعة على الحدود بين هذه المنطقة نفسها وجنوب زابوريجيا.

كما جرت "محاولات جديدة لاختراق الدفاعات الروسية" بعد ظهر الاثنين بالقرب من بلدة نوفودونيتسكي، في محيط فوغليدار، التي تعدّ نقطة ساخنة على الجبهة في جنوب منطقة دونيتسك.

وفي حين أكدت الدفاع الروسية أن "العدو لم يحقّق أهدافه" في خرق الخطوط الروسية، بثّت صور دبابات يجرى تدميرها، مؤكدة أن رئيس أركان الجيش الروسي وقائد العمليات في أوكرانيا الجنرال فاليري غيراسيموف "كان خلال هذه الفترة في أحد مراكز القيادة المتقدمة في هذا الاتجاه".

باخموت.. محور العمليات القتالية

ما زال قطاع باخموت، وفق كييف، "محور العمليات القتالية"، بعد أن كان مسرحاً لأطول معركة في هذه الحرب وأكثرها دموية، وقالت موسكو إنّها سيطرت عليه في مايو/ أيار.

ماليار أكدت أنّ القوات الأوكرانية تتقدّم في ضواحي هذه المدينة "على جبهة واسعة نسبياً"، مضيفة: "نُحرز نجاحات ونحتلّ المرتفعات".

من جانبه، أكّد رئيس مجموعة "فاغنر" المسلّحة يفغيني بريغوجين تحقيق هذا التقدّم، مشيراً إلى "خسارة جزء من بلدة بيرخيفكا"، وواصفاً الأمر بأنه "عار". وهاجم مجدّداً الجنرال غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

وبينما تحافظ أوكرانيا على صمتها بشأن خططها الفعلية للهجوم المضاد، يتوقّع خبراء وجنود روس أن تصعّد القوات الأوكرانية هجماتها لجس النبض قبل إطلاق الهجوم الكبير.

ونفذت القوات لأوكرانية هذا السيناريو من قبل في سبتمبر/ أيلول 2022، عندما أعد الجيش الأوكراني سرًا هجومًا أفضى إلى استعادة منطقة خاركيف (شمال شرق) بأكملها تقريبًا.

وفي السياق، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، عبر "تويتر"، ساخراً، إنّ روسيا "منشغلة بالفعل بشكلٍ نشِط بصدّ هجوم شامل لم يحصل بعد".

وأشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن متحدثًا من نيودلهي إلى حصول معارك في محيط باخموت وفي جنوب منطقة دونيتسك، من دون التعليق على أهميتها الاستراتيجية.

هجمات وتفجيرات في بليغورود

منذ أسبوعين، تتصاعد الهجمات والتفجيرات في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، خلال معارك بين الجيش الروسي ومقاتلين روس موالين لأوكرانيا. وأدّت الضربات التي طاولت المنطقة إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة العشرات بجروح.

وخلال آخر عملية الأحد، احتجزت إحدى هذه المجموعات المسماة "فيلق الحرية لروسيا"، والمؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا، أشخاصاً بهدف تسليمهم لكييف. وأظهر مقطع فيديو حوالى 12 أسيراً بينهم اثنان مصابان بجروح.

وتعد هذه المرة الأولى التي يجرى فيها أسر روس على الأراضي الروسية.

وأقر حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف بأن القوات الموالية لأوكرانيا احتجزت أسرى من الجانب الروسي خلال اشتباكات عبر الحدود.

وأعلن غلادكوف على نحو غير مسبوق أنه مستعد للتفاوض من أجل استعادة الأسرى، لكن المقاتلين الموالين لأوكرانيا أكدوا في مقطع الفيديو أن المسؤول الروسي لم يحضر إلى مكان الموعد.

من جهتها، لم تعلّق وزارة الدفاع الروسية على الأمر، مكتفية بالقول إنّها صدّت توغّلاً آخر الأحد.

وتركز القتال في الأيام الأخيرة في محيط نوفايا تافوليانكا وشيبيكينو بالقرب من الحدود، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى العاصمة الإقليمية بيلغورود.

(فرانس برس، العربي الجديد)